رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الشرير يكسب أجرة غش، والزارع البرّ أجرة أمانة" [ع 18] يربط الحكيم بين الشر والغش، وبين البرّ والأمانة. فالشر يحمل في داخله خداع للنفس وللبصيرة الداخلية، فيظن الشرير في الخطية الحياة المبهجة والسعادة أو الغنى أو الكرامة. والصديق أو البار يرى في الأمانة مع الله ومع نفسه كما مع الناس سر سعادته الداخلية. فالشر يحمل في داخله ثمره الفاسد، والبرّ يحمل في داخله مكافأته. المثل الواضح لهذا التقابل الخطير هو سنحاريب ملك أشور وحزقيا. الأول في شره كان يعيِّر الله، ويتكلم ضده في عجرفة وتشامخ. فيقول: "كما أن آلهة أمم الأراضي لم تنقذ شعوبها من يديَّ، كذلك لا ينقذ إله حزقيا شعبه من يديَّ" (2 أي 32: 17). أما حزقيا التقي، رجل الصلاة، فتمتع بخلاص من يد أشور من قبل السماء عينها. يحصد الشرير الغش الذي ظن أنه يخدع به الغير، ليجد نفسه أنه يغش ذاته. وأما الجاد في زرع بذور البرّ فيجد مكافأة أكيدة. |
|