رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دانيآل وموقفه أمام الملوك: حظى دانيآل بفترة عمرية طويلة نسبية ربما تخطت التسعين عامًا، فعاصر ملوك من إمبراطوريات مختلفة، فذُكر أنه عاصر ٤ ملوك: نبوخذ نصر، بَيْلْشَاصَّرُ، داريوس، كورش، ولكن لم تتغير شخصيته رغم تغير الملوك، فمع جميعهم ثبت على شجاعته. فعندما وقف أمام نبوخذ نصر لم يجامله على حساب الرب بل أخبره بما لا يجرؤ أحد على قوله لمدير في العمل وليس لرئيس أكبر دولة في العالم «... هَذَا هُوَ قَضَاءُ الْعَلِيِّ الَّذِي يَأْتِي عَلَى سَيِّدِي الْمَلِكِ: يَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ وَيُطْعِمُونَكَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ ... حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ» (دانيآل٢٤:٤-٢٥) كيف لشخص مسبي أن يمتلك الجرأة هذه؟ الإجابة هي الإيمان الواثق في الله، لم يخشَ على نفسه، بل وضع الله أولًا. وتمر الأيام ويقف أمام آخر وهو بَيْلْشَاصَّرُ، ويبلغه أيضًا بقضاء الله، «أَحْصَى اللَّهُ مَلَكُوتَكَ وَأَنْهَاهُ... وُزِنْتَ بِالْمَوَازِينِ فَوُجِدْتَ نَاقِصاً... قُسِمَتْ مَمْلَكَتُكَ وَأُعْطِيَتْ لِمَادِي وَفَارِسَ» (دانيآل٢٦:٥-٢٨)، فلم تغير الظروف دانيآل، بل أظهرت حقيقة ثباته في الله. |
|