رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدينونة والموت الأبدي كانت قضية الشر والألم تمس ما هو متعلق بوجودنا على الأرض، أما فيما يتعلق بأبدية الإنسان فثمة حكمٌ آخر تم تجاهله بشكل لافت للنظر، ألا وهو الدينونة والموت الأبدي، أي الوقوف أمام العرش العظيم الأبيض ثم الطرح في جهنم. وكما كان عدم المساس بحرية الإنسان باعتبارها القيمة الأسمى هو حجر الأساس في التعليم بأن الله لا يسمح بالشر والألم، كان هو أيضًا حجر الأساس في رفض أن تكون نظرتنا لعبارة «مَوْتًا تَمُوتُ» (تك٢: ١٧)، أن يكون الموت هنا حكمًا أو عقابًا، بل هو مجرد نتيجة تلقائية، مثلما هو نتيجة تلقائية لمن يشرب السم. والمنطق الذي أرادوا أن يصدِّروه لنا هو أنه إذا كان الموت عقوبة، تكون حرية الإنسان غير حقيقية، فأن يعطيني الله بيده اليمنى الحرية في اختيار أن أكون في العلاقة معه ثم يهددني بأنه سيحكم عليَّ بالموت إذا لم أختره، فإنه بذلك سحب الحرية بيده اليسرى. وأعتقد أن ما ذكرناه في كلامنا عن مفهوم حرية الإنسان يكفي لأن يتبين القارئ العزيز مدى فساد هذا التعليم. ولأن في هذا العدد مقالات أخرى يتناول فيها إخوة أفاضل هذا الموضوع بتوسع، فأني أريد فقط أن أورد بعضًا من المواضع الكتابية التي تؤكِّد أن الموت كان حكمًا وليس مجرد نتيجة، وأن هناك دينونة احتملها المسيح في جسده نيابة عنا، وأن مَن لم يؤمن بالمسيح سوف يأتي إلى هذه الدينونة (رو٥: ١٢-١٨؛ عب٩: ٢٧؛ يو٥: ٢٨، ٢٩؛ رؤ٢٠: ١١-١٥). وأقول: إن هناك من لا ينكر لاهوت الابن صراحةً، لكنه ينادي بتعليم يتعارض مع لاهوته، وإن كان عن دون قصد، فلو أن الآب يريد أن يدين بينما الابن لا يريد، فإننا إذن أمام إرادتين لشخصين منفصلين تمامًا، ويا له من تجديف! رأينا فيما سبق كيف أن الأفكار تُبنى على بعضها البعض، لكن هناك أفكارًا أخرى تتشابك معها لتؤيدها وتدعمها، وبطبيعة الحال إن اللاهوت الليبرالي بكل ما يقدِّمه من طرق للتعامل مع الكتاب يدعم كل ما سبق وتكلمنا عنه هنا. ويوجد أيضًا أفاضل آخرون سيتناولون هذا الموضوع باستفاضة، لكني فقط أريد الإشارة للنظرة السائدة الآن عن علاقة المسيحية بالدين نظرًا لارتباطها الوثيق بموضوعنا. |
|