لكي يعوِّض الشيطان هذا الانهيار الرهيب في مقامه، أمام قوة ابناء الله لم يكتفِ بكونه عدوًا للخير وفاسدًا لخليقة الله ومُعطلاً لمقاصد ملكوته، مستعينًا بذكائه وقوته التي أُعطيت له من الله عندما خُلِق، وأيضًا رئاسته لمملكة ضخمة ومُنظَّمة. لكنه سعى لتضخيم قدراته في أذهان البشر، وخلق صورة ذهنية كاذبة أنه غير محدود، للدرجة التي جعلت البشر مرعوبين منه؛ فيتحاشون محاربته ويخافون عصيانه، بل والبعض عبدوه من فرط قوته الدعائية.
لكن شكرًا لله من أجل كتابه المقدس الذي فضح لنا هذه الحيلة وغيرها، وأظهر لنا أن إبليس محدود القدرات، فهو عاجز عن الإيذاء أمام حماية الله لعبيده، كما اعترف لله عن أيوب: «أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟» (أيوب1: 10).