* في هذه الحبائل يسقط الضعفاء... إذ بينما هم غير مبالين بخلاصهم، وفيما هم محتاجون تعليم الآخرين وإرشادهم، ينخدعون بحيل الشيطان تحت ستار إرشاد وحث الآخرين على التوبة. هكذا إذا ما حصلوا على ربح من حديثهم مع الآخرين يفقدون صبرهم في الأمور اللازم اقتنائها. وهكذا يصير لهم ما قاله حجي النبي: "زرعتم كثيرًا ودخَّلتم قليلًا. تأكلون وليس إلى الشبع، تشربون ولا تروون، تكتسون ولا تدفأُون. والآخذ أجرةً يأخذ أجرةً لكيسٍ مثقوب" (حج 1: 6). لأنه بالحقيقة الإنسان الذي يضع أجرته في كيس مثقوب يخسر كل ما بدا أنه قد ربحه من حديثه مع الآخرين، بسبب فقدانه لضبطه نفسه، ولارتباكه الذهني كل يوم. وتكون النتيجة أنه بينما يظن أنه يقدر أن يقتني ربحًا عظيمًا بتعليمه للغير، إذ به في الحقيقة يحرم نفسه من النمو، لأنه "يُوجَد مَن يتغانَى ولا شيءَ عندهُ، ومَن يتفاقر وعندهُ غنًى جزيل"، "الحقير وله عبد خير من المتمجّد ويعوزهُ الخبز" (أم 13: 7، 12: 9).