رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
متى يترك الخادم عمله الزمني؟ هنا لا بد أن نُدرك أن الخادم، وهو في عمله، تظهر فيه الموهبة التي أعطاه إياها الرب. ولم نرَ في الكتاب شخصًا كان فاشلاً في عمله ودعاه الرب ليسلك طريق الخدمة الشائك. وقد يدعو الرب الخادم أن يخدمه حسب الوقت المُتاح له، أو يستقطع جزءًا من الوقت. وإذا اتسعت دائرة الخدمة، يدعوه الرب أن يخدمه كل الوقت؛ طبقًا لما يراه الرب، وليس حسب استحسان الشخص. ولكن لا بد أن نؤكِّد على أن الخادم هو خادم بالموهبة المعطاة له، وليس بتركه للعمل وتفرغه بالكامل لخدمة الرب. وهناك خدّام أفاضل كثيرون ظلّوا في أعمالهم الزمنية، واستخدمهم الرب لبنيان القديسين. أما أن يكون الشخص بلا موهبة ويندفع، ويدّعي أن الرب قد دعاه، وهو بلا موهبة، لمجرد أنه تعثَّر في عمله، فهذه هي الطامة الكبرى. وننبِّر على أن الأصل في الموضوع أن يظلّ الشخص في عمله وهو يخدم الرب، إلى أن يتيقن من مشيئته. أ لم يكوِّن الرب كنيسة كورنثوس مستخدِمًا بولس الرسول، حيث ظل يخدم لمدة سنة وستة أشهر، وكان بولس يعمل خيامًا هناك بعض الوقت؟ بل ظل بولس يخدم بينهم، ولم يقبل خدمة منهم، على الرغم من غناهم المادي، في حين كانت حالتهم الروحية هابطة، وفي الوقت ذاته كان يقبل خدمة من أهل مكدونيه الفقراء، حيث نقرأ المكتوب: «أم أخطأت خطية إذ أذللت نفسي كي ترتفعوا أنتم لأني بشَّرتكم مجانًا بإنجيل الله؟ سلبت كنائس أخرى آخذًا أجرة لأجل خدمتكم، وإذ كنت حاضرًا واحتجت؛ لم أُثقل علي أحد. لأن احتياجي سدَّه الإخوة الذين أتوا من مكدونية. وفي كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم، وسأحفظها» (2كو11: 7-9). كما يجب أن ننبِّر أن تفرّغ الخادم كل الوقت لعمل الرب ينبغي أن يكون نتيجة معاملات خاصة بينه وبين الرب، والرب وحده هو الذي يتحكم في هذا الأمر. وعلى الخادم أن يسير ببطء، ويبتعد عن القرارت المتسرعة، حتى لا يتم فيه القول «لم أرسل الأنبياء بل هم جروا» (أر23: 21). وعلي الشخص أن يتيقن من مشيئة الرب ليستند إلى الرب في مواجهة الصعوبات، والتي ولا بد وأن تأتي في طريق الخدمة. وغالبًا الشخص الذي يدعوه الرب للعمل يشعر بجسامة المسؤولية، ويتمنى لو تنحى عنها. انظر ماذا قال موسى للرب (خر4: 10-16)، وماذا قال إرميا للرب حين دعاه (إر1: 4-10). تسرع واحد وقال للرب: «يا سيد أتبعك أينما تمضي. فقال له يسوع: للثعالب أوجرة، وطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه» (لو9: 57، 58). |
|