منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 10 - 2024, 12:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

من خطاب لصديق عن الخدمة




من خطاب لصديق عن الخدمة


لا يستطيع المرء أن يعمل أكثر مما يجب لسيد مبارك كالله. فنحن إذ نتأمل نعمته العجيبة المتجهة إلينا، فإن الاشتياق يستعر تلقائيًا داخلنا لأن نخدمه، ونخدمه بإخلاص. وهذا ما يُسِر قلبه فعلاً، فلا بد أن يكون أمرًا منعشًا لقلبه أن يرى نفوسًا مستعدة لأن تُنفِق وتُنفَق من أجله في هذا العالم البارد الأناني! وبكل يقين فإن هذا التوجه يسير بنفس خطى رجليه الكريمتين، إذ جاء إلى العالم كالمتمنطق «لا ليُخدَم (رغم كونه سيد الكل) بل ليَخدِم»، واستطاع أن يقول لتلاميذه: «أنا بينكم كالذي يَخدم» (لو22: 27).

لكن من الأهمية القصوى أن تكون خدمتنا حسب فكره، وإلا ما كانت الخدمة خدمة، وما جلبت الفرح لقلبه، ولا المكافأة لمن يؤدونها. وهاك بعض الملاحظات عن الخدمة عامة، لعلها تكون ذات فائدة لنا.

الخدمة (سواء كانت من نحو العالم أو في الكنيسة) في صورتها الصحيحة هي تعبير عن نعمة الله. فنعمة الله مصدرها، وهذه النعمة هي طريقته المباركة في تسديد احتياج النفوس «إذ صعد إلى العلاء... أعطى الناس عطايا» (أف 4). وأما روح الخدمة الحقيقية فهي «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أع20: 33-35). إنه هو الذي يدعو خدّامه ويعيِّنهم (غل1: 1؛ 1تي1: 1؛ أع20: 24)، وهو الذي يؤهّلهم لتلك الخدمة (2كو3: 4-6)، وهم مسؤولون أمامه، وبعد قليل جدًا سيقفون أمامه، ويعطون حسابًا عن خدماتهم أمام كرسي المسيح (1كو3: 12-15؛ 2كو5: 9).

أخي العزيز: يبدو لي أنك تنوي أن تُدخل طرفًا آخر بينك وبين الرب، وأن تقبل تعيينًا للخدمة من بشر، وأن ينفق عليك الناس ويعولوك، وأن تقدم حسابًا لهم. وهو ما نراه - بكل أسف - من حولنا في المسيحية الإسمية، سواء في الكنائس التقليدية، أو في الطوائف المختلفة. لكن هل هذا فعلاً هو ترتيب الله؟ ألا يُعتبر هذا على الأقل إزاحة للإيمان جانبًا، واستبداله بالاتكال على الدعم البشري. أوَلا يُهان الرأس عندما، أناس أقامهم البشر، يأخذون على عاتقهم مهمات خاصة به وحده؟

لو قرأت 1كورنثوس 9 بتمعّن ستحصل على بعض الأفكار القيِّمة عن هذا الموضوع. لقد احتجّ بولس في ع19 أنه كان «حرًا من الجميع»، فهل كان يستطيع أن يقول مثل هذا القول لو كان مأجورًا منهم؟ إنه يقول في ع18 إنه قدّم إنجيل المسيح «بلا نفقة» وهذا هو مجده. وعندما انتقد الناس خدمته وأرادوه أن يعطي حسابًا عن نفسه، ألم يرفض ذلك تمامًا، وذكَّرهم بأنه خادم للرب وليس خادمهم، وأنه لمولاه سواء نهض أو وقع؟

هناك حالات يدعو فيها الرب خدامه إلى خدمة خاصة، بحيث لا يقدر الذين يؤدونها أن يعملوا، ولا أن يأتوا بما يسد احتياجاتهم الجسدية؛ وفي هذه الحالات على قديسي الله أن يدبروا لاحتياجاتهم ولا يتركوهم معوزين. لكني أعتقد جازمًا أن هذه الحالات نادرة جدًا. ولم يكن الرسول واحدًا منهم، رغم تميُّز مسار خدمته، لكنه اشتغل بيديه، وسدّد احتياجاته الشخصية، ورفض أن يعوله أحد (1تس2 : 9). وإذ فعل هذا، قال لقسوس كنيسة أفسس إنه ترك لهم مثالاً (أع20: 35). يا له من خادم مبارك ومكرَّم! إنه مستعد دائمًا لأن يضحي بحقوقه وامتيازاته، لكى يتمجد ربه ويُخدَم القديسون.

وعمومًا، فإن مشيئة الرب لقديسيه هي أن يبقوا على أشغالهم «الدعوة التي دُعي فيها كل واحد فليثبت فيها. دُعيت وأنت عبد فلا يهمك، بل وإن استطعت أن تصير حرًا فاستعملها بالحري. لأن من دُعي في الرب وهو عبد فهو عتيق الرب، كذلك أيضًا الحر المدعو هو عبد للمسيح. قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدًا للناس. ما دُعي كل واحد فيه أيها الإخوة فليثبت في ذلك مع الله» (1كو7: 20-24). إني أعلم أن الذين كانوا في ذهن الرسول عند كتابة هذه الكلمات هم العبيد لا المبشّرون أو الخدام، إلا أن المبدأ سارٍ.

الرب يرشدك يا أخي المحبوب، ويحفظك من أن تقع في أي خطإ، فنحن لا يمكننا أن نخدم الرب أكثر مما يجب، ولكن لتكن خدمتنا دائمًا له حسب حقّه المعلن لنا.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لصديق مجهول
من ان تغفر لصديق
شكرا لصديق
قول كلمة لصديق عمرك
طلب صلاة عاجله لصديق في شدة


الساعة الآن 03:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024