رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عودة إلى الأحضان وإذ تدخَّل الله بنعمته صار لأناس أن يُقال عنهم «عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ» (غل4: 9). وما أرفع معرفته لنا!! وما أسمى ما عرَّفنا به عن شخصه! عرفنا أنه محبة، وأن هذه المحبة متجهة للإنسان لتخلِّصه، وأنه وهو القدوس العادل قد دبَّر الفداء اللازم ليعيد الإنسان إليه، دافعًا الثمن ابنه الحبيب، مقدِّمًا بالنعمة الحل والعلاج لكل من يؤمن. عرفنا فيه الرفيق الرقيق، والصديق الودود، والراعي القدير. ولن نكف إلى الأبد عن اكتشاف كمال وجمال هذا الشخص الكريم، الذي في محبته وصلاحه ونعمته ارتضى أن يعرِّف نفسه للإنسان المخلوق من الطين!! نتيجة هذه المعرفة تم في كثيرين القول: «رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ، لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ» (1تس1: 9). وبعد أن ضلَّت نفوسهم طويلاً بعيدًا عنه، متخبّطين كالعصفور التائه عن عشه، عادوا إلى الحضن الكريم، عادوا ليعيشوا بالقرب منه، في خوفه، ولتمجيده. نتيجة حتمية أولئك الذين رجعوا إليه، وعرفوه كما يعلن هو ذاته لهم، كلما عرفوه واقتربوا منه فاختبروه وأعلن لهم عن ذاته وعرفوا مقاصده، كلما استمتعوا أكثر بوصفهم «الَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رو8: 28). وكيف لا تُحَبّ يا إلهي الكريم؟! كيف لا أحبك وقد ميَّزتني في خلقي، واحتملتني في بُعدي، وصبرت على جهلي، وفديت نفسي، وغفرت ذنبي، وسرت بقربي، واهتممت بأمري، وكفكفت دمعي، وأنقذت من الزلل رجلي، وملأت قلبي، فملكته. قد أفهم سيدي لماذا أنا احبك، لكن هل تتفضل عليَّ بروح الحكمة والإعلان لتفهمني: كيف، ولماذا، وإلى أي حدٍّ أنت تحبني؟! أعرف أنه فخر لي، ولكل قديسيك، أنك “إلهنا”، فهل تتكرم وتُدخل لعقلي الصغير كيف: «لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ» (عب 11: 16)؟ فكيف لا أحبك وقد ربطتني بشخصط فأسرت قلبي؟! فاعطني أن أحيا أحبك، أقدِّر شخصك، أُخلص لك، أسعى كل يوم أكثر لأعرفك. وما أكفاك لي!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأحضان الشائكة |
أحد الأحضان الأبوية |
ان دقت ف الأحضان وجع |
الأحضان الأبوية |
التوبة عودة إلى الأحضان الإلهية - القمص تادرس يعقوب ملطي |