|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"من يستر معصية يطلب المحبة، ومن يكرر أمرًا يفرق بين الأصدقاء" [ع 9] نبدأ كل صلاة جماعية أو أسرية أو فردية (شخصية) بتقديم ذبيحة شكر لله صانع الخيرات "لأنه سترنا". فإن كان القدوس الذي لا يطيق الخطية يستر علينا لكي ينتشلنا بروح الرجاء من خطايانا، ويدخل بنا إلى مقادسه، كم يليق بأبنائه أيضًا أن يتشبهوا به، فيسترون على إخوتهم بغية تمتعهم بالحياة المقدسة. "المحبة تستر كثرة من الخطايا" (ا بط 4: 8، راجع أم 10: 12). الستر على الآخرين لا يعني المداهنة ولا التهاون مع الخطية، إنما بروح الحب والتواضع والوداعة يلزم الصلاة من أجل الساقطين لكي يستر الله عليهم وعلينا برجوعنا دومًا إليه. كما يمكن الحديث بهدوء مع الساقطين دون جرحٍ لمشاعرهم. لعل من أجمل الأمثلة في الحديث مع الخطاة يوناثان النبي وحواره مع داود الملك والنبي لأجل توبته، حيث تحدث معه سرًا بعيدًا عن الأنظار، ومع صراحته وحزمه، فتح أمامه أبواب الرجاء (2 صم 12). أما من "يكرر الأمر (النميمة)"، أي يُشهِّر بالساقطين، يجول يفضح خطاياهم قدام الغير فهو يحطم الحب! * "أنتم ملح الأرض" (مت 5: 13). خواص الملح كثيرة، فهو يجعل التافه لذيذًا، وينزع الرطوبة المولِّدة للنتانة، ويشدد الرخاوة، كذلك أنتم اجتذبوا الناس وشددوا رخاوتهم، وأنذروهم لكي لا يميلوا إلى النفاق. كما أن الملح يحفظ نفسه وغيره بلا فساد ولا نتانة، هكذا أنتم كونوا مهتمين بنفوس بني البشر لكي لا ينتنوا في الخطية. وقد دعا المحبة ملحًا بقوله: "أنتم ملح الأرض "أي أنتم محبة الأرض. فيجب أن تكونوا محبين لكل الناس، وكونوا في سلام مع بعضكم بعضًا. ابن الصليبي * قيل عن القديس مقاريوس: إنه صار كما هو مكتوبٌ إلهًا أرضيًا، فكما أن الله يستر على العالم، هكذا كان أنبا مقاريوس يستر على عيوب إخوته التي كان يراها كما لو لم يكن يَراها، والأشياء التي كان يسمعها، كأنه لم يكن قد سمع شيئًا.* قيل عن القديس مقاريوسإنّ شاروبًا كان يلازمه منذ اليوم الذي بدأ فيه حياته النسكيّة في البريّة، وكان يشدِّده ويعطيه قوةً على احتمال النسك، وكان ينمو في ذلك كل يوم، متقدِّمًا في التزيُّن بالفضيلة، حتى إنّ شهرته الحسنة عمّت في ربوع الإمبراطورية الرومانية بأكملها ومناطق الشرق، لأنه في الحقيقة اجتذب إليه كل أحدٍ لأجل الحياة الإنجيلية العملية بسبب الرائحة العطرة لنسكياته السامية، حتى انتزع جمهورًا من الناس من الهلاك فنالوا الحياة الأبدية. وقد منحه ربنا يسوع المسيح موهبة رؤية خطايا الناس مثل زيتٍ موضوعٍ في إناءٍ من زجاجٍ، وكان يستر عليها كلها متشبِّهًا بالله. فردوس الآباء * احفظوا آذانكم من سماع كلام النميمة والوقيعة، لكي تكون قلوبكم طاهرة، لأنّ الآذان إذا سمعَتْ الحديث النجس لا يمكن حفظ طهارة القلب بدون دنس. القديس مقاريوس الكبير النميمة هي أن يُخبر المرء بما فعله أخوه من خطية شخصية، فيقول إنه فعل كذا. أما الإدانة فهي أن يُخبر المرء عما لأخيه من خُلُق رديء، فيقول إنه سارق أو كذاب أو ما شابه ذلك، فيحكم عليه باستمراره في هذه الصفة وعدم الإقلاع عنها، وهذا أمرٌ صعبٌ جدًا. لذلك شبّه الرب خطية الإدانة بالخشبة، والخطية المُدانة بالقذى، وعلى ذلك تزكّى العشار رغم آثامه وشُجب الفريسي لكونه دان غيره بالرغم مما له من صدقة وصوم وصلاة وشكره لله على ذلك. فالحكم على خليقة الله يليق بالله لا بنا، وإدانة كل واحد وتزكيته هي لله وحده، لأنه هو وحده العارف بسرّ كل إنسان وأموره العلنية، وبما يجب من الحكم في كل أمرٍ، وعلى كل شخصٍ. القديس دوروثيئوس أنبا شيشوي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أطلب إليك من أجل اسمك القدوس الذي دعي علينا |
اهرب من الخطية بروح الرجاء |
آرميا النبي | لا يطيق الله القدوس الخطية |
الله يستر علينا |
فلتحيي نفوسنا بروحك القدوس ولا تدع موت الخطية يقوي علينا |