اليوم, 12:28 PM | رقم المشاركة : ( 178991 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جمع الأمثال هَذِهِ أَيْضًا أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ، الَّتِي نَقَلَهَا رِجَالُ حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا: [1] جُمعت هذه الأمثال بإرشاد روح الله القدوس بعد موت سليمان بثلاث قرون، قام بعض الكتبة "بنقلها"، أي بنسخها ونقلها كتابة. وقد دُعوا برجال حزقيا، وتدعوهم الترجمة السبعينية "أصدقاء حزقيا". كان حزقيا ملكًا صالحًا، رجل سلام وإصلاح، حدث في عهده تقدم في مجالات الفن والأدب، كما اهتم القادة والشعب بالحياة الدينية. فحيث يوجد القائد الصالح، تتمتع الرعية بسمة مقدسة وتهتم بخلاصها. نعلم مما ورد في 2 أي 29: 25-30؛ 31: 21 أن حزقيا اهتم أن يعيد الترتيب الذي وضعه داود النبي لخدمة الهيكل، وقد كافأه الله على اهتمامه بحركة الإصلاح الدينية بأن اكتشف هذه المجموعة من الأمثال بعد أن ظلت مخفية لمدة ثلاثة قرون. وذلك كما أكتشف رجال يوشيا الصالح نسخة من التوراة (2 أي 34: 14-16). يرى البعض أن هذه الإضافة تمت بإرشاد مثل إشعياء وهوشع وميخا. |
||||
اليوم, 12:30 PM | رقم المشاركة : ( 178992 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الملك والحكمة 2 مَجْدُ اللهِ إِخْفَاءُ الأَمْرِ، وَمَجْدُ الْمُلُوكِ فَحْصُ الأَمْرِ. 3 اَلسَّمَاءُ لِلْعُلُوِّ، وَالأَرْضُ لِلْعُمْقِ، وَقُلُوبُ الْمُلُوكِ لاَ تُفْحَصُ. 4 أَزِلِ الزَّغَلَ مِنَ الْفِضَّةِ، فَيَخْرُجَ إِنَاءٌ لِلصَّائِغِ. 5 أَزِلِ الشِّرِّيرَ مِنْ قُدَّامِ الْمَلِكِ، فَيُثَبَّتَ كُرْسِيُّهُ بِالْعَدْلِ. 6 لاَ تَتَفَاخَرْ أَمَامَ الْمَلِكِ، وَلاَ تَقِفْ فِي مَكَانِ الْعُظَمَاءِ، 7 لأَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يُقَالَ لَكَ: ارْتَفِعْ إِلَى هُنَا، مِنْ أَنْ تُحَطَّ فِي حَضْرَةِ الرَّئِيسِ الَّذِي رَأَتْهُ عَيْنَاكَ. مَجْدُ اللَّهِ إِخْفَاءُ الأَمْرِ وَمَجْدُ الْمُلُوكِ فَحْصُ الأَمْرِ [2]. يليق بالملك أن يدرك أن أمور الله وحكمته وخطته لا يمكن الدخول إلى أعماقها كما هي. وكما يقول الرسول بولس: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء، لأنه من عرف فكر الرب، أو من صار له مشيرًا" (رو 11: 33-34؛ تث 29:29). لا تُفحص أمور الله، لأنه هو عالم بأسرار نفسه، أما الملك فيلتزم بفحص كل أمرٍ يمد يده إليه أو يفكر فيه بجدية ليكون قراره سليمًا. فمجد الملك ليس في سلطانه وأوامره، وإنما في فحص الأمور بروح الحكمة. إذ يدرك الملك أن أمور الله لا تُفحص يمتلئ بمخافة الرب، ويضع في حسبانه أن فوق العالي من هو أعلى من الجميع، فيلتزم في كل تصرفاته بأن يتقي الله ويخشاه. إذ أقام الله الإنسان المؤمن ملكًا صاحب سلطان يلزمه فحص الأمر، أي يمارس كل شيءٍ بعد دراسة عميقة لكلمة الله والتعرف على إرادة الله، حتى يصير موضع سروره. يقول السيد المسيح: "فتشوا الكتب، لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي" (يو 5: 39). كما يقول الرسول: "اجتهد أن تُقيم نفسك لله مُزكي، عاملًا لا يخزى، مفصلًا كلمة الحق بالاستقامة" (2 تي 2:15). * تأملوا ما جاءفي المزامير: "عجيبة جدًا هي معرفتك عني، ارتفعت، لا أستطيعها" (مز 139: 6). ويقول سليمان: "مجد الله إخفاء الأمر" (أم 25: 2). لذلك كثيرًا ما قررت أن أتوقف ولا أكتب. صدقوني، هذا ما فعلته. ولكن لكي لا أسبب لكم إحباطًا، ولئلا يقود صمتي الذين سألوني إلى عدم التقوى، ويستسلموا للجدل، ضغطت على نفسي لأكتب في اختصار ما أرسله الآن إلى قداستكم. البابا أثناسيوس الرسولي * حتى وإن كانت كل العقول تجتمع معًا لتبحث معًا، والألسنة تتعاون معًا لتنطق معًا، فكما قلت، لن يستطيع أحد أن يبلغ إلى نتيجة مرضية في هذا الأمر. القديس باسيليوس الكبير |
||||
اليوم, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 178993 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* تأملوا ما جاءفي المزامير: "عجيبة جدًا هي معرفتك عني، ارتفعت، لا أستطيعها" (مز 139: 6). ويقول سليمان: "مجد الله إخفاء الأمر" (أم 25: 2). لذلك كثيرًا ما قررت أن أتوقف ولا أكتب. صدقوني، هذا ما فعلته. ولكن لكي لا أسبب لكم إحباطًا، ولئلا يقود صمتي الذين سألوني إلى عدم التقوى، ويستسلموا للجدل، ضغطت على نفسي لأكتب في اختصار ما أرسله الآن إلى قداستكم. البابا أثناسيوس الرسولي |
||||
اليوم, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 178994 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* حتى وإن كانت كل العقول تجتمع معًا لتبحث معًا، والألسنة تتعاون معًا لتنطق معًا، فكما قلت، لن يستطيع أحد أن يبلغ إلى نتيجة مرضية في هذا الأمر. القديس باسيليوس الكبير |
||||
اليوم, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 178995 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اَلسَّمَاءُ لِلْعُلُوِّ، وَالأَرْضُ لِلْعُمْقِ، وَقُلُوبُ الْمُلُوكِ لاَ تُفْحَصُ [3]. مع علو السماء وُهب للإنسان أن يفحص الكواكب خلال علم الفلك، ومع ما للأرض من عمق وُهب له أن يفحص ما في باطنها من كنوز كالمعادن والبترول الخ، أما قلب المؤمن الحقيقي المتحد بالله فلا يُمكن فحصه؛ إذ يقول السيد المسيح نفسه: "ها ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21). ويقول الرسول: "أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا، وهم يكونون لي شعبًا" (2 كو 6: 16). فمن يقدر أن يفحص ملكوت الله، ويعرف دقائق هيكله الذي يقيم فيه الروح القدس؟ |
||||
اليوم, 12:35 PM | رقم المشاركة : ( 178996 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَزِلِ الزَّغَلَ مِنَ الْفِضَّةِ، فَيَخْرُجَ إِنَاءٌ لِلصَّائِغِ [4]. أَزِلِ الشِّرِّيرَ مِنْ قُدَّامِ الْمَلِكِ، فَيُثَبَّتَ كُرْسِيُّهُ بِالْعَدْلِ [5]. تنقية الفضة من الزغل تعطي للصائغ أن يشكل إناءً فضيًا ثمينًا، وإزالة الشر من القلب، تجعل منه هيكلًا لروح الله واهب التقديس. وإزالة المشيرين الأشرار من قدام الملك تثبت عرشه بالبرّ. هذا ما فعله سليمان حيث أدان فعلة الشر من حوله قبل أن يبدأ عمله الملوكي (1 مل 2). هذا أيضًا ما سيحدث في يوم الرب العظيم، حين يأتي ملك الملوك ويحطم إبليس ومملكته، ويلقى به وبجنوده وأتباعه في البحيرة المتقدة نارًا، ليعلن ملكوته السماوي الأبدي، ويتمجد في مختاريه إلى الأبد. بنفس الروح يليق بالكنيسة أن تعزل الخبيث، وتنزع الخميرة الفاسدة لكي لا يفسد العجين كله. هذا أيضًا ما يختبره المؤمن في حياته اليومية، حيث يلزم اقتلاع جذور الشر مع غرس الخير بعمل النعمة الإلهية. وكما يقول المرتل: "حد عن الشر، وافعل الخير وأسكن إلى الأبد" (مز 37: 27). * لماذا قيل: "طوبى للكاملين طريقًا السالكين في شريعة الرب" (مز118: 1)؟ يحدد الكتاب هنا "السالكين" وليس "الذين سلكوا"، السالكين في عمل الخير، ويجدون متعتهم في القيام به... أما الذين يهربون من الشر... فلا يمكن مدحهم إذا استطاعوا أن يتجنبوا الخطية مرة أو مرتين إلا إذا تمكنوا من بترها نهائيًا من حياتهم... فإن كنا نريد الصلاح فلنبدأ بتجنب الشرور... "حد عن الشر واصنع الخير" (مز37: 27) يرسم لنا المزمور طريق الفضيلة... بعلم وفن... فالبعد عن الشر هو بداية الخير... إن طُلبت من البداية كمال الفضيلة لتراجعت قبل أن تبدأ. القديس باسيليوس الكبير |
||||
اليوم, 12:35 PM | رقم المشاركة : ( 178997 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لماذا قيل: "طوبى للكاملين طريقًا السالكين في شريعة الرب" (مز118: 1)؟ يحدد الكتاب هنا "السالكين" وليس "الذين سلكوا"، السالكين في عمل الخير، ويجدون متعتهم في القيام به... أما الذين يهربون من الشر... فلا يمكن مدحهم إذا استطاعوا أن يتجنبوا الخطية مرة أو مرتين إلا إذا تمكنوا من بترها نهائيًا من حياتهم... فإن كنا نريد الصلاح فلنبدأ بتجنب الشرور... "حد عن الشر واصنع الخير" (مز37: 27) يرسم لنا المزمور طريق الفضيلة... بعلم وفن... فالبعد عن الشر هو بداية الخير... إن طُلبت من البداية كمال الفضيلة لتراجعت قبل أن تبدأ. القديس باسيليوس الكبير |
||||
اليوم, 12:36 PM | رقم المشاركة : ( 178998 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاَ تَتَفَاخَرْ أَمَامَ الْمَلِكِ، وَلاَ تَقِفْ فِي مَكَانِ الْعُظَمَاءِ [6]. لأَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يُقَالَ لَكَ ارْتَفِعْ إِلَى هُنَا، مِنْ أَنْ تُحَطَّ فِي حَضْرَةِ الرَّئِيسِ الَّذِي رَأَتْهُ عَيْنَاكَ [7]. يليق بالمؤمن ألا يدفع نفسه بنفسه للمثول أمام الرؤساء، ولا يشتهي مجالستهم من أجل نوال كرامة الناس. عندما انفتحت قصور الأباطرة والعظماء أمام رجال الكنيسة باهتداء قسطنطين إلى الإيمان المسيحي، وُجد سباق آخر للهروب إلى البرية للتمتع بالجلوس مع الله في سكون البرية، كما فعل القديس أنبا أنطونيوس الكبير. يقول السيد المسيح: "متى دُعيت من أحدٍ إلى عرسٍ فلا تتكئ في المتكأ الأول، لعل أكرم منك يكون قد دُعي منه، فيأتي الذي دعاك وإياه ويقول لك: أعطِ مكانًا لهذا، فحينئذٍ تبتدئ بخجلٍ تأخذ الموضع الأخير، بل متى دُعيت، فاذهب واتكئ في الموضع الأخير حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك: "يا صديق ارتفع إلى فوق. حينئذٍ يكون لك المجد أمام المتكئين معك. لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (لو 14: 7-11). الكبرياء الذي يدفع الإنسان إلى تقديم نفسه في حضرة العظماء يحطم حياة الإنسان أمام نفسه كما أمام الغير، بل يستحق لوم الله له. أما من يتواضع في أعماقه بصدقٍ وإخلاص فيرفعه الله. وكما قالت القديسة مريم: "أنزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتضعين" (لو 1: 52). إن كان الذي يدفع نفسه لينال كرامات وأمجاد باطلة من العالم يستحق اللوم، فماذا إن كان المؤمن يدفع بنفسه في المجالات الروحية والدينية طالبًا المجد الزمني؟ * ليبحث المتكبر عن الممالك الأرضية ويحبها، ولكن "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات". * لقد جلس الرب في منزل فريسي متكبر (لو 7: 36)، كما قلت إنه كان في منزله ولم يكن في قلبه، لكنه لم يدخل في منزل قائد المئة ومع ذلك فقد امتلك قلبه (مت 8: 8). زكا أيضًا قبل الرب في منزله وفي قلبه (لو 19: 6). وأما إيمان قائد المئة فقد مُدح بسبب تواضعه، لأنه قال: "لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي". فقال الرب: "الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا" (مت 8: 10)، هذا بحسب الجسد، لأنه بالروح "إسرائيلي". لقد جاء المسيح للإسرائيليين حسب الجسد أي لليهود باحثًا أولًا عن الخراف الضالة بين هذا الشعب، آخذا جسده أيضًا من هذا الشعب. لقد قال: "لم أجد إيمانا بمقدار هذا". إننا نستطيع أن نقيس إيمان البشر كما يحكم البشر عليه، وأما الرب الذي يرى ما بالداخل، والذي لا يخدعه أحد، شهد لقلب هذا الرجل مستمعا لكلمات التواضع ومعلنا عبارة الشفاء. * ما أن تتكبر حتى تفقد في الحال ما نلته. القديس أغسطينوس * يُوهب التواضع لكل شخص حسب درجة عظمته. الكبرياء مضر لكل أحدٍ. إنه يطلب أن يفسد بالذات من هم عظماء! القديس چيروم * يا للجنون؟ ألا يدري هذا الإنسان المتكبر أن مجده يزول ويتبخر كالحلم، وأن العظمة والسلطان ليست هي إلا سرابًا خداعًا. القديس باسيليوس الكبير |
||||
اليوم, 12:39 PM | رقم المشاركة : ( 178999 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أقوال عن التكبر * ليبحث المتكبر عن الممالك الأرضية ويحبها، ولكن "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات". * لقد جلس الرب في منزل فريسي متكبر (لو 7: 36)، كما قلت إنه كان في منزله ولم يكن في قلبه، لكنه لم يدخل في منزل قائد المئة ومع ذلك فقد امتلك قلبه (مت 8: 8). زكا أيضًا قبل الرب في منزله وفي قلبه (لو 19: 6). وأما إيمان قائد المئة فقد مُدح بسبب تواضعه، لأنه قال: "لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي". فقال الرب: "الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا" (مت 8: 10)، هذا بحسب الجسد، لأنه بالروح "إسرائيلي". لقد جاء المسيح للإسرائيليين حسب الجسد أي لليهود باحثًا أولًا عن الخراف الضالة بين هذا الشعب، آخذا جسده أيضًا من هذا الشعب. لقد قال: "لم أجد إيمانا بمقدار هذا". إننا نستطيع أن نقيس إيمان البشر كما يحكم البشر عليه، وأما الرب الذي يرى ما بالداخل، والذي لا يخدعه أحد، شهد لقلب هذا الرجل مستمعا لكلمات التواضع ومعلنا عبارة الشفاء. * ما أن تتكبر حتى تفقد في الحال ما نلته. القديس أغسطينوس * يُوهب التواضع لكل شخص حسب درجة عظمته. الكبرياء مضر لكل أحدٍ. إنه يطلب أن يفسد بالذات من هم عظماء! القديس چيروم * يا للجنون؟ ألا يدري هذا الإنسان المتكبر أن مجده يزول ويتبخر كالحلم، وأن العظمة والسلطان ليست هي إلا سرابًا خداعًا. القديس باسيليوس الكبير |
||||
اليوم, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 179000 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عدم التسرع في الخصام لاَ تَبْرُزْ عَاجِلًا إِلَى الْخِصَامِ، لِئَلاَّ تَفْعَلَ شَيْئًا فِي الآخِرِ حِينَ يُخْزِيكَ قَرِيبُكَ [8]. يقدم لنا السيد المسيح مثلًا عمليًا في الحياة بخصوص عدم التسرع في الدخول في خصامٍ أو معارك مع الغير. يقول: "وأي ملكٍ إن ذهب لمقاتلة ملكٍ آخر في حرب،ٍ لا يجلس أولًا ويتشاور: هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفًا، وإلا فما دام ذلك بعيدًا يُرسل سفارة ويسأل ما هو للصلحِ" (لو 14: 31-32). ارتكب يوشيا الملك هذا الخطأ، مع أنه عمل المستقيم في عيني الرب (2 مل 22: 2)، إلا أنه إذ صعد فرعون نخو ملك مصر لمحاربة أشور، صعد يوشيا الملك لمحاربته، مع أنه لم يصعد فرعون لمحاربة يوشيا. دخل في معركة في مجدو انتهت بقتله (2 مل 23: 29-30). يليق بالمؤمن ألا يلقي نفسه بنفسه في معارك كان يمكنه أن يتجنبها. لهذا طلب ربنا منا أنه متى حل اضطهاد في مدينة نهرب إلى أخرى، ليس خوفًا من الموت، ولا في جبنٍ وخنوعٍ، ولكن لكي لا ندفع أنفسنا بأنفسنا في تجربةٍ. * إنه يترك لنا سلامًا وهو راحل، وسيقدم لنا سلامه عندما يأتي في النهاية. سلامًا يتركه لنا في هذا العالم، وسلامه سيهبنا في العالم الآتي. يترك لنا سلامه، وإذ نسكن فيه نهزم العدو. سيهبنا سلامه عندما لا يوجد بعد أعداء نحاربهم فنملك كملوك. سلامًا يترك لنا حتى نحب أيضًا بعضنا البعض هنا، وسيعطينا سلامه حين نكون فوق إمكانية حدوث نزاع. سلامًا يتركه لنا حتى لا يدين الواحد الآخر فيما هو سرّ لكل منهما ونحن على الأرض؛ سيهبنا سلامه عندما "يُظهر آراء القلوب وحينئذ يكون المدح لكل واحدٍ من الله" (1 كو 4: 5). ومع هذا ففيه ومنه ننال السلام سواء الذي يتركه لنا وهو ذاهب عند الآب أو ما سيمنحنا إياه عندما يحضرنا إلى الآب. وماذا يترك لنا عندما يصعد من عندنا سوى حضوره الذي لن يسحبه منا؟ فإنه هو سلامنا الذي يجعل كلاهما واحدًا (أف 2: 14). لذلك يصير هو سلامنا، سواء عندما نؤمن بأنه هو، أو عندما نراه كما هو (1 يو 3: 2). لأنه إن كان ونحن بعد في هذا الجسد الفاسد الذي يثقل على النفس ونسير بالإيمان لا بالعيان لا يترك الذين يرحلون وهم بعيدون عنه (2 كو 5: 6-7)، كم بالأكثر عندما نبلغ تلك الرؤية، سيملأنا بنفسه. * السلام الذي يتركه لنا في هذا العالم يمكن بالأكثر لياقة أن يدعى سلامنا لا سلامه. لأنه إذ بلا خطية تمامًا ليس فيه أي عنصر من الخلاف نفسه. أما السلام الذي لنا هو الذي في وسطه لا نزال نقول: "أغفر لنا ما علينا" (مت 6: 12)... إنه ليس بالسلام الكامل، إذ نرى ناموسًا آخر في أعضائنا ضد ناموس ذهننا (رو 7:22-23). القديس أغسطينوس |
||||