منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 10 - 2024, 01:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106



مخاوف كارز


مخاوف كارز




كان الرسول بولس أعظم الكارزين بالإنجيل، وربما كان أعظمهم تأثيرًا. أينما توجَّه برهن على مضاء السلاح الذي استعمله، وعلى أن الإنجيل هو قوة الله للخلاص. برهن على أنه مُرسل من الله للخدمة، ولم تتجمع لأحد أسباب تجعله يثق في خدمته كما تجمعت لبولس.

ولكن مع هذا نرى الرسول في جميع حياته كانت تحوطه المخاوف؛ مخاوف حقيقية، مخاوف ماثلة باستمرار، كما أنها كانت وطيدة الأساس. مخاوف جعلته يواصل السهر والصلاة، مخاوف من أمور قد تحصل فعلاً إن لم ينتبه إليها ويحتاط لها. «كنت عندكم في ضعفٍ، وخوفٍ، ورعدةٍ كثيرةٍ» (1كو2: 3)، «من خارج خصوماتٌ، من داخل مخاوفُ» (2كو7: 5). ومن وقت لآخر كان يعلن هذه المخاوف التي أضنت فكره «ولكني أخاف أنه... لأني أخاف إذا...» (2كو11: 3؛ 12: 20).

ما الذي كان يخشاه الرسول بولس باستمرار على هذه الكيفية؟ إن المخاوف التي تسلّطت عليه كانت ناتجة عن دعوته. وكل كارز يريد أن يقتفي آثار خطوات الرسول يجب أن يضعها أمامه.

إن كل كارز له أمور كثيرة يجب أن يحسب لها حسابًا. إنه هدف لسهام الشيطان. إن نفس دعوته حرب مع العدو الذي يجتهد في أن يسكته، وإن لم ينجح في ذلك، عمل أن يجعل خدمته عديمة الفائدة.

كم من الكارزين قد اقتنصهم الشيطان لعدم تيقّظهم للأخطار التي تحيط بإرساليتهم. ونورد هنا بعض الأمور التي كان يخافها الرسول ولأنه خافها نجا منها:

أولاً: تصرفه الشخصي

يقول «حتى لا (لئلا) أصير أنا نفسي مرفوضًا» (1كو9: 27). علم أن هناك خطرًا عظيمًا، فلم يعِش كيفما اتفق بل ”ضبط نفسه في كل شيء“، ”ركض لكي ينال“، ”ضارب كأنه لا يضارب الهواء“، ”قمع جسده واستعبده“ ولماذا؟ «حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفُوضًا». أشد ما كان يخشاه أنه إذا تصرف تصرفًا غير لائق، تُلغى خدمته وتُزحزح منارته، وهو نفسه يُرفض من المركز السامي؛ مركز كارز بالإنجيل.
ولكي نعرف هل لخوف الرسول من هذه الناحية أساس، دعنا ننظر حولنا إلى الأمثلة المؤلمة العديدة. كم من الأصوات التي دوَّت فيما مضى بقوة وبركة هي اليوم صامتة في خجل، فيحسن بنا أن نخاف «إذًا من يظن أنه قائمٌ، فلينظر أن لا يسقُطَ» (1كو10: 12).

ثانيًا: تأثيره
خاف الرسول ”لئلا يُعثر أخًا“ (1كو8: 13). علم أنه ككارز له تأثير كبير. كما وإن هذا التأثير لم يكن محصورًا في كرازته بل تعدّاها إلى حياته العملية. لأن أثمار الإنسان هي فيما يفعله لا فيما يقوله. ولذا أخضع نفسه لقيود، لولا ذلك ما كان ليخضع لها. فامتنع عن أشياء هي في حد ذاتها جائزة، لئلا يجرح باستعمال حريته الضمائر الضعيفة، ولئلا بمعرفته يهلك الأخ الضعيف ”الذي مات المسيح لأجله“. ما كان أشد حرصه من هذه الناحية، لا سيما وهو يعرف أن المؤمنين يلاحظونه ويقتدون به. وكم يجب أن يكون حرص كل كارز لئلا يعثر به أحد الإخوة! إن مجرد قراءة كلمات الرب الرهيبة عن هذا الموضوع في متى18: 6 تُلقي في القلب رعبًا.

ثالثًا: نفسه
كانت امتيازاته خطرًا عليه. فما تمتع به من «مناظر الرب وإعلاناته»، كان خطرًا يهدد تلك الصفة المسيحية الجليلة المعرضة للزوال بسرعة ألا وهي التواضع. كان يخاف ”لئلا يرتفع“ لهذا أُعطي الشوكة.

إن كبرياء الواعظ هي أبشع خطية، بل وأول الخطايا التي تقلب علينا سبلنا ولذلك لا يأتمن الرب إلاّ القليلين جدًا على نجاح عظيم لأنه يخاف لئلا نختزن العلم في رؤوسنا فيقودنا إلى الانتفاخ. هذا أمر مُحزن للغاية ولكنه واقعي، فحتى الرسول بولس كان يجب أن يلطمه ملاك الشيطان حتى يحفظه متواضعًا أمام الرب، وإلاّ ما كان ليستطيع الله أن يتمم بعبده ذلك العمل العظيم الذي أجراه.

من منا لا يُعجب بإكليل بولس، ولكن في الوقت نفسه من منا لا يجزع من شوكته. من السهل أن نظن أنفسنا شيئًا بينما نكون لا شيء، وبهذا نحصل على القليل من البركات الإلهية، وقد لا نحصل على شيء بتاتًا.

رابعًا: لئلا يُدخِل ذاته في الخدمة

لقد امتنع عن أن يعمّد من يولدون بواسطته «حتى لا يقول أحدٌ إني عمدتُ باسمِي» (1كو1: 15). كان هذا خطرًا حقيقيًا، خطرًا أُختبر في كورنثوس حيث وجد أولئك الذين قالوا «أنا لبولس».

من السهل أن نكرز بأنفسنا، وإذ عرف بولس هذا، يقول «فإننا لسنا نكرزُ بأنفسنا، بل بالمسيح يسوع رَبًّا، ولكن بأنفسنا عبيدًا لكم من أجل يسوع» (2كو4: 5). إنها تجربة عظيمة أن نبرز أنفسنا بكرازتنا، أن نُدخل شخصيتنا في عملنا لله، أن نجمع الناس حولنا عوضًا عن أن نجمعهم حول ذاك الذي نكلمهم عنه، أن نحوّل الأنظار إلى نفوسنا أكثر من تحويلها إلى الرب. كم من الكنائس قد قاست الكثير من جراء جعل إحدى الشخصيات مسيطرة على العبادة بجميع أجزائها. ليس من السهل على شخص يشعر بتمتعه بقدرة روحية ومواهب عالية أن يظهر منكرًا لذاته في خدمته وقائلاً: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقُصُ» (يو3: 30).

خامسًا: لئلا يختار حقلاً يسهل العمل فيه

يقول «لئلا أبني على أساسٍ لآخَرَ» (رو15: 20). إنه لأمر سار وسهل غالبًا أن نحصد حيث زرع آخر، وأن نرى نتيجة لسنا نحن العاملين فيها. قد يكون هذا بترتيب الله. إن القول: «إن واحدًا يزرعُ وآخر يحصُدُ» صادق، وكذلك القول «يفرح الزَّارع والحاصد معًا» (يو4: 36، 37)، ولكن مع هذا لنحترص من خطر اختيار مكان للخدمة، لا لشيء سوى لأنها سهلة في هذا المكان. نختاره لأن فأس الفلاحة قد عملت فيه، لأن حامل مبذر الزرع قد ذهب ذهابًا بالبكاء ولم يبقَ سوى القليل حتى تُحمل الحزم.

سادسًا: لئلا يُعطَّل الإنجيل

تكلم بشجاعة عن حقه في الأمور الزمنية عند من كرز لهم «إن كنا نحن قد زرعنا لكم الرُّوحيِّات، أ فعظيمٌ إن حصدنا منكم الجسديَّات؟» (1كو9: 11) ومع أنه أظهر حقه هذا، رفض استعماله. لماذا؟ خاف لئلا باستعماله يعطل إنجيل المسيح «بل نتحمَّل كل شيءٍ لئلاَّ نجعل عائقًا لإنجيل المسيح» (1كو9: 12). كان أمرًا مُشبعًا لنفسه أن يكرز بالمسيح مجانًا. لم ينسب لنفسه فخرًا إذ نادى بالإنجيل، بل اعتبر هذه المناداة أمرًا لا مفر منه. كانت الضرورة موضوعة عليه «ويلٌ لي إن كنتُ لا أُبشِّرُ» (1كو9: 16)، ولكنه افتخر بالمناداة بالإنجيل مجانًا. لم يكن ممكنًا أن يُقال بأنه كرز لأجل معيشته الزمنية. كان ”خيرًا له أن يموت“ من أن يقال عنه هذا، لأنه بذلك يتعطل الإنجيل في عمله المجاني بين الناس. إنه أمر ضار جدًا بالإنجيل وجود جماعة من الناس يعتبرونها مهنة لهم (بمعنى عالمي) أن يُكرز بالإنجيل. كم من الخدمات قد فقدت قوتها بين السامعين إذا اعتبروا صاحبها مأجورًا، وليس حرًا في عقيدته التي يتمسك بها، حرصًا على معيشته، ولا حرًا في الكرازة بها، إذ هو ملزم بأن يقوم بذلك. هذه الحجة تُعتبر باطلة بالنسبة لكثيرين من خدام المسيح الأتقياء، ولكنها مع ذلك لا تزال حقًا بالنسبة للكثيرين ممن يكرزون بالإنجيل.

سابعًا: لئلا يهرب من عار الإنجيل

«لأن المسيح أرسلني... لأُبَشِّرَ، لا بحكمة كلامٍ لئلا يتعطَّل صليب المسيح» (1كو1: 17). عزم الرسول ألا يعرف بين الناس إلاّ المسيح وإياه مصلوبًا. لم تكن كرازته بكلام الحكمة الإنسانية المُقنع، بل ببرهان الروح والقوة، لكي لا يكون إيمان الناس بحكمة إنسانية بل بقوة الله (1كو2: 4، 5).
لا يوجد فخ أمام الكارز بالإنجيل أخطر من هذا الفخ الذي خشيه الرسول واحتاط له، إذ من السهل جدًا أن يقع الكارز في خطية تنميق وتنظيم الأقوال لكي يُسرّ سامعيه.

ما أكثر ما يُعتبر اليوم كرازة بالإنجيل مع أنه (حتى في الدوائر التبشرية) لو امتحن لوجد أنه لا يحوي سوى القليل جدًا من صليب المسيح، إذ قد جعل الكارزون همّهم في هذه الأيام أن يُحرّضوا على الاقتداء بحياة المسيح، وكثيرًا ما يذكرون صليب المسيح نفسه حاملاً معنى مخالفًا لمعناه الإنجيلي الحقيقي.
إن صليبًا غير دموي ليس هو بصليب المسيح. لا يخشى الشيطان كارزًا ما إذا استطاع أن يحوّله عن الكرازة بالدم التكفيري، إذ بهذا التحويل يجعل صليب المسيح عديم التأثير. «إذًا عثرةُ الصليب قد بَطَلَتْ» (غل5: 11).

ثامنًا: لئلا يتعب عبثًا

كم كانت محبته لمن يتعب لأجلهم عظيمة (في2: 16)! كم بكى عليهم، وصلى من أجلهم. كم حذَّرهم وحرَّضهم. كم افتخر بمن ربحهم. «لأن من هو رجاؤنا وفرحُنا وإكليل افتخارنا؟ أم لستم أنتم أيضًا أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه؟ لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا؟» (1تس2: 19، 20).

وما معنى كارز أو كرازة بدون ربح النفوس؟ وكم يكون العمل عبثًا إن لم يحصل الكارز على هذه النتيجة. لا تكون الكرازة سوى نحاس يطن أو صنج يرن، سوى صوت عال أو منخفض، يستمر برهة ثم يبطل إلى الأبد.

إن الراجعين إلى الله هم ”شهادات الاعتماد“ للكرازة «أنتم رسالتنا... معروفةً ومقروءةً من جميع الناس» (2كو3: 2). يجب أن يكون أكثر ما يخشاه الكارز خدمة بلا ثمر. للكارز تحت تصرفه سلاح هو قوة الله للخلاص. وإذا ظهر هذا السلاح عديم القوة في يده فيجب أن يفتش في دموع وانكسار قلب عن السبب. لا يمكن أن يرجع السبب إلى السلاح نفسه بل قد يرجع إلى الكارز. على الكارز أن يمتحن نفسه وخدمته وطريقة توصيلها للسامعين إذا ظهر أن خدمته غير مفيدة.

وأخيرًا دعنا نتذكر أنه جيد لنا أن نخاف. إن صحونا للأخطار أكبر واقٍ منها ”فلنخف“.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التائب هو أقوى كارز فى الكنيسة
اي شخصية تختار : كاهن أم كارز؟
كارز العثرة
كارز أينما وجد!
كارز للكل


الساعة الآن 09:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024