رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بصمة الله التي نراها في كل خليقته، هي فكرة “المركزية”، أو بعبارة أبسط: إن كل خليقة الله، بدون استثناء تقريبًا، تخضع لهذا القانون، أن هناك مركزًا له توابعه. فلو تأملنا في الفلك، سنجده مكوَّن من ملايين المجرَّات، والمجرة تتكون من ملايين المجموعات الشمسية، والمجموعة الشمسية هي عبارة عن شمس تكون هي المركز، ومجموعه من الكواكب تسير في مدارها، بل ومعظم هذه الكواكب تكون هي مركز لمجموعة من الأقمار تدور حولها. فلو تأملنا في الكواكب نفسها مثل كوكب الأرض، فسنجد أن هناك مركز يُسمى لب الأرض “The core” يحيط به عدة طبقات بسمك مختلف حتى تصل إلى القشرة الخارجية والتي نعيش فوقها. وكل الفلزات والمواد المختلفة الموجودة في الكون تتكون من ذرات ذات مركز هو النواة، تدور حولها إلكترونات. بل لو تركنا عالم الجماد وتأملنا في عالم النبات والحيوان والإنسان، سنجد البصمة ذاتها؛ فكل الأنسجة الحية تتكون من خلايا، والخلية تتكون من مركز، وهو النواة، وحولها جُسيمات كثيرة لها وظائف مختلفة تدور في سائل السيتوبلازما لخدمة النواة وتتبع أوامرها في منظومة ما أروعها. ولو ذهبنا إلى عالم الحشرات سنجد أن مملكة النحل - على سبيل المثال - تخضع للملكة التي هي المركز، وملايين من النحل - والذي نُطلق عليهم تعبير “شغالة” - تتحرك من حولها ولخدمتها. وهذا قليل من كثير، فأينما توجَّهنا، سواء صعدنا إلى السماوات، أو نزلنا إلى الأرض، بل لو غُصنا في أعماق البحار، أو نزلنا إلى باطن الأرض؛ سنجد دائمًا فكرة المركزية موجودة. بل لكي يحافظ الله على هذه المنظومة، سخَّر كثير من القوانين الفيزيائية والكهربائية والكيمائية بل والمغناطيسية لكي يجعل لهذه المنظومة استمرارية دائمة تتلخَّص في مركز له توابعه. والكارثة تحدث في أي من هذه المجالات حينما يختل هذا النظام. وكل ما نراه من سرطانات، من حولنا هي نتيجة لحياد الخلية عن نواتها المركزية وأخذها في التصرف باستقلاليه عن الترتيب المعمول لها. إن هذه الفكرة باتت دائمًا مجالاً لبحث العلماء في نظريات مختلفة لمعرفة ما يُسمَّى بمركزية الكون. |
|