منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 09:34 AM   رقم المشاركة : ( 177291 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من الخليقة
يركِّز البعض في محاجته من الخليقة على بداية الخليقة؛ أي على حتمية وجود مُبدئ لها. بينما يركِّز البعض الآخر، ليس على بدايتها، بل على وجودها الفعلي الحالي. فبغضِّ النظر عن بدايتها، يرون أن وجودها الآن يعتمد على سبب لا سبب له. وبالطبع كلا المحاجتين صواب، وتدعم إحداهما الأخرى. كما أن الكتاب يؤكِّد على كلتيهما. فعن الله باعتباره مُبدئ هذا الكون يقول تكوين 1: 1 «في البدء خلق الله السماوات والأرض». وعن اعتماد وجود الخليقة الآن على خالق، يقول في عبرانيين 1: 3 «الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته». وعن الاثنين معًا في عبارة واحدة يقول في كولوسي 1: 16، 17 «الكل به وله قد خُلق. وهو قبل كل شيء. وفيه يقوم الكل». ولذا فإنني سأتوقف عند الأمرين.
أولاً: لا بد للكون من مُبدئ
تنطلق هذه المُحاجَة من الفرضية المنطقية البسيطة، ألا وهي: طالما أن الكون موجود، فلا بد من سبب أوجده خارجًا عنه؛ بناء على قانون السببية أن لكل معلول علَّة أوجدته. ويمكننا صياغتها بالطريقة الآتية:
1- بما أن الكون له بداية،
2- وبما أن كل شيء له بداية لا بد أن يكون له سبب أبدأه،
3- إذًا الكون نتج من سبب أبدأه؛ وهذا السبب هو الله.
ولكي يتحاشى البعض هذه النتيجة المنطقية، ولكي يتمكنوا من أن لا يبقوا الله في معرفتهم، لجأوا إلى اعتراضين:
الاعتراض الأول: هو اعتراض سخيف للغاية، ولذا لن أقف أمامه طويلاً، إذ قالوا: “الكون ليس بموجود. هو مجرد وهم ILLUSION”!!!
والرد على هذا الاعتراض ببساطة هو أنك إذا قلت إن الكون ليس بموجود، فالقائل نفسه لا ينبغي أن يكون موجودًا لكي يقدر أن يقول إن الكون ليس بموجود، إذ إن القائل هو جزء من هذا الكون. وقد وصل السخف ببعضهم لكي يتجنبوا هذا الاستنتاج المنطقي أنهم قالوا: نعم نحن لسنا بموجودين! وفاتهم أنه من المحتم أن يكونوا موجودين لكي يتمكنوا من أن ينفوا وجودهم.
الاعتراض الثاني: “الكون ليس له بداية هو أزلي”!!! يقول كارل ساجان، العالم الأمريكي الشهير جدًا في علم الفلك: “الكون هو كل ما هو كائن، وما كان، وما سيكون”!
ودعونا الأن ندحض هذا الاعتراض، ونؤكِّد على حتمية وجود بداية للكون من العلم ثم من الفلسفة.
أ) من العلم
1- لقد اكتشف إدوين هابل سنة 1925 أن الكون في حالة تمدُّد باستمرار، وأنه يسير بسرعة جنونية منطلقًا من الداخل إلى الخارج، وأن المجرَّات تتباعد عن بعضها؛ وهذا يعني أنه لو كان أزليًا لكان قد تفكك وتلاشى الآن.
2- القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية، والذي ينص على أن كل الطاقة التي في الكون تتجه إلى أدنى مستوى لها، أي أن الكون يستنفذ طاقته المخزونة، فلو كان الكون أزليًا لكانت طاقته قد نفذت منذ زمن بعيد، ولكان الآن في حالة موت وتجمد أبدي.
ب) من الفلسفة
إذا قلت لي إن الكون ليس له بداية، فأنت تعني أن الكون لا نهائي في القِدَم، وهذا مستحيل. ولكي أبرهن استحالته لا بد من توضيح أن ما لانهاية في الرياضيات هي شيء افتراضي وليس حقيقي، أي لا يمكن تطبيقها على أي شيء له وجود حقيقي مثل الزمن. تخيل معي خط مستقيم أ ب طوله 30سم، يمكنك بكل ثقة أن تقول أن هذه الـ30سم تحتوي على ما لا نهاية من النقط الهندسية الواقعة بين أ، ب؛ وكلامك صحيح تمامًا من الناحية الرياضية. لكن إذا أردنا شيئًا واقعيًا، فتخيلنا أن هذه الـ30سم هي سُمك كتاب يحتوي بين ضفتيه على صفحات رفيعة ورقيقة للغاية، فإنه لن يمكنك أبدًا أن تقول إن هذا الكتاب الذي سمكه 30سم، ولا حتى إن كان سُمكه 30 كيلو متر، يحتوي على ما لا نهاية من الأوراق الرفيعة مهما كانت رقة أوراقه. وهكذا لا يمكننا أبدا أن نقول إن الكون له عدد لا نهائي من وحدات الزمن، لأن الزمن شيء حقيقي له وجود ويمكن قياسه وليس شيئًا افتراضيًا.
ثانيًا: الكون يعتمد في وجوده على خالق:
يمكنني أن ألخِّص هذه المحاجة في نقاط كالآتي:

1- الكون هو مجموعة من الموجودات المتغيرة والمحدودة،
2- كل موجود متغير ومحدود لا بد أن يكون هناك سبب آخر لوجوده. لأنه ما دام محدودًا ومتغيرًا، فمن المستحيل أن يكون وُجد بذاته مستقلاً عن غيره في وجوده، وإلا فلماذا يعتريه التغيير؟
3- لا يمكن تفسير سبب وجود الموجودات بالرجوع إلى سلسلة لا نهائية من الأسباب المتغيرة المحدودة، لسبب بسيط. تخيَّل أني سألتك ما سبب وجود كل متغير محدود نظيري؟ فأجبتني بأنه نتج عن متغير آخر. فسأقول أنت لم تُجبني لأنني لم أزل أسأل عن سبب وجود المتغير الذي ذكرته باعتباره السبب. ولو ظللت لمدة عشرة سنين متصلة تقول هذا المتغير الآخر نتج عن متغير نتج عن متغير نتج عن متغير... فكلامك لا معنى له، لأنك بعد عشر سنين أنت عند نفس النقطة. وإذا قلت لي إن هناك في نهاية هذه السلسلة الطويلة يوجد سبب أوجد ذاته؛ فاسمح لي أن أقول إن هذا كلام فارغ لا معنى له بالمرة، لأنه كان ينبغي أن يوجد لكي يكون قادرًا على أن يُوجِد نفسه أي يُوجَد قبل أن يُوجِد؟!! أي يكون سبب ونتيجة في نفس الوقت، فهل هذا معقول؟ ثم لو أمكنك رصد اللحظة التي سبقت اللحظة التي فيها أوجد نفسه، فهو فيها موجود وغير موجود في الوقت نفسه!! وبالطبع هذا كلام فارغ بلا معنى.
4- إذًا النتيجة الحتمية التي لا مفر منها، مهما حاول عقل الإنسان الخضوع لقلبه الفاسد والهروب منها، هي أنه يوجد سبب لا سبب له، هو علة وجود كل موجود متغير محدود، وهذا السبب الذي لا سبب له هو الله.

 
قديم اليوم, 09:35 AM   رقم المشاركة : ( 177292 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من نظام الكون
تعتمد هذه المحاجة ليس على وجود الكون بل على صفة من صفاته ألا وهي نظامه البديع المتقن والمذهل، وهي تسير كالآتي:
1- بما أن كل نظام مُتقَن يعني ضِمنًا وجود عقل صمَّمه وأتقنه،
2- وبما أنه يوجد في الكون نظام بديع مُتقَن ومُذهل،
3- إذًا، هناك عقل عظيم أتقن هذا الكون البديع.
في الفرضية الأولى، نعتمد على خبراتنا المنطقية؛ ففي أي مرة رأينا لوحة جميلة توقعنا أن هناك فنانًا ما رسمها، وإن أعجبنا لحنًا ما توقعنا أن هناك موسيقي ما وضعه، وإذا انبهرنا بنظام أحد المباني توقَّعنا أن هناك مهندس ما صممه. وهكذا.
ويأتي الاعتراض هنا بأن العوامل الطبيعية في الطبيعة تنتج أشكالاً وأنظمة بديعة بدون تدخل شخص عاقل، كالبلورات المعدنية أو الأشكال الصخرية أو الكثبان الرملية وغيرها. والرد على هذا بسيط للغاية: أن هناك فارقًا شاسعًا بين النظام البسيط والنظام المركَّب، بمعنى: قد تنحت الرياح صخرة لتجعلها على شبه رأس إنسان، لكن إذا وجدت قصيدة شعرية منحوتة على هذه الصخرة فلا يمكن أن يكون هذا بفعل الرياح. والنظام الذي نراه في الكون ليس نظامًا بسيطًا يمكن إرجاعه للعوامل الطبيعية، بل هو نظام مركَّب ومعقَّد للغاية، لا بد من وجود عقل عظيم أبدعه. وهذا ينقلنا للفرضية الثانية.
في الكون نظام بديع ومذهل، يتفاعل فيه معًا عدد مهول من القوى لمنفعة الكل وبقاء الكل! وكلما كان النظام أكثر روعة كلما كان العقل الذي أبدعه أكثر عظمة. وهنا أتوقف عند بعض أمثلة قليلة للغاية، آخذها من أقرب الأشياء إلينا، ألا وهو جسد الإنسان، تبين روعة هذا الإتقان وعظمة العقل الذي أبدعه.
1- المعلومات الموجودة في جزئ واحد من حمض الـDNA، والذي يُعتبَر اللبنة الأساسية في بناء أي كائن حي، تساوي المعلومات الموجودة في أي مجلد ضخم من مجلدات أي دائرة معارف!! وهذا الجُزئ لا يُرى طبعًا إلا بالميكروسكوب الإلكتروني.
2- يُقر كارل ساجان، رغم إلحاده، بأن المعلومات المتوفرة في مخ الإنسان لو عبَّرنا عنها بلغة البرمجة الحالية، أي بوحدة البايت، واعتبرنا أن عددها يساوي فقط عدد الوصلات العصبية في المخ، فإنه يحتوي على مائة تريليون بايت!
3- عندما تنظر في المرآة، أنت ترى صورتك بوضوح بسبب عضلات صغيرة جدًا تضبط عدسة العين، تتحرك هذه العضلات 100 ألف مرة في اليوم لكي ترى بوضوح!!
4- يحتوي الغشاء المبطِّن لمعدتك على 35 مليون غُدّة، تفرز كل يوم ما مقداره لترين من العصارة المعدية لكي تهضم ما تأكله!!
5- يحتوي لسانك على 8000 بُرعم تذّوق لكي تستطيع أن تستمتع بطعم الطعام الذي تضعه في فمك!!
6- فكِّر معي في مسألة تجلّط الدم عندما تُجرَح جرحًا صغيرًا، واضحك معي على نظرية التطور. في كل مرة تحلق ذقنك وتجرح نفسك، يندفع إلى مكان الجرح مئات الآلاف من الصفائح الدموية، لكي تسد معًا هذا الجرح، ثم تبدأ في إفراز مواد بروتينية تسمى عوامل التجلط، وهذه المواد تبدأ بدورها سلسلة من التفاعلات الكيميائية المعقَّدة للغاية، وعددها 12 تفاعلاً، لكي تتكون في النهاية الجلطة التي تُغلق الجرح تمامًا ولا يعود ينزف! العجيب أن هذه التفاعلات الكيميائية لا بد أن تسير بنظام معيَّن لكي يتم الإغلاق من خلال الجلطة، ولو حدث أن نقص واحد فقط من عوامل التجلط تعطَّلت العملية ككّل واستمر النزف كما يحدث في مرض الهيموفيليا! لو كانت نظرية التطور صحيحة وتخيَّلنا أنه قبل أن تتطور هذه العملية وتكتمل كان هناك فقط 11 تفاعل كيميائي فقط لكان كل البشر قد ماتوا من النزيف!
7- يضخّ قلبك وأنت نائم كل ليلة 300 لتر دم كل ساعة في جميع أنحاء جسدك، أي أنه يضخ في الليلة الواحدة حوالي 2400 لتر دم!!
أكتفي بهذا النذر اليسير وأقول مع داود في مز139: 13، 14 «لأنك أنت اقتنيت كليتي، نسجتني في بطن أمي. أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبًا. عجيبة هي أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينا».
ويعترض البعض على هذه الفرضية الثانية، فيقولون إن هذا النظام قد أتي بالصدفة!!!!!
والرد ببساطة في نقطتين:
1- إن هذا الكلام غير علمي بالمرة، فالعلم لا يعترف بالصُدف، بل يبني على الملاحظة المتكررة (repeated observation) وأنتم تُقِّرون بذلك؛ فلماذا تتمحكون الآن بالصدفة.
2- حسب أحد العلماء احتمالية ظهور خلية حيوانية واحدة بالصدفة، وجد أنه واحد في 10 أُسّ 40000!!!!!!!! فتخيل كم تكون احتمالية ظهور جسد إنسان بالصدفة؟ ولكي يكون عندك فكرة تقريبية لهذا الرقم تخيل أن شخصًا في الولايات المتحدة ظل يحصل على جائزة يانصيب مرة كل أسبوع طوال فترة حياته التي استمرت من سن 18 سنة وحتى سن 99 سنة بدون توقف ولو لمرة واحدة وكل هذا بالصدفة البحتة(!!) فاحتمالية حدوث هذا هي 1 في 10 أس30!!!!
أخيرً أقول شيئًا لطيفًا قاله واحد من المفكّرين القدماء، كيف أن بقرة بُنّية اللون، تأكل حشيشًا أخضر اللون، تنتج لبنًا أبيض اللون، يتحول إلى زبد أصفر اللون، وجبنة برتقالية اللون، يأكلها شخص فينتج له شعر أسود اللون؟ صدفة؟!!!!!!!
 
قديم اليوم, 09:40 AM   رقم المشاركة : ( 177293 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القانون الأخلاقي
رأينا قدرة الخالق، وحكمة وذكاء الخالق، لكن هنا نتوقف أمام طبيعة الخالق باعتباره كائن أدبي يضع نظامًا أخلاقيًا لخليقته العاقلة. وتمضي هذه المحاجة كالآتي:
1- بما أن كل البشر يشعرون بأن هناك قانون أخلاقي عام،
2- بما أن لكل قانون سلطة وضعته،
3- إذًا لا بد من وجود سلطة عليا جدًا فوق جميع البشر، وضعت هذا القانون العام، وهذه السلطة هي الله.
تعتمد هذه المحاجة أيضًا على مبدإ السببية؛ فرؤيتنا للقوانين الطبيعية المنظِّمة للكون جعلتنا نستنتج وجود عقل عظيم صمَّمها، ورؤيتنا للقوانين الأخلاقية بين بني البشر تجعلنا نستنتج أن هناك سلطة عظيمة شرَّعتها. مع فارق أن القوانين الأخلاقية لا تصف ما هو كائن بل ما يجب أن يكون، لا ترصد ما يعمله البشر بل تُقرِّر ما يجب أن يعملوه، سواء كانوا يعملوه أم لا. والاستنتاج المنطقي هنا هو: بما أن هذه القوانين عامة في كل الأرض وفي كل التاريخ، لا بد أنها جاءت من خارج الأرض. وهذا ما يقرِّره الكتاب في رومية 2: 14، 15 «لأن الأمم الذين ليس عندهم الناموس، متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس، هم ناموس لأنفسهم. الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوبًا في قلوبهم، شاهدًا أيضًا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها، مشتكية أو محتجة».
فها هو الكتاب يؤكد على وجود ناموس أخلاقي موجود في قلوب بني البشر قبل أن يعطي الله الناموس مكتوبًا على حجر.
والاعتراض الذي يسوقه البعض هنا هو أن هذه القوانين الأخلاقية ليست موضوعية، بل هي مجرد أحكام ذاتية نتجت من قناعات اجتماعية! لكن هذا الاعتراض يتجاهل تمامًا عمومية هذه الأحكام في التاريخ والجغرافيا، ففي كل عصر ومصر كان الكذب والقتل والاغتصاب والسرقة مرفوضًا، ومعتبر أنه خطأ لا يجوز ارتكابه.
تخيَّل معي شخصًا أجنبيًا من بلد بعيد عني جدًا، أُحاجه بأن هناك أخلاق عامة وُضعت لبني البشر من خارجهم، فقال لي: لا هي مجرد حكمك الشخصي أو حكم مجتمعك. فأهنته قدام الجميع بكلمات قاسية لكونه يعترض على كلامي. ماذا سيقول؟ حتمًا سيقول: “لا يصح أن تفعل هذا” وبمجرَّد أن يقول هذا يكون قد أقَرَّ بأن هناك أخلاقًا عامة جُبِلَ عليها بنو البشر، وُضعت لهم من سلطة عُليا خارجهم هي سلطة الله.
 
قديم اليوم, 09:42 AM   رقم المشاركة : ( 177294 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






رفض الإيمان بالله

«قال الجاهل في قلبه ليس إله»
(مز 14: 1)

في بداية حديثنا عن الله أود أن أطرح هذا السؤال: هل يمكن للإنسان أن يعرف الله؟
الإجابة هي: نعم؛ فالبديهة تقول ذلك، والتواتر يؤكِّده، والمنطق السليم يقف في صفه، والإعلان الإلهي أوضحه لنا.
البديهة تقول ذلك: فالإنسان يعرف بالفطرة وجود الله. ويقول الرسول بولس: «إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ» (رو1: 19). ويؤكِّد بعد ذلك أن البشر جميعًا ومن قديم الزمن، عرفوا الله (رو1: 21).
بعضنا سمع عن “هيلين كيلر” الأمريكية، تلك الفتاة التي أُصيبت في طفولتها بمرض أفقدها النظر والسمع والقدرة على النطق. واهتمت بها معلمة اسمها “آن سوليفانس”، وكرَّست جهودها لخدمتها؛ ونتيجة لذلك أمكن لهيلين أن تتواصل مع الآخرين عن طريق اللمس، بل وتعلمت الكلام، وتخرَّجت من الجامعة، وألَّفت العديد من الكتب؛ وبالإجمال أصبحت معجزة في تحدّي الإعاقة. عندما حاولت السيدة “آن” أن تتحدث مع الفتاة هيلين عن الله لأول مرة، قالت لها هيلين إنها كانت بالفعل تعرف عنه، ولو أنها لم تكن قد تعرفت على اسمه بعد!
لكن ليس الفِطرة فقط تُخبرنا عن وجود إله، بل إن التواتر يؤكده، وأعني به التناقل من جيل إلى جيل. فمن بدء التاريخ، وبعد أن سقط آدم وطُرِدَ من الجنة (تك3)، نقرأ في الأصحاح الذي يليه مباشرة: «حينئذ اُبتدئ أن يُدعى باسم الرب» (تك4: 26). لقد ابتدأ السلف ينقل هذا الفكر إلى الخلف: أنَّ هناك الله. ولا يعرف التاريخ البشري زمنًا فيه الإنسان اخترع الله.
ثم إن المنطق يقف في صفه: يُحكى عن أحد المؤمنين أراد أن يُؤكِّد لابنه وجود الله؛ فزرع في حديقة منزله زهورًا على هيئة الحروف الثلاث الأولى من اسم ابنه. خرج الولد للحديقة كالعادة، فوجد الثلاث حروف التي تكوِّن اسمه، فكاد يطير من الفرح، وركض إلى أبيه ليخبره عن هذا الذي وجده في الحديقة، كيف أنه شاهد الحروف الأولى من اسمه مزروعة في الحديقة. حاول الأب أن يتظاهر بعدم الاهتمام، وقال لابنه: “أيَّة غرابة في هذا؟ ألا يمكن أن يحدث مثل هذا من نفسه؟” إلاَّ أن الولد رفض منطق أبيه، وقال له: “هذا مستحيل يا أبي. لا بد أن يكون هناك من فعل ذلك”. ومن هنا اتَّخذ الأب فرصة لكي يُحدِّث ابنه الصغير عن هذا الإله العظيم الذي كوَّن وخلق كل شيء، وأن هذا الكون البديع لا يمكن أن يكون وجوده مجرَّد صدفة.
أنا أعرف أن المنطق قد تشوَّه بالسقوط، ومع ذلك فالتفكير المنطقي ما زال بركة عُظمى أعطاها الله للإنسان، وما زال من أعظم ما ميَّز به الله البشر أن أعطاهم عقلاً يُفكر.
وأخيرًا أقول إن الإعلان الإلهي أوضح وجود الله لنا: وهذا بلا شك أعظم الأدلة. ونلاحظ أن الكتاب المقدس لم يبرهن لنا وجود إله، بل حدَّثنا عن العديد من صفات ذلك الإله العظيم، والعديد من أعماله، ذاك الذي خلقنا وخلق الكون كله.
لكي يُبرهن أحد الأفاضل وجود الله، قال: لنفترض أننا نسير في صحراء، ولفت انتباهنا من بعيد منظر مكعبات صخرية موضوعة بكيفية معيَّنة، فدفعنا الفضول لأن نقترب من هذه المكعبات، ولدهشتنا وجدنا أن على كل واحد من هذه المكعبات نُقش حرف من الحروف الأبجدية. ثم دقَّقنا النظر أكثر، فزادت دهشتنا إذ اكتشفنا أن هذه الحروف تكوِّن معًا كلمات. ثم دققنا النظر أكثر، فوجدنا أن هذه الكلمات لها معنى، وعندما قرأنا هذه الكلمات وجدنا أنها ليست مجرَّد كلمات، بل قصيدة شعرية رائعة.
هنا نحن نجد أنفسنا أمام احتمال من اثنين: الأول أن هذه المكعبات كوَّنت نفسها بنفسها. فبفعل عاصفة هوجاء، تكسَّرت حجارة الجبل بهذا الشكل المتناسق، وبفعل عاصفة أخرى نُحتت تلك الحروف، ثم أتت عاصفة أخرى فحرَّكت الحجارة بصورة عشوائية، ولما هدأت العواصف اكتشفنا أنها كونت تلك الحجارة الجميلة والمتناسقة، والتي عليها نقشت حروف هذه القصيدة الشعرية البديعة!!
والاحتمال الثاني: أنَّه سبقنا إلى هذا المكان شخص فنان، نحت هذه الحجارة، وعلى الحجارة نقش الحروف، ولكونه شاعرًا عظيمًا، بالإضافة إلى كونه نحاتًا ماهرًا، رتَّب الحجارة لتُكوِّن معًا هذه القصيدة الرائعة.
والسؤال الذي أطرحه على القارئ العزيز: أيهما أسهل للتصديق؟ أن نقول: إن تلك الحجارة المتناسقة والمنحوتة بدقة، والمرتَّبة بهذا الشكل لتكوِّن قصيدة شعرية رائعة، تكوَّنت بالصدفة. وأنه بطريقة عشوائية محضة، تشكَّلت هذه الحجارة، وحُفرت تلك الحروف وتكوَّنت منها كلمات، وكُتبت القصيدة؟! أم أن نقول إنه لا بد أن إنسانًا مَرَّ قبلنا، وأنه عمل ما عمل؟ لا شك أن الاحتمال الأول غير منطقي على الإطلاق، بل هو حل هزلي؛ بينما الاحتمال المنطقي والمؤكَّد أيضًا أن هناك شخصًا عمل ذلك العمل.
لعلك فهمت قصدي من هذه الأطروحة. أخي العزيز: إنَّ السماوات تؤكِّد وجود الله، والأرض تؤكَّد ذلك أيضًا، بل وكل ما عليها من بشر وحيوانات ونباتات.. يؤكِّد لنا تلك الحقيقة الواضحة.
إن الكل يصرخ بأعلى صوته أنَّ هناك إله. البديهة قالت ذلك. والتناقل والتواتر أكداه. والمنطق يقرِّره. وأما أعظم الكل فهو ما وصل إلينا من إعلان الكتاب المقدس، الإعلان الكامل عن الله.
خارج الكتاب المقدس يمكننا أن نعرف شيئًا عن الله. أمَّا أن نعرف الله، وأن نعرف صفاته، ونعرف طبيعته، ونعرف من هو في ذاته، فهذا لن يتأتَّى لنا بدون إعلان منه تبارك اسمه. قال صوفر النعماتي لأيوب: «أَإِلَى عُمْقِ اللهِ تَتَّصِلُ أَمْ إِلَى نِهَايَةِ الْقَدِيرِ تَنْتَهِي؟ هُوَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ فَمَاذَا عَسَاكَ أَنْ تَفْعَلَ؟ أَعْمَقُ مِنَ الْهَاوِيَةِ فَمَاذَا تَدْرِي؟ أَطْوَلُ مِنَ الأَرْضِ طُولُهُ وَأَعْرَضُ مِنَ الْبَحْرِ» (أي11: 7-9). نعم، لو لم يتنازل الله ويُعلن لنا في الكتاب المقدس عن نفسه، لما أمكننا أن نعرف من هو الله، رغم أن الخليقة تؤكِّد لنا وجوده.
وإننا نقول بكلِّ أسف، إنه رغم أنَّ البديهة والتواتر والمنطق وإعلان الكتاب المقدس، كلها تؤكِّد أنَّ الله موجود، غير أنَّ الذين ينكرون وجوده ليسوا قليلين. وهم اتفقوا على إنكار وجود الله، ثم اختلفوا في التفاصيل. وهنا، كما في كل شيء آخر، انطبقت على البشر كلمات الوحي “كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه” (إش53: 6). وسأذكر ستًا من الفلسفات التي أنكرت وجود الله، ليست هي كل الموجودة في العالم، بل مجرد عينات، وكلها تقع تحت هذا العنوان الكبير: «قال الجاهل في قلبه ليس إله» (مز14: 1). وعلينا أن نُقِّر بأننا بالطبيعة لسنا أفضل من هؤلاء، الذين في عمى قلوبهم أنكروا وجود الله؛ فلولا عمل نعمته في قلوبنا لبقينا في جهل نظيرهم.
هذه الفلسفات هي: الإلحاد .. فلسفة اللاأدرية .. نظرية التطور .. تعدد الآلهة .. ألوهية الكون .. الربوبية أو الألوهية .
1- الإلحاد Atheism
وهم ليسوا قليلين في العالم. فكثيرون في العالم اليوم يفتخرون أنهم بلا دين، وأنهم لا يؤمنون بوجود إله. ويمكن أن نُقسِّم الإلحاد إلى نوعين على الأقل: إلحاد عقلي، وإلحاد واقعي. الإلحاد العقلي عنده براهينه، وصاحبه يحاورك ويجادلك، لكي يُثبت لك أنَّه لا يوجد الله. وهذا النوع موجود بكثرة في الغرب، ولو أنه بكل أسف مع موجة العولمة، وصل أيضًا إلى بلادنا، على استحياء. أصحابه يفتخرون بأنهم تحرَّروا من فكرة وجود إله، كما لو كان الإيمان بالله نقيصة!
لكن بالإضافة إلى الإلحاد العقلي، هناك إلحاد واقعي. أقصد به شخصًا يعيش لنفسه فقط، وحياته العملية تقول إنَّه لا يوجد الله. هؤلاء بلغة المزمور هم “الناسون الله”. وهذا النوع في بلادنا أكثر من النوع الأول. لكن سواء النوع الأول أو الثاني، فإنه ينطبق عليهم قول الرسول: «ليس خوف الله قدَّام عيونهم» (رومية 3: 18).
2- اللاأدرية Agnosticism
وهذه فلسفة قديمة من أيام الإغريق القدماء، وما زالت موجودة حتى الآن. هذه الفلسفة تدَّعي أن الإنسان لا يستطيع أن يجزم إن كان هناك إله أم لا، أو إن كان للوجود غرض أم لا! وصاحبها لا يناقش معك فكرة عدم وجود إله، لكنه يحاول أن يثبت استحالة أنَّ يعرف الإنسان عن يقين إن كان هناك إله أم لا، أو إن كان للكون غرض أم لا. ففلسفته تلخصها كلمة: “لا أدري”.
3- نظرية التطور Evolution
هي فرضيَّة غير مُثبته، ولم يتبرهن صحتها، بدأت باستبعاد وجود إله للكون، وافترضت أن كل المخلوقات التي نراها، تكوَّنت من صورة حياة بدائية (هناك بعض النظريات حاولت أن تشرح كيف تكونت تلك الجرثومة)؛ ثم نتيجة الظروف العشوائية، والحقب اللانهائية (إذ إنهم يقولون إن الكون قديم، أو إنه أزلي)، تكوَّنت هذه الخليقة كلها. إنها نظرية تشبه الفرض الذي تحدَّثنا عنه منذ قليل، أن العاصفة هي التي نحتت المكعبات، ورتبتها لتعمل منها قصيدة رائعة! فما نراه من كائنات ومخلوقات...، كل هذا تكوَّن بفعل السنين الطويلة، والظروف العشوائية! ومع أن كثيرين من العلماء باتوا يرفضون هذه النظرية الآن، إلا أن آثارها التدميرية في إبعاد الله عن عقول الشباب، فعلت فعلها، وضاع نتيجة هذه النظرية الشيطانية الملايين.
4- تعدُّد الآلهة Polytheism
لقد بدأ الإنسان بالتوحيد، ثم في زمن تالي اخترع تعدد الآلهة. وقديمًا في الوثنيات، كانوا كلَّما أُعجبوا بشيء في الخليقة، أو خافوا من شيء، يضيفونه إلهًا ويعبدونه؛ إكرامًا له لو كانوا معجبين به، أو اتقاءً لشره لو كانوا يخشونه. وهكذا هناك معبودات لا حصر لها. ويقال إن آلهة الهند لا تقع تحت حصر (بالملايين!). إن تعدد الآلهة يحدّثنا بصوت مرتفع عن مأساة الإنسان؛ فالإنسان بغريزته متدين، وهو في حاجة ماسة إلى الله، ولكن الشيطان انحرف بهذا الميل إلى الأصنام. وأما تعدد الأصنام فهو تكرار لما قلناه منذ قليل، إننا ملنا كل واحد إلى طريقه.
5- ألوهية الكون Pantheism
إنها نظرية تقول إنَّ الكل هو الله، والله هو الكل. بمعنى أن الله هو كل ما يقع وكل ما لا يقع تحت نظرنا. قال سينكا الفيلسوف الروماني: ما هو الله؟ هو كل ما تراه، وكل ما لا تراه. أو بالحري الكل هو الله، والله هو كل شيء.
6- الربوبية أو الألوهية Deism
وهي فلسفة نشأت في أوربا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، تقول إن هناك قوة أوجدت الكون، ثم تركته لحاله، إذ إنها غير مسؤولة ولا مهتمة بمصائر البشر. بمعنى أن هذه القوة أنشأت الكون، والكون بعد ذلك يسير من تلقاء ذاته.
وما زال عند الإنسان الكثير لكي يستبعد الله من فكره.
يكلمنا الرسول في فاتحة رسالة رومية فيقول: «لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ» (رو1: 20، 21). ومن هذا نعرف أمرين: الأول أن معرفة الله وصلت إلى ضمير جميع البشر. والثاني أن معرفة الله ليست هدفًا في ذاته، بل هي وسيلة لهدف. الهدف هو تمجيد الله وشكره، ولكن الأمم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه. نحن نمجد الله بالنظر لما هو عليه في ذاته، ونحن نشكره بالنظر إلى عطاياه ومعاملاته الرحيمة والكريمة معنا. ومحاولات البشر إبعاد الله عن فكرهم ترجع إلى كبرياء الإنسان وجحوده. فكبرياء الإنسان جعلته يرفض أن يمجِّد الله، وجحوده جعله يتجاهل أن يشكره. دعنا إذًا نحن الذين نعرف الله لا ننسى أن نمجده وأن نشكره.
أننا في الأبدية التي لا نهاية لها لا نقرأ سوى أننا سنمجد الله وسنشكره. إن أول عبارة مذكورة عن المفديين في السماء في رؤيا 4: 10، 11 هي «يَخِرُّ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا قُدَّامَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُمْ أَمَامَ الْعَرْشِ قَائِلِينَ: “أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ”». كما يقول كاتب العبرانيين: «لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى» (عب12: 28). فليتنا نبدأ تلك الأعمال الأكثر أهمية من الآن.
 
قديم اليوم, 09:45 AM   رقم المشاركة : ( 177295 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الله الواحد



لعلك توافقني - قارئي العزيز - أن معرفتنا بالرب الإله لا يمكن أن تكون من نتاج العقل البشري. ولو اعتقدنا يومًا أننا قد عرفنا الله بعقولنا، فحتمًا سنكتشف ضآلة هذا الإله الذي استطاعت عقولنا المحدودة أن تحتويه.
إذًا كيف نعرفه - تبارك اسمه؟ وكيف تكون لنا علاقة حقيقية معه، إلا بإستقبال إعلانه عن ذاته. وكيف نتواصل معه ونستقبل إعلانه العظيم عن ذاته، بدون الإيمان، الإيمان الذي لا يتعارض مع العقل ولكنه يسمو فوقه. الإيمان الذي به نفهم (عب11: 3).
فالله هو النور الذي لا نراه إلا بنوره، نور الإعلان الذي نقبله بالإيمان. ولقد تفضَّل الله وتنازل ليتكلم إلينا مُعلنًا ذاته؛ فوحدانية الله ونوع الوحدانية التي تليق به لَهُما من الحقائق الأولية في الإعلان الإلهي، وهي الحقيقة التي لا بد أن يسلِّم بها كل عاقل ذي منطق سليم.
فالتعدد في الكائنات لازمٌ حيث الضعف وعدم البقاء، وأما الكمال والسرمدية في الله فيقتضي الوحدانية، حيث عدم المحدودية في القدرة والعلم، والسيادة والسلطان والتواجد.
ولقد أعلن الله في كتابه المقدس حقيقة أنه
الله الواحد الذي لا إله غيره
ففي العهد القديم نقرأ:
في سفر التثنية: «إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ» (تث6: 4).
وفي سفر إشعياء نقرأ: «هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي» وأيضًا: «أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ... أَخْبِرُوا. قَدِّمُوا. وَلْيَتَشَاوَرُوا مَعًا. مَنْ أَعْلَمَ بِهَذِهِ مُنْذُ الْقَدِيمِ أَخْبَرَ بِهَا مُنْذُ زَمَانٍ؟ أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ. اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ» (إش44: 6؛ 45: 5، 21-22)
وفي العهد الجديد نقرأ:
في الأناجيل: «فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا سَأَلَهُ: أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى» (مر12: 29-30). وهنا يصادق المسيح على كتب العهد القديم وعلى إعلان الوحدانية فيها.
وأيضًا في الرسائل يقرِّر الرسول بولس بالروح القدس: «لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ» (رو3: 30). «رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ» (أف4: 5-6). «لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (1تي2: 5)
ويقرر يعقوب في رسالته: «أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ» (يع2: 19)
نوع وحدانية الله
لكن أي نوع من الوحدانية هي وحدانية الله؟
هل هي وحدانية مجردة، تُجرِّد الله من صفاته، وقد عظمت وتجلَّت ودَلَّت على حقيقة وجوده؟
أم وحدانية مطلقة؟
ولو كان كذلك، فثمه سؤال يفرض نفسه: ما الذي كان يفعله الله الواحد الأزلي قبل خلق السماء والأرض والملائكة والبشر، إذ لم يكن أحد سواه؛ هل كان يتكلم ويسمع ويحب؟ أم كان صامتًا وفي حالة سكون؟
إن قلنا إنه لم يكن يتكلم ويسمع ويحب، إذًا فقد طرأ تغيير على الله؛ لأنه قد تكلَّم إلى الآباء بالأنبياء، وهو اليوم سامع الصلاة إذ هو السميع المجيب. كما أنه يحبّ إذ إنه الودود. نعم إن قلنا إنه كان ساكنًا لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب، ثم تكلم وسمع وأحب فقد تغيّر؛ والله جل جلاله منزه عن التغيير والتطور.
إنها حقًا معضلة حيَّرت المفكّرين والفلاسفة، وجعلتهم يفضِّلون عدم الخوض فيها. فكيف لعقولهم المحدودة أن تسبر أغوارها، أو أن تعرف جوهر الله. أما الكتاب المقدس، وهو إعلان الله عن ذاته، فلقد عرفنا منه ما خفي على كل فلاسفة البشر وحكمائهم، وهو أن وحدانية الله ليست وحدانية مجردة أو مطلقة؛ بل هي وحدانية جامعة مانعة:
جامعة لكل ما هو لازم لها، ومانعة لكل ما عداه.
لكن كيف عرفنا وحدانية الله الجامعة؟
يتكلم الكتاب عن الله تارة بصيغة المفرد لأن الله واحد، ومرة بصيغة الجمع لأن وحدانيته جامعة، ولا يخفى علينا أن الجمع ليس للتعظيم، وإلا لما تكلَّم الكتاب عن الله بالمفرد إطلاقًا.
ففي العهد القديم نقرأ:
«وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا» (تك1: 26).
«وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: هُوَذَا الانْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تك3: 22).
«هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لا يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ» (تك11: 7).
«ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ: مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟ فَأَجَبْتُ: هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8).
وفي العهد الجديد نقرأ:
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا» (يوحنا3: 11).
لكن ماذا تجمع وحدانية الله؟
إنها تجمع كل مستلزمات الألوهية، كل ما يلزم قيام كائن إلهي. جامعة لأقانيم اللاهوت؛ فالكتاب يعلن أن الله واحد في ثلاثة أقانيم. وكلمة “أقنوم” ليست كلمة عربية، بل سريانية، تدل على “من له تمييز عن سواه بغير انفصال عنه”.
وهكذا أقانيم اللاهوت: فكل أقنوم، مع أن له تميز عن الأقنومين الآخرين، لكنه غير منفصل عنهما.. وبذلك كان يمارس الله صفاته في الأزل بين أقانيمه؛ فهو منذ الأزل وإلى الأبد: كليم وسميع، محب ومحبوب، ناظر ومنظور... دون أن يكون هناك شريك معه، ودون احتياجه- جَلَّت عظمته - إلى شيء أو شخص في الوجود لإظهار تلك الصفات، إذ إنه - نظرًا لكماله - مكتفٍ في ذاته بذاته.
لكن لكي نتأكد أن إعلان الله الواحد في ثالوث أقانيمه هو إعلان أصيل، دعنا نسأل:
هل هناك ذكر للأقانيم في العهد القديم؟
الإجابة نعم فعن الآب والابن نقرأ:
«إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ... اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ... قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ» (مز 2: 7- 12).
«مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَن جَمَعَ الرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ مَن صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟» (أم30: 4).
وعن الروح القدس بإعتباره الله :
«رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي» (أي 33: 4).
أن كان الأمر كذلك، فهل هناك ذكر للثلاث أقانيم معًا في العهد القديم؟ الإجابة نعم ففي إشعياء 48: 16 نقرأ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هَذَا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ».
وأيضا في إشعياء 61: 1: «رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ». وهذا ما اقتبسه المسيح حينما قرأ السفر في مجمع الناصرة في لوقا 4، قائلاً لسامعيه: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ» (لو4: 21).
وطبعًا يذكر العهد الجديد الثلاثة أقانيم معًا؛ فمثلاً:
«فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لو1: 35).
«وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُوَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!» (لو3: 22-23).
«فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ» (مت28: 19).
«نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ» (1كو13: 14).
ولكن هل قال الكتاب عن كل أقنوم إنه الله؟
سنعم فالكتاب يعلن أن الآب هو الله:

«بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ» (1بط1: 2).
والابن هو الله:
«وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ» (عب1: 8، 10).
والروح القدس هو الله:
«فَقَالَ بُطْرُسُ: يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟... أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ» (أع5: 3، 4).
ولا يسعنا أمام جود هذا الإله العظيم الذي سُرَّت مشيئته أن يعلن لنا ذاته، بل أن يعطينا نصيبًا في مقاصده الأزلية في ابنه الحبيب، لا يسعنا إلا أن نسجد، ونعبد مخبرين بأفضال نعمته.

 
قديم اليوم, 09:46 AM   رقم المشاركة : ( 177296 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أعلن الله في كتابه المقدس حقيقة أنه
الله الواحد الذي لا إله غيره

ففي العهد القديم نقرأ:
في سفر التثنية: «إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ» (تث6: 4).
وفي سفر إشعياء نقرأ: «هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي» وأيضًا: «أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ... أَخْبِرُوا. قَدِّمُوا. وَلْيَتَشَاوَرُوا مَعًا. مَنْ أَعْلَمَ بِهَذِهِ مُنْذُ الْقَدِيمِ أَخْبَرَ بِهَا مُنْذُ زَمَانٍ؟ أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ. اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ» (إش44: 6؛ 45: 5، 21-22)
وفي العهد الجديد نقرأ:
في الأناجيل: «فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا سَأَلَهُ: أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى» (مر12: 29-30). وهنا يصادق المسيح على كتب العهد القديم وعلى إعلان الوحدانية فيها.
وأيضًا في الرسائل يقرِّر الرسول بولس بالروح القدس: «لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ» (رو3: 30). «رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ» (أف4: 5-6). «لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (1تي2: 5)
ويقرر يعقوب في رسالته: «أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ» (يع2: 19)
 
قديم اليوم, 09:47 AM   رقم المشاركة : ( 177297 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




نوع وحدانية الله
لكن أي نوع من الوحدانية هي وحدانية الله؟
هل هي وحدانية مجردة، تُجرِّد الله من صفاته، وقد عظمت وتجلَّت ودَلَّت على حقيقة وجوده؟
أم وحدانية مطلقة؟
ولو كان كذلك، فثمه سؤال يفرض نفسه: ما الذي كان يفعله الله الواحد الأزلي قبل خلق السماء والأرض والملائكة والبشر، إذ لم يكن أحد سواه؛ هل كان يتكلم ويسمع ويحب؟ أم كان صامتًا وفي حالة سكون؟
إن قلنا إنه لم يكن يتكلم ويسمع ويحب، إذًا فقد طرأ تغيير على الله؛ لأنه قد تكلَّم إلى الآباء بالأنبياء، وهو اليوم سامع الصلاة إذ هو السميع المجيب. كما أنه يحبّ إذ إنه الودود. نعم إن قلنا إنه كان ساكنًا لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب، ثم تكلم وسمع وأحب فقد تغيّر؛ والله جل جلاله منزه عن التغيير والتطور.
إنها حقًا معضلة حيَّرت المفكّرين والفلاسفة، وجعلتهم يفضِّلون عدم الخوض فيها. فكيف لعقولهم المحدودة أن تسبر أغوارها، أو أن تعرف جوهر الله. أما الكتاب المقدس، وهو إعلان الله عن ذاته، فلقد عرفنا منه ما خفي على كل فلاسفة البشر وحكمائهم، وهو أن وحدانية الله ليست وحدانية مجردة أو مطلقة؛ بل هي وحدانية جامعة مانعة:
جامعة لكل ما هو لازم لها، ومانعة لكل ما عداه.
 
قديم اليوم, 09:48 AM   رقم المشاركة : ( 177298 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كيف عرفنا وحدانية الله الجامعة؟
يتكلم الكتاب عن الله تارة بصيغة المفرد لأن الله واحد، ومرة بصيغة الجمع لأن وحدانيته جامعة، ولا يخفى علينا أن الجمع ليس للتعظيم، وإلا لما تكلَّم الكتاب عن الله بالمفرد إطلاقًا.
ففي العهد القديم نقرأ:
«وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا» (تك1: 26).
«وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: هُوَذَا الانْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تك3: 22).
«هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لا يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ» (تك11: 7).
«ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ: مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟ فَأَجَبْتُ: هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8).
وفي العهد الجديد نقرأ:
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا» (يوحنا3: 11).
لكن ماذا تجمع وحدانية الله؟
إنها تجمع كل مستلزمات الألوهية، كل ما يلزم قيام كائن إلهي. جامعة لأقانيم اللاهوت؛ فالكتاب يعلن أن الله واحد في ثلاثة أقانيم. وكلمة “أقنوم” ليست كلمة عربية، بل سريانية، تدل على “من له تمييز عن سواه بغير انفصال عنه”.
وهكذا أقانيم اللاهوت: فكل أقنوم، مع أن له تميز عن الأقنومين الآخرين، لكنه غير منفصل عنهما.. وبذلك كان يمارس الله صفاته في الأزل بين أقانيمه؛ فهو منذ الأزل وإلى الأبد: كليم وسميع، محب ومحبوب، ناظر ومنظور... دون أن يكون هناك شريك معه، ودون احتياجه- جَلَّت عظمته - إلى شيء أو شخص في الوجود لإظهار تلك الصفات، إذ إنه - نظرًا لكماله - مكتفٍ في ذاته بذاته.
 
قديم اليوم, 10:13 AM   رقم المشاركة : ( 177299 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل هناك ذكر للأقانيم في العهد القديم؟
الإجابة نعم فعن الآب والابن نقرأ:
«إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ... اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ... قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ» (مز 2: 7- 12).
«مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَن جَمَعَ الرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ مَن صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟» (أم30: 4).
وعن الروح القدس بإعتباره الله :
«رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي» (أي 33: 4).
أن كان الأمر كذلك، فهل هناك ذكر للثلاث أقانيم معًا في العهد القديم؟ الإجابة نعم ففي إشعياء 48: 16 نقرأ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هَذَا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ».
وأيضا في إشعياء 61: 1: «رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ». وهذا ما اقتبسه المسيح حينما قرأ السفر في مجمع الناصرة في لوقا 4، قائلاً لسامعيه: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ» (لو4: 21).
وطبعًا يذكر العهد الجديد الثلاثة أقانيم معًا؛ فمثلاً:
«فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لو1: 35).
«وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُوَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!» (لو3: 22-23).
«فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ» (مت28: 19).
«نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ» (1كو13: 14).
 
قديم اليوم, 10:14 AM   رقم المشاركة : ( 177300 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,939

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل قال الكتاب عن كل أقنوم إنه الله؟
نعم فالكتاب يعلن أن الآب هو الله:

«بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ» (1بط1: 2).
والابن هو الله:
«وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ» (عب1: 8، 10).
والروح القدس هو الله:
«فَقَالَ بُطْرُسُ: يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟... أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ» (أع5: 3، 4).
ولا يسعنا أمام جود هذا الإله العظيم الذي سُرَّت مشيئته أن يعلن لنا ذاته، بل أن يعطينا نصيبًا في مقاصده الأزلية في ابنه الحبيب، لا يسعنا إلا أن نسجد، ونعبد مخبرين بأفضال نعمته.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024