رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خيانتهم للمسيا: 12 فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا». فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 13 فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ». فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 14 ثُمَّ قَصَفْتُ عَصَايَ الأُخْرَى «حِبَالًا» لأَنْقُضَ الإِخَاءَ بَيْنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. لم يرد الله أن يقدم هذه الصورة القاتمة عما يصل إليه أهل الختان بسبب رفضهم للمسيا دون الكشف عن صورة هذا الرفض في عملية الخيانة التي يقوم بها يهوذا ضد سيده مقابل ثلاثين من الفضة، تمثل خيانة الشعب كله، إذ قيموه بثمن عبد يستحق الموت. "فقلت لهم إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلاَّ فامتنعوا، فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة، فقال ليّ الرب: القها إلى الفخاري في بيت الرب" [12-13]. أولًا: ما هي الفضة التي قُدمت كثمن لخيانة الرب؟ يقول القديس ديديموس الضرير: [لنتناول الأجرة والفضة من الناحية الروحية. غالبًا ما تُشير الفضة إلى العلم الإلهي والكلمة الإلهية، كالقول: "كلام الرب كلام نقي فضة مصفاة في بوطة في الأرض ممحوصة سبع مرات" (مز 12: 6)، وجاء في الأمثال: "لسان الصديق فضة مختارة" (أم 10: 2). هنا كلمة "لسان" تعني "كلام". لكن ليس كل كلمة "فضة" تؤخذ بمعنى صالح، إذ يقول الرب عن كهنة اليهود الضالين: "صارت فضتك زغلًا" (إش 1: 22). هنا لا يتهم الفضة في ذاتها وإنما كلامهم المخادع، فيقول الرب عن الناطقين بهذا الكلام: "فضة مرفوضة يدعون، لأن الرب رفضهم" (أر 6: 3)، إذ رفض المخادعين للغيرة وكاسري الوصايا. بنفس الطريقة نفهم ما قيل في الأمثال إن الفضة المعطاة للخداع يجب أن تؤخذ على أنها قطعة من الفخار (أم 26: 23)، هذا هو كلام الذين لا يهتمون إلاَّ بالأرضيات (الفخار الترابي) الذين قيل عنهم بإشعياء: "صوتهم يأتي من الأرض" (إش 8: 19). إذن توجد أنواع من الفضة، فإذ قرر أهل الختان اجرة عن من تألم من أجلهم ثلاثين من الفضة (مت 20: 28؛ مر 10: 5؛ يو 10: 15)... دفعوا فضة مغشوشة... مقدمين كلام غش. وفي المسيحية أيضًا يوجد أُناس معتقداتهم خاطئة "السالكون في مكر والغاشون كلمة الله" (2 كو 4: 2)، يفهمون كلمة الله حسب أهوائهم. هؤلاء يجب أن نحذر منهم ونحسب أحاديثهم فضة مغشوشة]. كأن اليهود وأصحاب البدع إذ يقدمون كلمات غاشة ومخادعة يبيعون السيد بفضة غاشة! ثانيًا: حسبوه عبدًا فدفعوا الثمن ثلاثين من الفضة ثمن العبد (خر 21: 32). ولعل رقم 30 يرمز إلى تدنيس الحواس الخمسة، فإن كان رقم 6 يُشير إلى النقص(63) فإن رقم 5 (الحواس) مضروبًا في 6 ينتج 30. وكأن خيانة السيد المسيح ثمنها هو تدنيس حواسنا لحساب عدوه إبليس عوض تقديسها له. ثالثًا: ماذا يعني بالفخاري الذي ألقيت فيه الفضة في بيت الرب؟ يرى القديس ديديموس الضرير إن الفضة الغاشة التي دفعت ثمنًا للسيد المسيح لخيانته تلتقي في بيت الكتاب المقدس الذي هو بيت الفخاري حيث النار الفاحصة فيفضح خداعاتهم ويكشف تعارضهم مع النبوات الخاص بالسيد. رابعًا: إذ يتعامل الفخاري مع التراب والطين مع النار فإن إلقاء الفضة في بيت الفخاري يعلن عن طبيعة قلبهم الترابي الأرضي، لا يليق به أن يوضع في القصور أو الخزائن وإنما في التراب. خامسًا: بهذا الثمن أُشتري حقل دعي "حقل الدم" أُستخدم لدفن الغرباء (مت 27: 7) إشارة إلى قبول الأمم حيث ندفن مع المسيح بثمن دمه لنقوم معه. يقول القديس جيروم: [ثمن المسيح هو موضع دفننا وقد دُعي الحقل "حقل دم"، إنه حقل دم اليهود لكنه موضع دفننا، لأننا نحن غرباء وأجنبيون وليس لنا موضع راحة. لقد صلب ومات ونحن دفنا معه]. سادسًا: يختم حديثه عن رفض المسيا وخيانتهم له بالقول: "ثم قصفت عصاي الأخرى حبالًا (الوحدة) لأنقض الاخاء بين يهوذا وإسرائيل" [14]. ويرى القديس ديديموس الضرير أن العصوين يجتمعًا معًا ويتحدا كعصاة واحدة كما جاء في (حز 37) عندما يرجع اليهود في آخر الدهور ويقبلوا السيد المسيح فيصيروا مع يهوذا (كنيسة العهد الجديد) واحدًا بدخولهم الإيمان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | الإنسان الصالح كرمزٍ للمسيا |
مزمور 45 - تسبحة العُرس للمسيا الملك المحارب |
لتصيرك تلميذا للمسيا |
شرف ومسئولية أن نكون شهودا للمسيا |
ليتنا كالمجدلية نشهد للمسيا أمام الولاة |