اليوم, 12:26 PM | رقم المشاركة : ( 178411 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت ولادة يوحنا معجزية فقد ولد لزوجين كهلين لم يستطيعا أن ينجبا أولاداً من قبل (لوقا 1: 7). أعلن الملاك جبرائيل لزكريا، الكاهن من سبط لاوي، أنه سيكون له إبن – وهو الخبر الذي تلقاه زكريا بعدم تصديق (الآيات 8-18). قال جبرائيل ما يلي عن يوحنا: "لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ ... وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا ... لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً" (الآيات 15-17). وبحسب كلمة الله، ولدت أليصابات، زوجة زكريا، يوحنا إبنهما. وفي مراسم الختان قال زكريا ما يلي عن إبنه: "وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ" (الآية 76). كان يوحنا ذو صلة قرابة مع المسيح، من جهة والدتيهما (لوقا 1: 36). في الواقع، عندما أخبر الملاك جبرائيل مريم أنهما ستلد المسيح، أخبرها عن يوحنا أيضاً. وقامت مريم بزيارة أليصابات وهي حبلى، وإرتكض يوحنا في بطن أمه فرحاً عندما سمع صوت مريم (لوقا 1: 39-45). عندما كبر يوحنا عاش حياة متقشفة في جبال اليهودية، ما بين مدينة أورشليم والبحر الميت. كان يرتدي ثياباً من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد، وهو اللباس المألوف للأنبياء. وكان طعامه بسيطاً – جراد وعسل بري (متى 3: 4). عاش يوحنا حياة بسيطة لأنه كان يركز على عمله في ملكوت الله. |
||||
اليوم, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 178412 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خدمة يوحنا المعمدان إزدادت شهرة خدمة يوحنا المعمدان كما هو مسجل في إنجيل متى 3: 5-6 "حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ". كانت معمودية يوحنا تعني الإعتراف بالخطية والتوبة عنها — مما كان بالطبع طريقة رائعة للإستعداد لمجيء المخلص. كذلك جعلت معمودية يوحنا من يشعرون بالبر الذاتي يبقون بعيداً، إذ لم يروا أنفسهم كخطاة. ووجه يوحنا كلمات قاسية لمن لديهم بر ذاتي قائلاً أنهم "أَوْلاَدَ الأَفَاعِي"، وحذَّرهم من الإتكال على نسبهم اليهودي للخلاص، ودعاهم إلى التوبة وصنع "أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ" (متى 3: 7-10). في تلك الأيام لم يكن الناس يخاطبون القادة، الدينيين أو غيرهم، بهذا الأسلوب خوفاً من العقاب. ولكن إيمان يوحنا جعله لا يخاف في وجه المقاومة. كان العامة يعرفون يوحنا المعمدان على أنه نبي الله (متى 14: 5)، وربما إعتقد الكثيرين أنه كان المسيا. ولكن لم يكن ذلك هو ما يسعى وراءه إذ كانت لديه رؤية واضحة بشأن ما دعي لكي يفعله. يقول يوحنا في إنجيل يوحنا 3: 28 "أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ". حذَّر يوحنا تلاميذه بأن ما رأوه وسمعوه منه كان مجرد بداية المعجزة التي ستأتي في شخص يسوع المسيح. فقد كان يوحنا مجرد رسول من الله لإعلان الحق. وكانت رسالته بسيطة ومباشرة: "تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (متى 3: 2). وعرف أنه بمجرد ظهور المسيح في المشهد يكون عمل يوحنا قد إكتمل. وقد تخلَّى عن دائرة الضوء للمسيح قائلاً: "يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (يوحنا 3: 30). |
||||
اليوم, 12:28 PM | رقم المشاركة : ( 178413 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جاء الرب يسوع من الجليل لكي يتعمد بواسطة يوحنا في نهر الأردن. عرف يوحنا أن إبن الله الذي بلا خطية لم يكن بحاجة إلى معمودية التوبة وأنه هو ليس مستحقاً أن يعمد مخلصه. ولكن يسوع أجاب على إعتراض يوحنا بأن طلب منه أن يعمده لكي "يكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ" بمعنى أنه كان يضع نفسه مكان الخطاة الذين جاء لكي يضحي بنفسه من أجلهم، وبالتالي يضمن لهم كل بر (كورنثوس الثانية 5: 21). أطاع يوحنا بإتضاع، ووافق أن يعمد المسيح (متى 3: 13-15). وعندما صعد المسيح من الماء "إِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (الآيات 16-17). بعد ذلك ألقى الملك هيرودس يوحنا المعمدان في السجن. كان هيرودس قد تزوج زوجة أخيه فيلبس السابقة. وتكلم يوحنا بجسارة ضد هذا الزواج، مما أثار إستياء هيروديا، زوجة هيرودس الجديدة (لوقا 3: 19-20؛ مرقس 6: 17-20). وعندما كان يوحنا في السجن، سمع بكل الأمور التي كان يسوع يعملها. وفي ما يبدو أنه لحظة شك، أرسل يوحنا تلاميذه إلى يسوع لكي يسألوه إن كان هو بالفعل المسيا. أجاب يسوع بأن قال للرجال أن يخبروا يوحنا ما رأوه وسمعوه – النبوات التي كانت تتحقق. لم ينتهر المسيح يوحنا؛ بل قدم دليلاً على أنه كان المخلص المنتظر (متى 11: 2-6؛ لوقا 7: 18-23). ثم كلم يسوع الجموع عن يوحنا قائلاً أنه كان الرسول الذي قالت النبوات أنه سيأتي قبل المسيا (متى 11: 10؛ لوقا 7: 27؛ أنظر أيضاً ملاخي 3: 1). كذلك قال الرب يسوع: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ" (متى 11: 11؛ لوقا 7: 28). إنتهت خدمة يوحنا المعمدان وأيضاً حياته فجأة على يد الملك هيرودس. قامت هيروديا بالتآمر مع إبنتها على قتل يوحنا في فعل إنتقامي فظيع. رقصت إبنة هيروديا أمام هيرودس وضيوفه بعد العشاء في إحدى الليالي، وسر بها هيرودس لدرجة أنه قال لها: "مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ" (مرقس 6: 22). تشاورت الصبية مع أمها قبل أن تجيبه بأنها تريد رأس يوحنا المعمدان على طبق (الآية 25). كان هيرودس يهاب يوحنا "عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ" (الآية 20)، لهذا لم يرد أن يقتل النبي، ولكنه كان قد وعد الصبية التي رقصت أن يعطيها أي شيء تطلبه. وحيث أن يوحنا كان محبوساً بالفعل، فكان إصدار الأمر بقطع رأسه شيء بسيط، وقد حدث بالفعل (مرقس 6: 27-28). كانت نهايه حزينة وغير كريمة لحياة رجل أمين كهذا. |
||||
اليوم, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 178414 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دروس يمكن أن نتعلمها من حياة يوحنا المعمدان أحد الدروس هو أن الإيمان بالمسيح بكل القلب أمر ممكن. عرف يوحنا أن المسيا سيأتي. وقد آمن بذلك من كل قلبه وقضى أيامه "يعد الطريق" لمجيء الرب (متى 11: 10). ولكن إعداد الطريق لم يكن سهلاً. فكان يواجه كل يوم المتشككين الذين لم يشاركوه حماسه من جهة المسيا الآتي. وعندما إستجوبه الفريسيين، شاركهم بما يؤمن به: "أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ وَلَكِنْ فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ" (يوحنا 1: 26-27). آمن يوحنا بالمسيح، وحفظه هذا الإيمان ثابتاً في سعيه حتى جاء الوقت الذي إستطاع فيه أن يقول، إذ رأى المسيح قادما نحوه: "هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29). ويمكن أن يكون لنا كمؤمنين نفس هذا الإيمان الراسخ. في حين يصعب علينا معرفة كيف كانت مشاعر يوحنا وهو جالس في السجن، إلا أنه كان يعاني من بعض الشكوك كما يبدو. فأرسل يوحنا رسالة إلى المسيح لكي يصل إلى الحقيقة. ونحن كمؤمنين سوف يتم إختبار إيماننا، فإما أن نتعثر في إيماننا أو نلتصق بالمسيح، مثل يوحنا، ونسعى وراء الحق، ونقف ثابتين في إيماننا حتى النهاية. إن حياة يوحنا هي مثال لنا في الجدية التي يجب أن ننظر بها إلى الحياة المسيحية ودعوتنا إلى الخدمة، أياً ما كانت تلك الدعوة. عاش يوحنا حياته لكي يعرِّف الناس بالمسيح؛ كان تركيزه على المهمة التي كلفه الله بها. كذلك عرف يوحنا أهمية التوبة عن الخطية لكي يعيش الإنسان حياة البر والقداسة. وكخادم لله، لم يكن يخشى التكلم بالحق، حتى عندما كان ذلك يعني مواجهة أناس مثل هيرودس والفريسيين بسبب أفعالهم الخاطئة. إئتمن الله يوحنا على خدمة فريدة، ولكن نحن أيضاً مدعوون لكي نشارك الآخرين بحق يسوع المسيح (متى 28: 18-20؛ يوحنا 13: 34-35؛ بطرس الأولى 3: 15؛ كورنثوس الثانية 5: 16-21). يمكننا أن نقتدي بيوحنا في الأمانة والثقة والطاعة لله إذ نعيش لكي نعلن حقه في أية ظروف أعطانا الله أن نعيشها. |
||||
اليوم, 12:43 PM | رقم المشاركة : ( 178415 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إستير ملكة فارس |
||||
اليوم, 12:44 PM | رقم المشاركة : ( 178416 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إستير هي الفتاة اليهودية التي صارت ملكة فارس وأنقذت شعبها من مؤامرة لقتلهم وإبادتهم. وقصتها مسجلة في العهد القديم في سفر يحمل إسمها. ويعتبر عيد الفوريم لدى اليهود إحتفالاً بهذا الإنقاذ للشعب اليهودي. تبدأ قصة إستير بوليمة الملك. كان الملك أحشويرش إبن الملك الفارسي المشهور داريوس الأول، المذكور في عزرا 4: 24؛ 5: 5-7؛ 6: 1-15؛ دانيال 6: 1، 25؛ حجي 1: 15؛ 2: 10. وقد وقع الحدث الذي جمع إستير مع الملك أحشويرش حوالي عام 483 ق. م. كانت إمبراطورية الملك أحشويرش هائلة؛ في الواقع كانت أكبر إمبراطورية عرفها العالم. فقد شملت بلاد فارس المنطقة المعروفة اليوم بتركيا والعراق وإيران وباكستان والأردن ولبنان وإسرائيل؛ كما شملت أجزاء مما يعرف اليوم بمصر والسودان وليبيا والسعودية. وكما كان حال غالبية الملوك الوثنيين في تلك الأيام، كان الملك أحشويرش يحب إظهار سلطانه وثروته، الأمر الذي كان يشمل ولائم إمتدت أحياناً حتى 180 يوماً. ومن الواضح أن الملك طلب أثناء الوليمة المذكورة في إستير 1: 10-11 أن تأتي زوجته، الملكة وشتي، أمام جميع المدعووين من النبلاء لكي يظهر لهم جمالها وهي ترتدي التاج الملكي. ويعتقد البعض أن الملك أحشويرش أراد وشتي أن تظهر مرتدية التاج "فقط". رفضت الملكة وشتي طلب الملك، فإستشاط غضباً. قام الملك بسؤال مستشاريه القانونيين الذين أعلنوا أن وشتي قد أخطأت في حق كل الشعب. وخافوا أن تسمع نساء فارس برفض وشتي طاعة زوجها فيحتقرن أزواجهن. وإقترحوا أن يصدر الملك مرسوماً في البلاد بأن لا تدخل وشتي إلى محضره مرة أخرى. وفعل الملك ذلك، معلناً الحكم بكل لغات الولايات. ومع عزل وشتي، صار الملك بدون ملكة. إقترح معاوني أحشويرش أن يتم البحث عن العذارى الجميلات في كل البلاد لكي يختار من بينهن ملكة. يسجل يوسيفوس، المؤرخ اليهودي، أن أحشويرش أحضر 400 إمرأة إلى قصره كمرشحات يختار من بينهن الملكة الجديدة (إستير 2: 1-4). كان عليهن قضاء سنة كاملة من الإعداد والتعطر قبل لقاء الملك (الآية 12). وتم إختيار إستير، الفتاة اليهودية التي كان إسمها هدسَّة، كواحدة من العذارى (الآية 8). كانت الفتيات تبقين في بيت نساء الملك، حتى وقت إحضارهن إلى الملك، تحت رعاية هيجاي (إستير 2: 8)؛ وبعد لقاء الملك، يتم إنتقالهن إلى بيت السراري – العشيقات – حيث لم يعدن عذارى، ويوضعن تحت حراسة خصي آخر إسمه شعشغاز (الآية 14). |
||||
اليوم, 12:45 PM | رقم المشاركة : ( 178417 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إستير كانت تعيش في شوشن القصر حيث كان الملك يعيش. فهي إبنة عم رجل من سبط بنيامين إسمه مردخاي، وكان وصياً عليها، إذ قد تبناها كإبنة له بعد موت والديها. وكان لمردخاي منصب رسمي في حكومة فارس (إستير 2: 19). وعندما تم إختيار إستير كمرشحة لكي تكون ملكة، قال لها مردخاي أن لا تعلن خلفيتها اليهودية (الآية 10). كذلك كان يمر على بيت نساء الملك يومياً لكي يطمئن على إستير (الآية 11). عندما جاء دور إستير للدخول إلى الملك "لَمْ تَطْلُبْ شَيْئاً إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَنَالُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا" (إستير 2: 15). كما نالت رضى الملك أيضاً: "فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ"، وجعلها ملكة (إستير 2: 17). يبدو أن إستير، بالإضافة إلى كونها "جَمِيلَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ" (الآية 7)، كانت مطيعة في إتباع نصائح المشيرين الحكماء، وجذابة من كل جانب آخر أيضاً. ومع تقدم القصة، يتضح أيضاً أن الله كان يعمل من خلال كل ما كان يحدث. بعد ذلك بفترة، كان مردخاي جالساً عند باب الملك وسمع من يتآمر لإغتيال الملك أحشويرش. فأخبر الملكة إستير، التي بدورها أخبرت الملك وأرجعت الفضل في معلوماتها إلى مردخاي. تم إفساد المؤامرة، ولكن تم نسيان الحادثة أيضاً (إستير 2: 21-23). نرى في هذا الحدث إستمرار صلة إستير بمردخاي، وأيضاً أصالة إستير. لقد إحترم كل من إستير ومردخاي الملك وأرادا حمايته من أعدائه. بعد ذلك، قام الملك بتعيين رجل شرير على أعماله. كان إسمه هامان، وكان يكره الشعب اليهودي. كان هامان من نسل أجاج، ملك عماليق، الشعب الذي كان عدواً لدوداً لشعب إسرائيل لأجيال عديدة (خروج 17: 14-16)، وكان التحيز والعداوة ضد اليهود متجذرين بعمق في قلب هامان المظلم. وفي غطرسته، أمر هامان عبيد الملك الذين بباب الملك أن يسجدوا أمامه، ولكن مردخاي رفض ذلك. تكلم عبيد الملك مع هامان بشأن ذلك، مع حرصهم أن يقولوا لهامان أن مردخاي كان يهودياً. ولم يكتفي هامان بالرغبة في أن يعاقب مردخاي بل "أَنْ يُهْلِكَ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَةِ أَحْشَوِيرُوشَ شَعْبَ مُرْدَخَايَ" (إستير 3: 6). سمح أحشويرش لهامان أن يفعل ما يريده في ذلك الأمر، وتم إرسال مرسوم إلى كل المقاطعات في ذلك اليوم بأنه في يوم محدد تم إختياره بالقرعة (أو فوريم) يجب على الناس "إِهْلاَكِ وَقَتْلِ وَإِبَادَةِ جَمِيعِ الْيَهُودِ مِنَ الْغُلاَمِ إِلَى الشَّيْخِ وَالأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ" (إستير 3: 13). إرتبك الناس، وكانت هناك مناحة عظيمة بين اليهود (إستير 3: 15؛ 4: 3). |
||||
اليوم, 12:46 PM | رقم المشاركة : ( 178418 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الملكة إستير لم تكن مدركة للمؤامرة ضد اليهود ولكنها إكتشفتها عندما أخبرها جواريها وخصيانها أن مردخاي متضايق. أرسلت إستير رسولاً إلى مردخاي لكي تعرف ماذا كانت المشكلة. فأرسل لها مردخاي صورة من المرسوم وطلب منها أن "تَدْخُلَ إِلَى الْمَلِكِ وَتَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَتَطْلُبَ مِنْهُ لأَجْلِ شَعْبِهَا" (إستير 4: 8). ولكن، كان هناك قانون يمنع الدخول إلى الملك دون دعوة منه، ولم يكن الملك قد دعا إستير للدخول إليه منذ ثلاثين يوماً. أخبرت إستير مردخاي، من خلال وسيط، عن عدم إستطاعتها أن تفعل شيء. ولكنه أجابها: "لاَ تَفْتَكِرِي فِي نَفْسِكِ أَنَّكِ تَنْجِينَ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ دُونَ جَمِيعِ الْيَهُودِ. لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتاً فِي هَذَا الْوَقْتِ يَكُونُ الْفَرَجُ وَالنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ!" (إستير 4: 13-14). ووافقت إستير مظهرة عظمة إيمانها. وطلبت من اليهود أن يصوموا من أجلها ثلاثة أيام، كما صامت هي وجواريها. وقالت: "وَهَكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ هَلَكْتُ" (إستير 4: 16). عندما ذهبت إستير إلى الملك كانت تخاطر بحياتها بالفعل. ولكنها "نَالَتْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ الذَّهَبِ الَّذِي بِيَدِهِ"، وتلك علامة على قبوله لحضورها أمامه (إستير 5: 2). قامت إستير بدعوة أحشويرش وهامان إلى وليمة في ذلك اليوم. وإستدعى الملك هامان وذهب إلى الوليمة حيث سألها ما هي طلبتها، "إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُقْضَى" (الآية 6). ولكن إستير قامت بدعوة الرجلين إلى وليمة أخرى في اليوم التالي حتى تقدم طلبتها (الآية 8). ووافق الرجلان. لم يستطع أحشويرش أن ينام تلك الليلة، وأمر بإحضار سجل ملكه وقراءته. والمدهش أنه تمت قراءة حادثة كشف مردخاي مؤامرة الإغتيال وإنقاذ حياة الملك. وفي نفس الوقت، كان هامان قد رجع إلى بيته وجمع أصدقاؤه وزوجته وأخبرهم عن مقدار الإكرام الذي ناله. ولكنه كان قد رأى مردخاي في طريقه إلى بيته مما ضايقه. إقترحت زوجته وأصدقاؤه أيضاً أن ينصب هامان خشبة يعلق عليها مردخاي (إستير 5: 9-14). سمع هامان لنصيحتهم ونصب الخشبة. وبينما كان الملك أحشويرش يفكر في حقيقة أنه لم يكافيء مردخاي من أجل إنقاذ حياته، دخل إليه هامان لكي يتكلم مع الملك بشأن صلب مردخاي. طلب الملك رأي هامان في كيفية إكرام رجل "يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ؟" (إستير 6: 6). ظن هامان أن الملك يقصده هو، فإقترح أن يتم السير بالرجل في ساحة المدينة مرتدياً رداءاً ملكياً وراكباً على فرس الملك والمناداة أمامه "هَكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ" (إستير 6: 9). فأمر أحشويرش هامان أن يصنع ذلك فوراً من أجل مردخاي. أطاع هامان الملك وأكرم الرجل الذي كان يكرهه أكثر الكل. ثم أخبر زوجته وأصدقاؤه ما حدث. فقال له أصدقاؤه وزوجته زرش، ربما ببصيرة لم يكونوا مدركين لها "إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطاً" (إستير 6: 13). جاء خصيان الملك وأخذوا هامان إلى وليمة إستير (الآية 14). وهناك أخبرت إستير الملك أنها وشعبها قد بيعوا للهلاك. وبإحترام وتواضع شديدين قالت إستير "وَلَوْ بِعْنَا عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُنْتُ سَكَتُّ مَعَ أَنَّ الْعَدُوَّ لاَ يُعَوِّضُ عَنْ خَسَارَةِ الْمَلِكِ" (إستير 7: 4). إغتاظ الملك من أن يجروء شخص على فعل ذلك بشعب الملكة (الآية 5). وكشفت إستير أن الرجل الذي كان وراء المؤامرة هو "هَذَا هَامَانُ الرَّدِيءُ" (الآية 7). ترك أحشويرش الوليمة غاضباً. وظل هامان يستعطف الملكة من أجل حياته. عندما عاد الملك إلى مكان الوليمة ورأى ذلك المشهد، ظن أن هامان يضايق إستير فأمر بقتله على نفس الخشبة التي كان قد نصبها لمردخاي (الآيات 8-10). بعد موت هامان، أعطى أحشويرش إستير كل ممتلكات هامان، وأعطى مردخاي خاتمه، أي أنه أعطى مردخاي نفس السلطة التي كانت لهامان سابقاً في المملكة. ولكن كان المرسوم الذي أصدره هامان نافذاً. فطلبت إستير من الملك أن يتدخل. أمر أحشويرش بكتابة مرسوم آخر يبطل المرسوم الأول: وأعطى هذا المرسوم اليهود الحق في الدفاع عن أنفسهم ضد أي شخص يهاجمهم. والآن صار فرح في كل البلدان. بل إن الكثيرين صاروا يهوداً من خوفهم. قام بعض الأعداء بالهجوم في اليوم الذي سبق تحديده، ولكن إنتصر اليهود عليهم (إستير 8). |
||||
اليوم, 12:48 PM | رقم المشاركة : ( 178419 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شجاعة إستير وإيمانها بالله شهادة عن ثقة هذه المرأة الشابة في الله الحي. والدرس الذي نتعلمه من حياتها هو سيادة الله على خليقته. فالله يحرك كل جوانب الحياة لكي يضع أناساً وحكومات ومواقف بحسب خطته ومشيئته. قد لا ندرك ما يفعله الله في وقت معين، ولكن سيأتي وقت ندرك فيه لماذا إجتزنا إختبارات معينة أو تقابلنا مع أشخاص محددين أو عشنا في مناطق معينة أو تسوقنا من محلات بعينها أو قمنا برحلات معينة. سيأتي وقت تكتمل فيه الصورة وننظر إلى الوراء ونرى أننا نحن أيضاً كنا في المكان المناسب في الوقت المناسب، تماماً كما كانت إستير. كانت ضمن نساء الملك "لوقت مثل هذا". وقد صارت ملكة "لوقت مثل هذا". وقد تشددت وإستعدت للتدخل من أجل شعبها "لوقت مثل هذا" (إستير 4: 14). وكانت أمينة في طاعتها. فقد وثقت إستير في الرب وخدمته بإتضاع، مهما كان الثمن. إن إستير بالفعل تذكار لوعود الله، كما هو مكتوب في رسالة رومية 8: 28 "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ". |
||||
اليوم, 12:52 PM | رقم المشاركة : ( 178420 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحميا كان معاصراً لعزرا وقد كتب كل منهما عن إعادة بناء أورشليم، الأمر الذي حدث بعد حوالي سبعين سنة من تدمير البابليين لها بقيادة نبوخذنصَّر. كتب عزرا عن إعادة بناء الهيكل بقيادة زربابل، بينما كتب نحميا عن إعادة بناء أسوار أورشليم. منذ قديم الزمان كانت المدن الواقعة في الشرق الأوسط محاطة بأسوار حجرية ولها أبواب عليها حراس لحماية المواطنين. كان الرجال المهمين في كل مدينة يجتمعون عند باب المدينة حيث يقومون بتسيير أعمال المدينة، ويتشاركون بالمعلومات المهمة، أو لمجرد قضاء الوقت معاً. تبدأ قصة نحميا في عام 445 ق.م. وهذا تاريخ مهم لأن النبي دانيال، وهو أحد معاصري عزرا ونحميا كتب نبوة "السبعين أسبوعاً" (دانيال 9: 24-27) بناء على تاريخ محدد – 15 مارس 445 ق.م. وهذا تاريخ شديد الأهمية بالنسبة لبداية النبوة إذ يحدد بداية خط زمني نبوي ينتهي بالمجيء الثاني للمسيح. تمت كتابة هذه النبوة قبل المجيء الأول للمسيح بوقت طويل، ولكنها تستمر على مدى السنوات التي تنتهي بكونه "قطع". وتقدم تفاصيل عن ضد المسيح، وكيف سيظهر على مسرح الأحداث العالمية، وكيف سيتحرك ضد إسرائيل في هجوم أخير على الله وشعبه. والآن نحن ما بين الأسبوع التاسع والستين والأسبوع السبعين. توجد نبوة دانيال في سفر دانيال 9: 25 "فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبَنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعاً يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ". لم يعلم نحميا أنه كان يتمم نبوة كتبها دانيال. بدأ نحميا، الذي كان أسيراً في بابل في ذلك الوقت، كتاباته بصلاة تشفعية من أجل شعبه، إسرائيل، تماماً مثلما كان دانيال يصلي من أجلهم، راجياً من الله أن يرحمهم ويعيدهم إلى موطنهم. سجل نحميا تواريخ محددة، بوحي الروح القدس، حتى يكون هناك سجل مكتوب بشأن مرسوم إعادة بناء أورشليم. |
||||