01 - 11 - 2024, 12:28 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الاجتهاد
"طَرِيقُ الْكَسْلاَنِ كَسِيَاجٍ مِنْ شَوْكٍ،
وَطَرِيقُ الْمُسْتَقِيمِينَ مَنْهَجٌ" [ع 19]
بينما يظن الكسلان أنه يستريح بعدم العمل، إذا بسياج من الشوك ينبت في أعماقه كما حَوله، فلا يجد سلامًا في أعماقه. أما السالك باستقامةٍ وباجتهادٍ، فمع كل ما يلاقيه من مقاومات، يصير طريقه ممهدًا. تتحول المضايقات إلى العمل لحسابه.
الأول مع كل تراخٍ تتعقد كل الأمور في حياته، فتصير حياته سلسلة من السأم الذي يحل به. أما الثاني إذ يعرف الطريق، ويتلمس هدفه في الحياة، يصعد من درجة إلى درجة. وإن تعثر في الطريق يقوم بأكثر قوة في رجاء مفرح.
إذ لم يعرف داود الكسل ترنم قائلًا: "لأني بك اقتحمت جيشًا،، وبإلهي تسورت أسوارًا" (مز 18: 29).
* إذ ينحرفون عن الطريق الملوكي يعجزون عن أن يصلوا إلى المدينة التي يلزمنا أن نبلغ إليها في رحلتنا، ويفقدون اتجاههم. يقول الجامعة: "تعب الجهلاء يحل بالذين لا يعلمون كيف يذهبون إلى المدينة" (جا 10: 15)... أعني أورشليم السماوية أمِّنا جميعًا (غل 26: 4).
* يوجد أولئك الذين يُدعون كسالي في سفر الحكمة، الذين يكسون طريقهم بالأشواك، ويحسبون الغيرة في حفظ وصايا الله أمرًا مضرًا للنفس، المعترضون على الوصايا الرسولية، الذين لا يأكلون خبزهم بالتعب، وإنما يترددون على الغير، ويجعلون من الخمول سُنة الحياة. عندئذ الحالمون، الذين يحسبون خداعات الأحلام موضع ثقة أكثر من تعاليم الأناجيل، ويدعون الخيالات إعلانات. بخلاف هؤلاء يوجد أيضًا الذين يقيمون في بيوتهم، ويحسبهم الغير غير اجتماعيين وحشيين لا يعرفون وصية الحب ولا يعرفون ثمر طول الأناة والتواضع.
القديس غريغوريوس النيسي
|