رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التحفظ من الأشرار والشر 14 لاَ تَدْخُلْ فِي سَبِيلِ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَسِرْ فِي طَرِيقِ الأَثَمَةِ. 15 تَنَكَّبْ عَنْهُ. لاَ تَمُرَّ بِهِ. حِدْ عَنْهُ وَاعْبُرْ، 16 لأَنَّهُمْ لاَ يَنَامُونَ إِنْ لَمْ يَفْعَلُوا سُوءًا، وَيُنْزَعُ نَوْمُهُمْ إِنْ لَمْ يُسْقِطُوا أَحَدًا. 17 لأَنَّهُمْ يَطْعَمُونَ خُبْزَ الشَّرِّ، وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الظُّلْمِ. 18 أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِق، يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ. 19 أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَكَالظَّلاَمِ. لاَ يَعْلَمُونَ مَا يَعْثُرُونَ بِهِ. 20 يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21 لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22 لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ. 23 فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ. 24 انْزِعْ عَنْكَ الْتِوَاءَ الْفَمِ، وَأَبْعِدْ عَنْكَ انْحِرَافَ الشَّفَتَيْنِ. 25 لِتَنْظُرْ عَيْنَاكَ إِلَى قُدَّامِكَ، وَأَجْفَانُكَ إِلَى أَمَامِكَ مُسْتَقِيمًا. 26 مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ، فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ. 27 لاَ تَمِلْ يَمْنَةً وَلاَ يَسْرَةً. بَاعِدْ رِجْلَكَ عَنِ الشَّرِّ. بعد الحديث عن الجانب الإيجابي لطريق الحكمة يُحدثنا الحكيم عن الجانب السلبي، وهو التحفظ من الأشرار والشر. ربان السفينة الحكيم ليس له إلمام كامل بكل صخور المحيط والشُعب والمناطق الخطرة، لكنه يدرس بكل دقة الطريق المستقيم، ويعرف اتجاهاته، ويدرك التفاصيل الخاصة به، لذا يسير وهو مطمئن. هكذا يحيد إنسان الله عن طرق الأشرار الوعرة، ولا يفسد وقته بالانشغال بها، إنما ينشغل بطريق الحق، ويعرف ملامحه وكل تفاصيله وهو يسير فيه وهو مطمئن. "لا تدخل في سبيل الأشرار، ولا تسير في طريق الأثمة. تنكَّب عنه (تجنبه). لا تمر به. حدْ عنه وأُعبر" [14-15]. لنهرب من الالتصاق بالأشرار في سلوكهم الآثم. لنتجنب طرقهم، فلا نجاملهم على حساب خلاصنا، بل لتكن نفوسنا جادة في إغلاق كل باب يدخل بنا إلى الخطية. لا نمر مع الأشرار في طريقهم مجاملة لهم، أو رغبة في إشباع شهوات جسدية أو لنوال مكاسب مادية أو معنوية. إن لاحظنا أننا قد اقتربنا إليه فلنعطه ظهرنا ونرجع عنه ملتصقين بالرب. لنعبر عنه سريعًا حتى لا نسقط في الفخاخ. يرى القديس هيبوليتس إن الحكيم ينصحنا بالابتعاد عن طريق الهراطقة الذين في شرهم يفسدون التعاليم، كما عن المنحرفين في سلوكهم هؤلاء الذين يدعوهم بالأثمة. * الهراطقة هم "الأشرار"، والعصاة على الناموس هم الأثمة؛ يأمرنا أن نبتعد عن طرقهم التي هي أعمالهم. القديس هيبوليتس لما كان طريق الهراطقة برَّاقًا بفلسفات باطلة، وأيضًا طريق الأثمة مغريًا بملذاته الجسدية ومكاسبه المادية والمعنوية، لهذا بقوة لا يطلب منا الحكيم أن نحتفظ بمسافة ما بعيدًا عن هذه الطرق، بل نعطيها ظهورنا تمامًا. فطريق برّ المسيح هو نور، بينما طريق الشر والإثم ظلمة؛ وليست هناك شركة بين النور والظلمة، وبين البرّ والفساد، وبين الحق والباطل.إننا في حاجة إلى قائد يُدير حياتنا في اتجاه مضاد للشر، هو الروح القدس، روح المسيح القادر أن ينطلق بنا إلى حيث المسيح جالس! |
|