ماذا يقول الكتاب المقدس عن مسؤولية الوالدين تجاه أبنائهم

[Mary Naeem]

ماذا يقول الكتاب المقدس عن مسؤولية الوالدين تجاه أبنائهم

يتحدث الكتاب المقدس بوضوح وعمق كبيرين عن المسؤولية المقدسة التي تقع على عاتق الوالدين تجاه أبنائهم. هذه المسؤولية ليست عبئًا، بل هي دعوة مباركة - مشاركة في محبة الله الخلاقة والمغذية.

يعلمنا الكتاب المقدس أن الأولاد هبة من الله. كما نقرأ في مزمور 127: 3: "الْأَوْلَادُ إِرْثٌ مِنَ الرَّبِّ، وَالنَّسْلُ جَزَاءٌ مِنْهُ". يجب أن تشكل هذه الحقيقة الأساسية نهجنا الكامل في التربية. فأولادنا ليسوا ملكًا لنا، بل هم أمانة في أعناقنا من خالقنا المحب.

مع هذه الموهبة تأتي مسؤولية قوية لتربية وتوجيه أولادنا في طرق الرب. يرشدنا سفر الأمثال 22: 6 إلى أن "ابدأوا الأولاد في الطريق الذي ينبغي أن يسلكوه، وحتى عندما يكبرون لا يرجعون عنه". تؤكد هذه الآية على القوة التكوينية لتعليم الطفولة المبكرة والأثر الدائم لإرشاد الوالدين.

ويفصّل الرسول بولس الرسول هذه المسؤولية في أفسس 6:4 قائلاً: "أيها الآباء، لا تُغضبوا أولادكم، بل ربّوهم في تأديب الرب وتعليمه". هنا نرى تعليمات ذات شقين - أن نتجنب المعاملة القاسية أو التعسفية التي قد تُغضب أولادنا، وأن نربيهم بنشاط في الإيمان (نظرية الكتاب المقدس أو الحياة الكتابية: ما الذي توفره المدارس المسيحية للعائلات التي لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟)

هذه التربية ليست مجرد تربية فكرية، بل شاملة - تشمل الحكمة الروحية والأخلاقية والعملية. يرسم سفر التثنية 6: 6-7 صورة جميلة لهذا الواجب الأبوي الشامل: "هذه الوصايا التي أعطيكم إياها اليوم تكون على قلوبكم. افرضوها على أولادكم. تكلّموا بها عندما تجلسون في البيت وعندما تمشون في الطريق، وعندما تضطجعون وعندما تقومون".

يدعو الكتاب المقدس الآباء والأمهات إلى توفير احتياجات أبنائهم المادية. فكما جاء في 1 تيموثاوس 5: 8: "مَنْ لَمْ يُعِنْ أَقْرِبَاءَهُ وَلاَ سِيَّمَا أَهْلَ بَيْتِهِ فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ وَهُوَ شَرٌّ مِنَ الْكَافِرِ". هذا التدبير لا يتعلق فقط بالطعام والمأوى، بل يتعلق بخلق بيئة حاضنة حيث يمكن للأطفال أن ينمو ويزدهروا (سيتانغانغ وآخرون، 2024).

أخيرًا، يجب أن نتذكر أن مسؤوليتنا الأساسية هي قيادة أولادنا إلى المسيح. نحن كآباء، نحن مدعوون لنكون أول شهود محبة الله وأكثرهم تأثيرًا في حياة أولادنا. من خلال كلماتنا وأفعالنا، علينا أن نعكس المحبة غير المشروطة والنعمة والحق من أبينا السماوي.