تأملات فى عيد صعود رب المجد يسوع المسيح
بسم الثالوث الأقدس
عيد صعود رب المجد يسوع المسيح
"وأخرجهم خارجاً إلى بيت عينيا ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم أنفرد عنهم وأصعد إلى السماء"
(لو 5:24).
وعندما نتأمل فى جبل الزيتون نجد أن هذا الجبل هو الذى ذهب إليه السيد المسيح فى طريقه إلى الموت موت الصليب،
هو هو نفس الجبل الذى صعد من عليه إلى السماء.
لكى يعطينا درساً إنه لايمكن أن ندخل نعبر إلى السماء إلا من خلال جبل التجارب والضيقات
[إنه بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله]( اع22:14)
صعد إلى السموات:
صعد الرب يسوع المسيح إلى السماء ليؤكد حقيقة أنه ليس ملاكاً ولانبياً بل هو الله ذاته
الذى هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمه قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا
جلس فى يمين العظمة فى الأعالى ( عب 1 : 3 )
إذ [ليس أحد صعد الى السماء إلا الذى نزل من السماء إبن الإنسان الذى هو فى السماء] (يو13:3).
بعض من الأنبياء صعدوا كما لو إلى السماء مثل إيليا وأخنوخوالقديس بولس الرسول إلى السماء الثالثة
ولكن رب المجد يسوع المسيح صعد إلى السماء عينها بقوة لاهوته
الذى لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولاطرفـة عين من بعد الأتحاد
وقد ظن البعض أن صعود رب المجد يسوع المسيح إلى السماء من وحى الخيال
ولكن أيوب الصديق أعلن بروح النبوة تصديقاً لصعود الرب صعود حقيقى وهو يتنبأ عن سر الثالوث القدوس
قائلاً [من صعد إلى السموات ونزل ؟ من جمع الرياح فى حفنتيه؟ من صر الماء فى ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ وما إسمه ؟ وما إسم إبنه إن عرفت ] (ام4:30).
فصعد الرب إلى السماء موطنه الأصلى مؤكداً الإشارات والنبوات التى تمت فيه
وكان صعوده من قمة جبل الزيتون الذى كان فى مواجهة الباب الشرقى لأورشليم
وحالياً يوجد على هذا الجبل كنيسة باسم الصعود.
لذلك الكنيسة فى صلواتها وكافة طقوسها تتجه إلى ناحية الشرق تجاه مكان صعود الرب ومجيئه الثانى
مؤكداً ذلك ما قاله الملاكان للتلاميذ [أيها الرجال الجليليون مابالكم واقفين تنظرون إلى السماء أن يسوع هذا الذى أرتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء] (اع11:1).
صعد الرب إلى السماء لكى ما يصعد قلب الإنسان إليه فى الأعالى
كما يردد الشعب عند سمعه قول الكاهن فى القداس الألهى أين هى قلوبكم ؟
فيجاوب الشعب ويقول هى عند الرب وليرفع نظر الإنسان من الأرضيات إلى السمائيات
( غير ناظرين إلى الأشياء التى ترى بل إلى الأشياء التى لا ترى لأن التى ترى وقتية وأما التى لا ترى فأبدية ) ( 2 كو 4 : 18).
وجلس عن يمين أبيه:
وجلس عن يمين أبيه تتميماً لقوله على فم
داود النبى قائلاً[قال الرب لربى أجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك ] ( مز 110 : 1)
وقد شرح السيد المسيح هذه الأية الدالة على صعوده وجلوسه عن يمين أبيه ليؤكد لجماعة الفريسين
أنه هو المكتوب عنه فى الأنبياء والمزامير بقوله لهم كيف يدعوه داود بالروح
رباً قائلأ [ قال الرب لربى إجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك ]
أى كيف يدعوه رباً إلا إذا كان مؤمناً انه هو نفسه الرب الذى نزل من السماء.
فإن كان قد ارتفع إلى فوق ممجدًا، فقد بقى عاملاً حتى ترتفع الكنيسة كلها معه وفيه تنعم بشركة أمجاده
اذكرونى فى صلاوتكم