كيف نصبح شركاء الحكمة الإلهية التي تفوق التفكير البشرى؟ يقول الرسول هنا إن الله أعلن أسرار حكمته وأعماق قلبه بروحه، وأوصلها إلينا من خلال الإعلان الإلهي. وفى الأصحاح الأول (1كو1)، نرى حكمة الله مُعلَنة في المسيح، فهو المُرسَل من الله ليفدى الإنسان ويفتح عينيه على غنى حكمة الله. والحكمة الإلهية تُعرَف فيه وبواسطته. إنه قوة الله وحكمة الله، وصار لنا حكمة من الله، أما 1كورنثوس2 فهو يقدِّم لنا الروح القدس كالشخص الذي يُعرِّفنا أسرار هذه الحكمة، فكنوز حكمة الله التي أعدها للذين يحبونه مُعلَنة الآن بروح الله. وأمور الله وما أعدَّه للذين يحبونه، والأشياء الموهوبة لنا من الله يكشفها لنا روح الله. وحكمة الله وصلتنا بواسطة الكلمة التي أوحى بها الروح القدس؛ فقد أعلنها الروح لرسل العهد الجديد وأنبيائه، وأوحى بها بالروح عن طريق الكلمة المنطوقة والمكتوبة، والروح عينه ينير الأشخاص الروحيين ليقبلوها.
وحيث إن المؤمن وُلد من الروح، فإنه يمتلك طبيعة جديدة هي روح (يو6:3)، ويسكن فيه الروح (رو8: 16)، ولذلك يستطيع أن يقدِّر أمور الله.