رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إننا عبيد بطالون لوقا17: 7- 10 ذُكر هذا المثل في إنجيل لوقا 17: 7-10. وقد قاله المسيح لتلاميذه بعد أن حثهم على الإيمان، قائلاً لهم: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذِهِ الْجُمَّيْزَةِ انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ». ترى هل لهذا المثل الذي ورد بعد هذا الكلام، علاقة بما سبقه؟ بالتأكيد، فما أكثر ما يستطيع الإيمان أن يفعل. ولئلا يقع أحد من تلاميذ المسيح في فخ الكبرياء المقيت، فإن الرب تحدث هنا بهذا المثل، ليمنع الكبرياء عن تلاميذه. قال المسيح: «وَمَنْ مِنْكُمْ لَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى يَقُولُ لَهُ إِذَا دَخَلَ مِنَ الْحَقْلِ: تَقَدَّمْ سَرِيعاً وَاتَّكِئْ. بَلْ أَلاَ يَقُولُ لَهُ: أَعْدِدْ مَا أَتَعَشَّى بِهِ وَتَمَنْطَقْ وَاخْدِمْنِي حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَبَ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ أَنْتَ. فَهَلْ لِذَلِكَ الْعَبْدِ فَضْلٌ لأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ؟ لاَ أَظُنُّ. كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ. لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا». والمسيح هنا إذ خشي على أتباعه من الإحساس بالأهمية نتيجة إخلاصهم له ومثابرتهم في خدمته، ورغبتهم في أن يُلاحَظوا، لأنهم عملوا ما لم يعمله أحد غيرهم، قدَّم المسيح لنا هذا المثل. والعبارة الأولى في المثل لا تجعلنا نتصور أن التلاميذ كان لهم عبيد، وأنهم كانوا أصحاب أبعديات؛ فهم كانوا من الطبقة الكادحة. لكن المسيح بقوله هنا: من منكم له عبد يحرث أو يرعي، يقصد أن يقول إن هذا التصرف الذي يفعله السيد هنا معروف عند الجميع. والحرث والرعي يتحدثان روحيًا عن خدمتين هامتين في الوقت الحاضر. الخدمة الأولى تمثل خدمة الكرازة في الحقل (العالم) بين النفوس الغالية على قلب الرب؛ والخدمة الثانية لا تقل عنها في الأهمية، وهي العمل بين المؤمنين (في الداخل) لتقديم الطعام اللازم لهم. كلا الخدميتن هامة وثمينة في نظر السيد الذي نحن نخدمه، سواء خدمة الكرازة بين النفوس الغارقة في الشر والظلام والجهل، أو خدمة تشجيع شعب الله وتقدمهم ونموهم في الإيمان. ولكن هناك عمل آخر للعبد لا يقل أهمية عما سبق، بل يزيد، وهو أن يخدم السيد نفسه، وأن يقدم ما يشبعه هو، أعني به خدمة السجود له. فإننا بسجودنا نقدم، لا ما يُشبع الإنسان، سواء كان خاطئًا أو مؤمنًا، بل ما يشبع الرب، كقول السيد هنا: أَعْدِدْ مَا أَتَعَشَّى بِهِ، وَتَمَنْطَقْ وَاخْدِمْنِي، حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَبَ. ثم ماذا بعد أن نفعل هذا وذاك؟ ماذا بعد أن نخدم نفوس المؤمنين ونفوس الخطاة، ثم نخدم أيضًا السيد نفسه بسجودنا؟ هل إذا فعلنا ذلك، يتعين علينا أن نمتلئ بالرضا عن الذات، ونتأمل إنجازنا بإعجاب؟ كلا، بل بعد أن نفعل كل هذا، علينا أن نقول إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا. صحيح أن الرب لا يحب من قديسيه أن يميِّزهم التكاسل، ويجب ألا نكون متكاسلين في الاجتهاد (رو12: 11)، ولكن صحيح أيضًا أن هناك خطورة علينا من الإنجاز ومن الإخلاص. فأن نُعجب بما أنجزناه هو عَرَض لمرض رديء موجود في داخل قلوبنا، ظهر قديمًا في عوبديا، الذي بادر إيليا عندما قابله بالقول: أ لم يُخبَر سيدي بما فعلت؟ (1مل18: 13)؛ وبعد ذلك ظهر أيضًا في إيليا نفسه، وكانت هي الغلطة الكبرى في حياته، عندما ركز على ما عمله هو وسط أمة خاطئة (1مل19: 9-14). فليحفظنا الرب - مهما عملنا لمجده - في حالة التواضع، وإلا فإن الرب لن يعدَم وسيلة لكي يحفظنا من الارتفاع، وقد يكون هذا عن طريق شوكة في الجسد، مؤلمة ولكنها لازمة (2كورنثوس 12: 7). إذًا فهذا المثل قاله المسيح ليمنع عنا فكرة تعظيم الذات أو الإحساس بأهميتها. هل نحن أنجزنا شيئا نادرًا؟ هل خدمنا النفوس والرب بما فيه الكفاية؟ هل نعتقد أننا نستحق ثناء الإخوة على ما حققناه؟ إن كان كذلك، فهذا المثل كُتب لأجلنا، لكي يوبخ مثل هذه الأفكار فينا. فكلمات السيد الخطيرة لنا هي: متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا: إننا عبيد بطالون. والرب يوضح في المثل أن السيد لا يقول لعبده: تقدم سريعا واتكئ. وعلينا أن ندرك أن هناك وقتًا للعمل، وهو الآن؛ وهناك وقت للراحة والمجازاة، لم يأت بعد. صحيح إن الرب لا يحرمنا، ونحن نخدمه هنا، من وقت فيه نستريح قليلاً (مر6: 31). لكن دعنا لا ننسى أننا لم نُنجز المطلوب منا بعد. ولكن بعد التعب والجهاد، بعد المعاناة والسهاد، فإن لنا في السماء أبدية لا تنتهي، وسيكون لنا فيها المجال الفسيح، لكي نشبع مع المسيح ونستريح. أخي الحبيب: قريبًا سننتهي من خدمتنا في الحرث والرعي، وبعد أن نكون خدمنا سيدنا بين النفوس الغالية على قلبه، وبعد أن نكون قد أكرمناه هنا بسجودنا في عالم رفضه واحتقره، وما زال؛ سيأتي بنا هذا السيد المبارك إلى بيت الآب. ولقد سبق هو في إنجيل لوقا نفسه وقال إنه سيتمنطق ويتكئنا، ويتقدم ويخدمنا (لو12: 37). إذَا فليتنا نجتهد أكثر في خدمته بطريقة تشبع قلبه. ولنعلم أننا لو قلنا بصدق الآن إننا عبيد بطالون، سنسمع منه عن قريب كلماته الحلوة: نعما أيها العبد الصالح والأمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليكن شعارنا أنه مهما عملنا من البر فنحن عبيد بطالون |
إننا عبيد بطالون |
أيوب | أطباء بطالون |
متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون |
عظة ابونا داود لمعي عن أطباء بطالون كلكم |