"المساير الحكماء يصير حكيمًا، ورفيق الجهال يضر" [ع 20].
الحكمة ليست أقوالًا تُتلى، ولا نظريات نتمسك بها، لكنها حياة تُعاش في كل تصرفاتنا. فالدخول في صداقات مع الحكماء بقصد التعلم والتدرب على الحياة الحكيمة يسند المؤمن. كذلك الدخول في صداقات وطيدة مع الأغبياء الأشرار له فاعليته في حياة الإنسان مهما كان حذرًا.
يُقال: "أرني أصدقائك والكتب التي تقرأها والأماكن التي تذهب إليها، وأنا أعرف شخصيتك!" كما يوجد مَثل شائع في كثير من اللغات: "الطيور على أشكالها تقع".
* قال أحد الآباء: "إذا عاش راهبٌ عمّال في مكان لا يوجد فيه رهبان عمّالين آخرين فلا يمكنه أن ينمو، إنه يستطيع فقط أن يصارع لكي لا يتأخر (أي تسوء حالته الروحية). ولكن إذا سكن راهبٌ متهاون مع رهبان عمَّالين فهو ينمو إن كان متيقِّظًا، وإلآّ فإنه لا يتأخر (أي يرجع إلى الوراء)".
* قال آخر: "إذا مشيت مع رفيق صالح من قلايتك إلى الكنيسة فهو يجعلك تتقدم ستة أشهر، وإذا مشيت مع رفيق رديء من قلايتك إلى الكنيسة فهو يؤخرك سنة".
بستان الرهبان
* لا تكن صديقًا لمحب الضحك والذي يؤثر أن يهتك الناس، لأنه يقودك إلى اعتياد الاسترخاء. لا تُظهِر بشاشةً في وجه المنحلّ في سيرته وتحفّظ من أن تبغضه. عبِّس وجهك لدى مَنْ يبتدئ أن يقع في أخيه قدامك... ينبوع عذب هو محادثة الفضلاء. مشير حكيم كسورٍ من الرجاء. صديق جاهل هو ذخيرة خسارة. أن تشاهد النادبات في منزل البكاء أفضل من أن ترى حكيمًا تابعًا لأحمق.
القديس مار اسحق السرياني
* إن كانت لك صداقة مع أحد الإخوة ويلومك فكرك على أن مخالطتك له تضرك فاقطع نفسك منه. وأنا أقول ذلك، أيها الحبيب، لا لكي تبغض الناس بل لكي تقطع أسباب الرذيلة.
القديس مار أفرام السرياني
* في الحقيقة أنه بنعمة الرب لا يمكن لأيّة عقبةٍ أن تُطيح بهدفكم السماوي: لا شهوة للغِنى، ولا تذكُّركم لأهلُكم، ولا ميراث من أقربائكم، ولا الألفة مع إخوتكم، ولا محبة أسركم، ولا المسرات أو التنعُّمات الجسدانية، ولا ولائم، ولا علاقات الصداقة، ولا مجد هذا الدهر؛ ولكنكم قد ازدريتم بكل ذلك، وأعمالكم نفسها تقتفي إثر كلام الرسول القائل: "من أجله خسرتُ كل الأشياء، وأنا أحسبها نفايةً لكي أربح المسيح" (في 3: 8).
أنبا سيرابيون
* لا ترتبط بصداقةٍ مع أي إنسانٍ إلاّ مع إخوتك الفقراء، لا تُسرع نحو أي إنسان لكي يعمل لك خيرًا، بل أسرع إلى الله وحده واهتم بخدمته، إنه هو الذي يضمّك في أحشاء أبوّته. أما أنت فاحترس من الدالَّة مع الناس ولا تكن دالَّتك كلها إلاّ بينك وبين الله. لا تُسرع نحو أي إنسانٍ لكي تستمتع بالراحة في دالَّتك معه، لا تكن لك دالَّة على مسكنه، ولا تمكث عنده دون أن تتلقّى أمرًا بذلك حتى لا تكون ثقيلًا عليه. يا أخي، إذا أردتَ أن تكون في راحةٍ كل حياتك، وأن تكون أفكارك متحدةً بالله كل ساعةٍ، اِحترس من الدالَّة مع الناس. إذا أتى إليك أخوك حسب الجسد ولم تُرد أنت أن تصدّه، فخذه وسلِّمه ليديّ أخٍ آخر حيث يجد في قلوب الإخوة راحةً له لأنها قلوبٌ مخلصة، أما أنت فامكث في مسكنك حتى لا تفقد كنوز غناك.
القديس مقاريوس الكبير
* تجرَّد من الشرّ وارتدِ البساطة، اِخلع عنك العين الشريرة والبس البساطة والقلب الرحيم. لا تُبغض أي إنسان، لا تمشِِ إطلاقًا مع ذي السيرة الرديئة، بل مع مَنْ له سيرة أكمل منك ومع الذي يكمِّل تدبيره. لا تخشَ مذمّة الناس، اِبغض كل شيء فيه ضرر لنفسك، لا تترك إرادة الله لتعمل مشيئة الناس لكي يكون الله معك.