رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاقتراب الشكلي «قَالَ السَّيِّدُ: أَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي» (إش29: 13)، وما أوسع انتشار هذه الفلسفة في يومنا هذا، المليارات يتبعونها. فالله بالنسبة لهؤلاء يمكن إرضاؤه بأداء بضعة مطاليب شكلية. البعض يسهِّل من هذه المطاليب والبعض الآخر يصعِّبها ويسعى في منالها الطريق الطويل. القاسم المشترك في هؤلاء أن “القلب بعيد”. في ظنهم أن لله بعض “طلبات” يريدها، فليأخذها ويتركنا لشأننا نعيش على هوانا. أما القلب، واعتبار الله في السر والعلن فلا وجود حقيقي لها، فـ«الشِّرِّيرِ... لَيْسَ خَوْفُ اللهِ أَمَامَ عَيْنَيْهِ» (مز36: 1؛ رو3: 18)، وكثر من«لاَ يَخَافُ اللهَ» (لو18: 2). لمثل هؤلاء يقول الرب في مزمور 50 «اِسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأَتَكَلَّمَ... لاَ عَلَى ذَبَائِحِكَ أُوَبِّخُكَ، فَإِنَّ مُحْرَقَاتِكَ هِيَ دَائِمًا قُدَّامِي (لم يكفوا عن تقديمها وإلى الآن)... إِنْ جُعْتُ فَلاَ أَقُولُ لَكَ، لأَنَّ لِي الْمَسْكُونَةَ وَمِلأَهَا. هَلْ آكُلُ لَحْمَ الثِّيرَانِ، أَوْ أَشْرَبُ دَمَ التُّيُوسِ (ولنلاحظ ضخامة الحيوانين هنا عن الخراف والحمام المستخدمة أيضًا في الذبائح)؟ اِذْبَحْ للهِ حَمْدًا (يخرج من القلب)... مَا لَكَ تُحَدِّثُ بِفَرَائِضِي وَتَحْمِلُ عَهْدِي عَلَى فَمِكَ (ظاهريًا)؟ وَأَنْتَ قَدْ أَبْغَضْتَ التَّأْدِيبَ وَأَلْقَيْتَ كَلاَمِي خَلْفَكَ (داخليًا). إِذَا رَأَيْتَ سَارِقًا وَافَقْتَهُ ... (أكمل القائمة المزرية). افْهَمُوا هذَا يَا أَيُّهَا النَّاسُونَ اللهَ (مع أنهم شكليًا يقدِّمون ذبائح إلا أن الله يراهم ناسينه)، لِئَلاَّ أَفْتَرِسَكُمْ وَلاَ مُنْقِذَ. ذَابحُ الْحَمْدِ يُمَجِّدُنِي، وَالْمُقَوِّمُ طَرِيقَهُ (كنتيجة عملية للقلب المستقيم) أُرِيهِ خَلاَصَ اللهِ». |
|