رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإله المجهول تطوَّر الأمر وزاد ابتعاد الإنسان عن خالقة، فتارة ينكر وجوده وأخرى يستبعده من حساباته، حتى بات الإنسان في غُربة عن الله وصار بالنسبة له إلهًا مجهولاً (اقرأ أعمال 17: 23-31). وتساءل الإنسان: من هو الله؟ أين هو الله؟ «مَنْ يُعْطِينِي أَنْ أَجِدَهُ، فَآتِيَ إِلَى كُرْسِيِّهِ» (أي 23: 3)؟ لقد أصبح الله غامضًا جدًا بالنسبة للإنسان. من المستغرب أن يصل الأمر إلى هذا الحد «مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا. لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ»، بل إن هذا الأمر مُعلن في دواخل الإنسان، مما حدا بشعراء وثنيين أن يقولوا: «لأَنَّنَا أَيْضًا ذُرِّيَّتُهُ». على أن المدهش أن جهل الإنسان هذا بالله لا يمنعه عنه، فذلك «الإِلهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ... يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ» رغبة قلبه هي أن الناس «يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ»، ووعده «وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ» (إر29: 13)، وما أكثر من طلبوه فوجدوه من كل البقاع وشتى الخلفيات. وليتم هذا الأمر «فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا»، وهنا يظهر مرة أخرى ما يفصل الإنسان عن الله: الخطية. والعجيب أن سامعي خطاب بولس استمعوا بتجاوب كبير إلى النقطة التي وصل فيها إلى حل الله: التوبة والإيمان بيسوع المُقام من الأموات، وعندها تفرق الجمع دون عودة حقيقية إلى الله. وما زال الحال هكذا، فالإنسان لديه الاستعداد أن يسمع كثيرًا عن الله إلى أن يأتي الأمر لدوره بنبذ خطاياه والعودة إلى الله بالتوبة! |
|