منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 11:56 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

الخدمة في الوظائف الكنسية




الخدمة في الوظائف الكنسية



يذكر لنا العهد الجديد وظيفتين كنسيتين، هما وظيفة الأسقف، ووظيفة الشماس. وهناك فارقان بين المواهب التي تكلمنا عنها في الفصلين السابقين، والوظائف الكنسية التي نتحدث عنها الآن. أولاً: الموهبة تمارس في كل مكان حيث يوجد المؤمنون، وذلك لبنيان جسد المسيح، أما الوظيفة فهي محلية في طابعها؛ فالأسقف أو الشماس في كنيسة ما لا يمارسان عملهما (الأسقفية أو الشموسية) في كنيسة أخرى. ثانيًا: أن الموهبة تُعطى من الرب مباشرةً، ولا دخل للإنسان فيها؛ بينما الوظائف هو عمل تطوعي، واختيار الإنسان واضح فيها، سواء من جانب الشخص الذي يخدم (في خدمة الأساقفة - 1تي3: 1)، أو من جانب الأشخاص الذين تؤدى الخدمة لهم (كما في خدمة الشموسية - أع6: 3).

الأساقفة

وبمقارنة كلمة الله معًا يتضح لنا أن الشيوخ أو القسوس، هم بعينهم النظار أو الأساقفة.

ففي أعمال 20: 17-28 نقرأ: «وَمِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ (بولس) إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ الْكَنِيسَةِ. فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: ...اِحْتَرِزُوا إذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ».

واضح من هذه الآيات أن القسوس هم بعينهم الأساقفة.

ثم في تيطس 1: 5-7 نقرأ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخاً كَمَا أَوْصَيْتُكَ». ثم يقول: «لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ».

ومن هذه الآيات نفهم أن الشيخ هو بعينه الأسقف.

ثم من 1بطرس 5: 1-3 نقرأ: «أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّاراً، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاِخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ».

ومن الآيات السابقة نفهم أن الشيخ هو الناظر.

وبمراجعة هذه الأسماء الأربعة السابقة يتضح لنا أن كلمتين منها عربية، هما ”الشيخ“ و”الناظر“، وأن كلمتين منها ليستا من أصل عربي، هما ”القسيس“ و”الأسقف“. فكلمة ”قسيس“ من أصل سرياني ”قشيشو“، وترجمتها العربية هي ”الشيخ“، وكلمة ”أسقف“ أصلها يوناني ”أبيسكوبس“ وترجمتها بالعربي ”ناظر“.

ومما سبق يتضح لنا أن تعبيرين من هذه التعبيرات الأربعة يخصان السن، هما القسيس (وهي كلمة سريانية الأصل) وبالعربية شيخ، وتعبيرين يخصان الوظيفة أو العمل، وهما الأسقف (وهي كلمة يونانية الأصل) وبالعربية ناظر.

لن نشغل أنفسنا الآن بخطإ إقامة الشيوخ عن طريق التعيين البشري أو الانتخابات، فواضح أن هذا كله مخالف لكلمة الله. لقد كانت إقامة الأساقفة تتم عن طريق الرسل أو مندوبيهم (أع14: 23؛ تي1: 5). ولأن الرسل رحلوا، لكن الروح القدس باقٍ، فالروح القدس الآن هو الذي يقيمهم (أع20: 28). ولكن حيث إننا نتحدث الآن عن الخدمة في كنيسة الله، فسنحصر حديثنا في الدور الذي على كل من الأساقفة والشمامسة أن يؤدوه.

ما هي خدمة الأسقف؟
يمكننا تتبع أربعة أعمال هامة للشيوخ الذين هم الأساقفة:

أولاً: السهر التقوي على حالة القطيع
وأقصد به هنا الخطر القادم من الخارج.


فيقول الرسول بولس: «اِحْتَرِزُوا إذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذَلِكَ اسْهَرُوا» (أع20: 28-31).

فهناك خطر ممكن أن يواجه شعب الرب، سواء تعاليم كاذبة من معلمي الضلال، أو ممارسات خاطئة من الذين ينحرفون عن كلمة الله. وبيت الله ليس مجالاً لكي يتصرف فيه كل واحد حسبما يحلو له (انظر 1تيموثاوس3: 14، 15). تُرى من الذي يراقب أحوال كنيسة الله؟ هذا هو في المقام الأول دور الأسقف.

ويقول الرسول بولس لابنه تيطس: «لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ... مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِراً أَنْ ... يُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ. فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ ... يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، ... الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ» (تي1: 7-11).

وهناك صورة توضيحية عن ضرورة وأهمية السهر على أحوال القطيع، نجدها في وصف الرعاة، الذين وصلتهم البشارة بمولد المسيح في بيت لحم، إذ يقول الوحي عنهم: «كَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ» (لو2: 8). ففي الليل يكثر اللصوص، وتنتشر الذئاب، ويجب على النظار السهر لحراسة قطيع الرب.

ثانيًا: الإرشاد والقيادة لجماعة المؤمنين

أعني به مراقبة طرق المؤمنين لتشجيعهم وتوجيههم، وإنذارهم أيضًا عند اللزوم. فيقول الرسول بولس للمؤمنين في تسالونيكي: «ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيراً جِدّاً فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ» (1تس5: 12، 13).

وينبغي أن يتميز الأسقف بمحبة قلبية حقيقية لشعب الرب، بحيث إنهم يكونون موضوع صلاته واهتمامه. ويصور لنا الرسول بولس هذه المحبة الصادقة عندما قال: «من يضعف وأنا لا أضعف؟ من يعثر وأنا لا ألتهب؟» (2كو11: 29). ويقول كاتب العبرانيين عن الأمر عينه: «أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ» (عب13: 17).

والرسول بولس عندما تحدث عن محبة المسيح للكنيسة قائلاً: «فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضًا للكنيسة» (أف5: 29)، يمكن القول إن المسيح يقوت جسده عن طريق أصحاب المواهب، ويربي جسده (يعتني به ويدفئه) عن طريق الوظائف، ولا سيما الأسقفية.

ثالثًا: تقديم الطعام لشعب الرب

وهذا هو معنى كلمات الرسول لقسوس كنيسة أفسس: «أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ» (أع20: 28)، أي لتطعموهم. وأيضا قول الرسول بطرس للشيوخ: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا» (1بط5: 2)، بمعنى أطعموهم. وفي هذا قال كاتب العبرانيين: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ» (عب13: 7). فكلمة الله هي الطعام الذي يحتاج إليه شعب الله. فلا ينبغي على الشيوخ أن يقدموا لشعب الله أفكارهم هم أو أفكار البشر، ولا أقوال الآباء أو قصص الأقدمين، هذا كله ليس الطعام الذي يشبع ويقيت شعب الله، بل أن ما يبنيهم حقًا هو تقديم كلمة الله للمؤمنين. قال الرب قديمًا على لسان إرميا: «ما للتبن مع الحنطة يقول الرب؟» (إر23: 28). ولذلك فإنه من ضمن شروط الأسقف الواردة في 1تيموثاوس 3: 2 أن يكون ”صالحًا للتعليم“. ويقول الرسول لتيطس كلامًا أوضح أنه ينبغي أن يكون الأسقف: «مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ» (تي1: 9). هذا هو عمل الشيوخ، بالإضافة إلى عملهم في التدبير (1تي5: 17).

رابعًا: أن يقدموا أنفسهم أمثلة للرعية

فالناس تتعلم مما تراه أكثر من تعلمها مما تسمع. ولو كان الشيوخ مثالاً للتقوى والانضباط بين الجماعة، فعادة يكون باقي المؤمنين كذلك. في هذا يقول الرسول بطرس للشيوخ: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا... صائرين أمثلة للرعية» (1بط5: 2، 3). كما قال كاتب العبرانيين: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ» (عب13: 7)

مما تقدم يتضح لنا أنه يجب أن يميِّز الأسقف أو الشيخ المحبة العميقة للنفوس، والحكمة في التعامل معهم، والحزم لمواجهة كل انحراف، وطول الأناة للترفق بمن يضل ويتوه. فليت الرب يكثر من بيننا من يتميزون بهذه الميزات الرائعة، ويرغبون في خدمة المسيح والنفوس الغالية على قلبه. فإن هؤلاء يشتهون ”عملاً صالحًا“ (1تي3: 1). ومكافأتهم آتية في القريب العاجل، فمتى ظهر رئيس الرعاة فإنهم سينالون إكليل المجد الذي لا يبلى (1بط5: 4).

الشمامسة

كلمة ”شماس“، وباليوناني ”دياكونوس“ تعني ”الخادم“. ويقال إن الكلمة حرفيًا تعني من يهيل التراب في سيره، للدلالة على سرعة تحركه لإنجاز المهمة. ولقد وردت هذه الكلمة حوالي 30 مرة، وتُرجمت في معظم هذه المرات ”خادم“ (مثل يوحنا 2: 5-9؛ رومية 13: 4، 6؛ 16: 1؛ أعمال 6؛ ... إلخ). والمسيح استخدم هذا التعبير عن نفسه عندما قال «أنا بينكم كالذي يخدم» (لو22: 27). وكلمة الشماس لم تَرِد في الكتاب بحصر اللفظ إلا في فيلبي 1: 1، 1تيموثاوس 3: 8-13.

ما هي خدمة الشماس؟

إن كان الأسقف يُعنى بالأمور الروحية بين جماعة الرب، فإن عمل الشماس هو الأمور المادية (انظر أعمال6).

ومع ذلك فلا ينبغي أن يظن أحد أن وظيفة الشماس وخدمته هما بالأمر الزهيد. فيقول الرسول: «لأَنَّ الَّذِينَ تَشَمَّسُوا حَسَناً يَقْتَنُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَرَجَةً حَسَنَةً وَثِقَةً كَثِيرَةً فِي الإِيمَانِ الَّذِي بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ» (1تي3: 13).

إن استفانوس الشهيد الأول في المسيحية؛ وفيلبس - وهو الوحيد الذي دُعي في الكتاب أنه مبشِّر - كانا شماسين. وكثيرون من رجال الله العظام بدأوا خدمتهم بأعمال بسيطة، ولكن سرعان ما ائتمنهم الرب على خدمات أوسع. فيشوع مثلاً كان خادمًا لموسى، ولكنه صار بعد موت موسى قائدًا لشعب الله، وهو الذي أدخلهم أرض الموعد، وأليشع كان يصب ماء على يدي إيليا، ثم نال نصيب اثنين من روح إيليا عليه. ومرقس خدم احتياجات بولس وبرنابا الزمنية، ولكنه صار خادمًا نافعًا للمسيح، واستخدمه في كتابة واحد من البشائر الأربع.

أخي العزيز: إن أصغر خدمة لله أو لبيته هي عظيمة القيمة جدًا في نظر الله. فابدأ فورًا بأبسط عمل في طريق خدمة الرب، وتذكر أن الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير (لو16: 10).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن مبادئ الخدمة المسيحية الكنسية
الخدمة الكنسية
موضوع هام عن الخدمة الكنسية
ليس صحيحًا ما يُقال عن أن الرهبنة تُغري الكسالى وراغبي الوظائف الكنسية
ما هى ملابس الخدمة الكنسية ؟


الساعة الآن 09:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024