صام الرب يسوع عقب العماد أربعين يوما واربعين ليلة على جبل التجربة، لكى ما يبدأ خدمته الجهارية بالانتصار على أبليس . ولما جاع أخيراً تقدم له المجرب قائلاً { ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا} (مت3:4) لكن رد السيد المسيح كان رافضاً مشورته الشيطان { فاجاب و قال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت4:4 ).انه نفس الحرب التى يستخدمها معنا الشيطان فيشككنا فى أبوتة الله لنا ويقول ان كنتم ابناء الله فلماذا هذه الضيقات والاضطهادات ؟ ولماذا الأمراض والاحتياج للضروريات ؟ ويوجهنا الى الأساليب الشيطانية لأشباع رغباتنا بل يلح علينا على صفحات النت وفى الاعلانات بسيل من الرغبات غير المشبعة . ونحن اذ نسير وراء قائد نصرتنا نعلم ان النفس الشبعانة بالله تدوس عسل وشهوات العالم .
لم يستخدم المخلص قدرته الإلهية فى اشباع حاجة الجسد ليعلمنا أهمية العمل من أجل ان نأكل خبزنا بعرق الجبين، وان لا نطيع الشيطان فى مشوراته ونثق فى ابوة الله الراعى الصالح والذى يهتم بخلاصنا وابديتنا حتى لو تمحصنا بالتجارب والضيقات التى بها نتنقى. اننا لابد ان نشبع بكلمة الله التى هى روح وحياة ونهتم بملكوت الله وبره وكل الامور المادية سوف تعطى لنا وتذاد . وان كان لنا قوت وكسوة فلنكتفى بهما فمتى كان لاحد كثير فليس حياته فى امواله ؟
ان الصوم والصلاة وكلمة الله المقدسة من أهم الأسلحة الروحية الى ينتصر بها المؤمن فى حروبه الروحية ، كما ان البطن سيدة الأوجاع ويجب ضبطها وترويضها فالذى يشبع شرهه بالاطعمة يستحيل عليه ان يتحرر من الاثم ويشبه من يريد أخماد النار بصب المزيد من الوقود عليها. لقد طرد ابوانا أدم وحواء من الفردوس بسبب طاعة الشيطان فى شهوة الأكل. وهكذا كانت خطية سدوم الكبرياء والشبع ووفرة الترف . أما الذى يسير حياته فى زهد وأكتفاء فلابد ان يصل الى الحياة المطوبة على الارض وفى السماء .