08 - 10 - 2024, 04:17 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
"في يمينها طول أيام،
و"في يسارها الغنى والمجد،
ومن فمها يخرج البرّ،
ولسانها يحمل الناموس والرحمة" (الترجمة السبعينية) [16].
* زينة يدها اليمنى هي امتداد الأجيال حيث يقول الكلمة:"في يمينها طول أيام".
وفي يسارها غنى الفضائل الثمينة مع بهاء المجد، "في يسارها الغنى والمجد" [16].
يتحدث بعد ذلك سليمان عن رائحة فم العروس الذكية التي تبعث رائحة البرّ الصالحة:
"من فمها يخرج البرّ (الترجمة السبعينية)" [16].
القديس غريغوريوس أسقف نيصص يرى بعض الآباء أن اليد اليمنى هنا تشير إلى الخيرات والأمجاد الأبدية، بينما اليد اليسرى تشير إلى البركات الزمنية على الأرض، لهذا تترنم العروس في النشيد قائلة: "شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني" (نش 6:2)، هذا هو صوت الكنيسة الحيّ التي تطلب الأمجاد الأبدية كيدٍ يُمنى تحتضنها، أما البركات الزمنية فلا تنشغل بها كثيرًا.
* تقول الكنيسة بصوت المختارين: "شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني" (نش 6:2).
اليد اليسرى لله تعني الخيرات الوفيرة في الحياة الحاضرة، تضعها الكنيسة تحت رأسها لكي تضغط عليها من أجل حبها السامي.
أما اليد اليمني لله فتحتضنها، لأنها في تكريسها الكامل تُشمل بالبركات الأبدية. لهذا مرة أخرى يقول سليمان إن طول الأيام (الأبدية) في يمينها، وأما في يسارها فالغني والمجد [16].
بحديثه عن الغنى والمجد أنهما موضوعان في يسارها أظهر بأية طريقة نتطلع إليهما. لهذا يقول المرتل: "خلصني بيمينك" (مز 7:117). إذ لم يقل "بيدك"، بل "بيدك اليمنى"، لكي يشير باليمنى إلى الخلاص الأبدي الذي يبحث عنه. مرة أخرى كُتب: يمينك يا رب تحطم العدو" (مز 6:15)، لأن العدو وإن كان مزدهرًا في يد الله اليسرى إلا أنه يتحطم في يده اليمنى، لأنه كثيرًا ما يرتفع الأشرار في الحياة الحاضرة، لكن مجيء البركات الأبدية (في يوم الرب العظيم) يدينهم.
البابا غريغوريوس (الكبير) جاء في الترجمة السبعينية "لسانها يحمل الشريعة والرحمة"، ويعلق القديس أغسطينوس على هذه العبارة قائلًا:
* هكذا بخصوص حكمة (الله) قيل: "لسانها يحمل الشريعة والرحمة". الشريعة التي تحكم على المتكبرين، والرحمة التي تبرر المتواضعين.
* لسنا نُبطل الناموس بالإيمان، بل نثبّته (رو3:3)، فالخوف يقود إلى الإيمان. هكذا بالتأكيد ينشئ الناموس غضبًا، حتى تهب مراحم الله نعمة للخاطي، فيرتعب ويتحول إلى تحقيق برّ الناموس بيسوع المسيح ربنا الذي هو حكمة الله التي قيل عنها: "لسانها يحمل الناموس والرحمة".
بالناموس تخيف، وبالرحمة تعين.
قُدم الناموس خلال عبيده، وأما الرحمة فيقدمها بنفسه.
كان الناموس كعصا إليشع (2مل 29:4 إلخ) بُعث بها لإقامة ابن الأرملة، ففشلت في إقامته. "لأن لو أُعطي ناموس قادر أن يُحي لكان بالحقيقة البرّ بالناموس" (غلا 21:3). أما الرحمة فكانت كاليشع نفسه، الذي حمل رمز المسيح؛ وبتقديمه الحياة للميت ارتبط بسرٍّ عظيم كما بالعهد الجديد.
* عندما قيل: "لنحب بعضنا بعضًا"، هذا ناموس! وعندما يُقال: "لأن المحبة من الله" هذه نعمة!
فإن لسان حكمة الله يحمل الناموس والرحمة. لهذا جاء في المزمور: "الذي يعطي الناموس يهب أيضًا البركات" (راجع مز 6:84).
القديس أغسطينوس
|