رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الابن الأكبر والجداء: لقد طلب الابن الأكبر جديًا من أبيه لكي يفرح به مع أصدقائه خارج البيت. وهنا يكشف لنا الكتاب عن الخاطي، ولكن في صورة أخرى هي طريق الاستقلالية عن الله. وهذا يوضح لنا أن للخطية وجهين، الوجه الأول هو الإباحية كما رأيناها في الابن الأصغر، والوجه الآخر هو الاستقلالية كما نراها الآن في الابن الأكبر. وكما استعرضنا بعضًا من أماكن ذكر الخنازير في الكتاب، نستعرض الآن بعضًا من أماكن ورود الجداء في كلمة الله. الجداء بحسب الشريعة هي حيوانات طاهرة، وكانت تُستخدم كذبيحة خطية، أي لستر الخطية من امام نظر الله. ولكن الإنسان استغل هذه الذبيحة الطاهرة إستغلالاً سيئًا، للوصول عن طريقها إلى أغراضه الدنيئة كما سنرى الآن: 1 – الجداء والمكر والخداع: في تكوين 27 نجد أول مرة تُذكر فيها الجداء في أول قصة مكر وخداع بين ابن وأبيه، عندما خدع يعقوب أباه إسحاق لكي يأخذ البركة، وقد كانت الوسيلة التي استخدمها يعقوب لهذا الغرض هي جديين جيدين من المعزى. وهنا نجد الإنسان سارقًا وخداعًا وماكرًا مستخدمًا هذه الذبيحة الطاهرة، لكن لإغراض ذاتية، وليس لمجد الله. 2 – الجداء والقتل والغدر: في تكوين 37 نجد قصة يوسف بن يعقوب عندما غدر به إخوته وأرادوا قتله، وقد كانت الوسيلة لإخفاء فعلتهم جديًا. 3 – الجداء والزنى:في تكوين 38 نجد حادثة زنى داخل نطاق الأسرة، في قصة زنى يهوذا مع ثامار امرأة ابنه. وزنى مثل هذا لا يسمى بين الأمم حتى تكون للإنسان امرأة ابنه. يا للكارثة! وقد كان الثمن لارتكاب هذه الخطية هو جديًا من المعزى. هذا هو الإنسان الذي يملأ ملء شدقيه قائلاَ: «قط لم أتجاوز وصيتك». ها نحن نراه سارقًا قاتلاً، زانيًا، ويا للأسف كم من أناس داخل جدران الكنائس ولكنهم مستعبدون للشر والخطية. 4 – الجداء ونهايتها: في متى 25 : 33، 41 نجد المصير الأبدي التعيس للأشرار المشبَّهين بالجداء، عندما يقفون عن اليسار أمام الرب الديان، ويُقال لهم: «اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته». هذا هو مصير كل من يتستر وراء الأمور الروحية للوصول إلى أغراض جسدية. |
|