21 - 11 - 2024, 12:30 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الملك والحكمة
2 مَجْدُ اللهِ إِخْفَاءُ الأَمْرِ، وَمَجْدُ الْمُلُوكِ فَحْصُ الأَمْرِ. 3 اَلسَّمَاءُ لِلْعُلُوِّ، وَالأَرْضُ لِلْعُمْقِ، وَقُلُوبُ الْمُلُوكِ لاَ تُفْحَصُ. 4 أَزِلِ الزَّغَلَ مِنَ الْفِضَّةِ، فَيَخْرُجَ إِنَاءٌ لِلصَّائِغِ. 5 أَزِلِ الشِّرِّيرَ مِنْ قُدَّامِ الْمَلِكِ، فَيُثَبَّتَ كُرْسِيُّهُ بِالْعَدْلِ. 6 لاَ تَتَفَاخَرْ أَمَامَ الْمَلِكِ، وَلاَ تَقِفْ فِي مَكَانِ الْعُظَمَاءِ، 7 لأَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يُقَالَ لَكَ: ارْتَفِعْ إِلَى هُنَا، مِنْ أَنْ تُحَطَّ فِي حَضْرَةِ الرَّئِيسِ الَّذِي رَأَتْهُ عَيْنَاكَ.
مَجْدُ اللَّهِ إِخْفَاءُ الأَمْرِ
وَمَجْدُ الْمُلُوكِ فَحْصُ الأَمْرِ [2].
يليق بالملك أن يدرك أن أمور الله وحكمته وخطته لا يمكن الدخول إلى أعماقها كما هي. وكما يقول الرسول بولس: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء، لأنه من عرف فكر الرب، أو من صار له مشيرًا" (رو 11: 33-34؛ تث 29:29). لا تُفحص أمور الله، لأنه هو عالم بأسرار نفسه، أما الملك فيلتزم بفحص كل أمرٍ يمد يده إليه أو يفكر فيه بجدية ليكون قراره سليمًا. فمجد الملك ليس في سلطانه وأوامره، وإنما في فحص الأمور بروح الحكمة.
إذ يدرك الملك أن أمور الله لا تُفحص يمتلئ بمخافة الرب، ويضع في حسبانه أن فوق العالي من هو أعلى من الجميع، فيلتزم في كل تصرفاته بأن يتقي الله ويخشاه.
إذ أقام الله الإنسان المؤمن ملكًا صاحب سلطان يلزمه فحص الأمر، أي يمارس كل شيءٍ بعد دراسة عميقة لكلمة الله والتعرف على إرادة الله، حتى يصير موضع سروره. يقول السيد المسيح: "فتشوا الكتب، لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي" (يو 5: 39). كما يقول الرسول: "اجتهد أن تُقيم نفسك لله مُزكي، عاملًا لا يخزى، مفصلًا كلمة الحق بالاستقامة" (2 تي 2:15).
* تأملوا ما جاءفي المزامير: "عجيبة جدًا هي معرفتك عني، ارتفعت، لا أستطيعها" (مز 139: 6). ويقول سليمان: "مجد الله إخفاء الأمر" (أم 25: 2). لذلك كثيرًا ما قررت أن أتوقف ولا أكتب. صدقوني، هذا ما فعلته. ولكن لكي لا أسبب لكم إحباطًا، ولئلا يقود صمتي الذين سألوني إلى عدم التقوى، ويستسلموا للجدل، ضغطت على نفسي لأكتب في اختصار ما أرسله الآن إلى قداستكم.
البابا أثناسيوس الرسولي * حتى وإن كانت كل العقول تجتمع معًا لتبحث معًا، والألسنة تتعاون معًا لتنطق معًا، فكما قلت، لن يستطيع أحد أن يبلغ إلى نتيجة مرضية في هذا الأمر.
القديس باسيليوس الكبير
|