رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا ليت هذه اللمسات الرائعة تستحضر إعجاب قلوبنا، فنجتهد لرؤية وفهم الأعماق الحيَّة والأمجاد الأدبية للأمور التي دوَّنها الروح القدس، مُنعمًا علينا، لراحتنا وبنياننا! ولا بد أن نعترف أنها تعطينا فرح لا يُنطق به، ونحن نتأملها ونبرزها للقارئ في هذه الأيام الكُفرية التي يوضع فيها الكتاب المقدس موضعًا للمساءلة بجرأة سافرة من جهة وحيه الإلهي. لكن لدينا طريقة أفضل للرد على الاعتداءات الكفرية الحقيرة؛ فنحن في كامل القناعة من أن الوقاية من كل تلك الاعتداءات هي أن تسكن فينا كلمة المسيح بغنى، بكل قوتها الحيَّة والفعالة. ولقلب مملؤ ومتحصن بها، تبدو أعتى وأكثر مجادلات الكتَّاب الكفَرة عقلانية، تبدو مجرد قرع مطر على زجاج. سنتطرق إلى توضيح آخر لموضوعنا في العهد القديم من تاريخ يهوشافاط الشيق «فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ قَالُوا: إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ. فَحَاوَطُوهُ لِلْقِتَالِ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ، وَسَاعَدَهُ الرَّبُّ (يهوه) وَحَوَّلَهُمُ اللهُ (إيلوهيم) عَنْهُ» (2أخ18: 31). يا له من أمر مؤثر! لقد وضع يهوشافاط نفسه في وضع خاطئ تمامًا، إذ ربط نفسه بأكثر ملوك إسرائيل شرًّا وفجورًا، بل لقد وصل به الأمر إلى حد القول لأخآب الشرير: «مَثَلِي مَثَلُكَ وَشَعْبِي كَشَعْبِكَ وَمَعَكَ فِي الْقِتَالِ»، فلا عجب إذًا أن أخطأه رؤساء أرام وظنوه أخآب. لكن عندما نزل إلى الحضيض، إلى ذات ظل الموت «فَصَرَخَ»، فصعدت تلك الصرخة إلى أذن يهوه المُنعمة دائمة الانتباه، الذي قال «ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي» (مز50: 15). يا لها من نعمة غنية! لكن لاحظ الدقة البديعة في تطبيق الألقاب الإلهية، فهذه هي مشغوليتنا «فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ، وَسَاعَدَهُ الرَّبُّ (يهوه)» ثم ماذا بعد ذلك؟ لو أن مجرد كاتبًا بشريًا كان ليصوغ هذه العبارة لصاغها هكذا: “ساعده الرب وحولهم عنه”. لكن كلا؛ لأن يهوه ليس له علاقة بالأراميين الغلف، بل كانت عيناه على خادمه الغالي، رغم خطئه، وكان قلبه نحوه، كما كانت أذرعه الأبدية تحيط به. فليس من رابطة بين الرب والأراميين أما «الله (إيلوهيم)»، الذي لم يعرفوه، فحوَّلهم عنه. من يستطيع الإخفاق في رؤية جمال وكمال كل هذا؟ أَليس واضحًا أن بصمة اليد الإلهية مرئية في الثلاث مقاطع التي تأملناها؟ نعم، بل وفى كل عبارة من الغلاف إلى الغلاف من الوحي المقدس. وبما أن الله هو موضوع شهادتنا؛ فإن هدفنا الأعظم من كتابة هذه الصفحات هو تعميق الإحساس في قلوب قرائنا بغلاوة وجمال وكمال الوحي المقدس، الذي أعطاه الله لإرشاد شعبه ومعونته وبركته في هذا العالم المظلم. فإذا ما تحقق هذا الغرض فقد نلنا مكافأتنا كاملة. |
|