رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماضي حياة إبراهيم يشير الرسول بطرس إلى الوقت ما قبل الطوفان بالقول "العالم الكائن حينئذ"، كما يتكلم بولس عن "العالم الحاضر الشرير" (غلاطية 1: 4)، وفي النهاية عن "العالم العتيد" أي العالم الألفي (عبرانيين 2: 5). إذن فهناك العالم الكائن وقتئذاك، والعالم الحاضر الآن ثم العالم الآتي. فالعالم الذي كان قبل الطوفان قد خرب عند السقوط، وامتلأ شراً، وقد احتمل الله شر هذا العالم المتزايد لنحو 1650 سنة إلى أن أفسدت الأرض وامتلأت ظلماً، ففاض الماء على العالم الكائن حينئذ فهلك (2 بطرس 3: 6). وبعد الطوفان بدأ يتكون العالم الحاضر الذي يتميز بعناصر جديدة، حيث أدخل مبدأ الحكومة، إذ أراد الله في رحمته أن لا يدع الشر يمر دون توقيع حكم على مرتكبيه، وهكذا أصبح الإنسان مسئولاً بوضع حد للشر عن طريق الحكم على الشرير فأخبر نوحاً أن "سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه". ولكن كما فشل الإنسان وهو في حالة البراءة وفسد العالم قبل الطوفان، هكذا فشل الإنسان في الحكم وأفسد العالم الحاضر وكما هو دائماً فحيث يوضع الإنسان تحت المسؤولية فإنه يفشل من البداية، وهي بعينها ذات الأشياء التي تميز حكومات العالم دائماً، فهؤلاء الذين هم في السلطة يفشلون في الحكم أما المقاومون لهم فيسخرون من فشلهم، وفضلاً عن ذلك ففي الماضي وجدنا الناس تسيء استخدام مبدأ الحكومات، نوح الذي أعطي السلطان أن يحكم فشل حتى في الحكم على ذاته، فسكر وتعرى وهزأ به لبنه، وهكذا على مر الأيام أساء الناس الحكم، وأخذوا يعظمون أنفسهم ويعملون بالاستقلال عن الله فقالوا "هلم نبن لأنفسنا مدينة ... ونصنع لأنفسنا اسماً"، وهكذا في النهاية صار العالم مرتداً، وسقط في الوثنية، إذ نقرأ: "هكذا قال الرب إله إسرائيل، آباؤكم سكنوا عبر النهر منذ الدهر تارح أبو إبراهيم وأبو إبراهيم وأبو ناحور وعبدوا آلهة أخرى" (يشوع 24: 2). وهكذا كان القضاء لكبح جماح شر الإنسان أن يتفرق العالم إلى قبائل مختلفة وأمم متباينة ولغات متفرقة. هذه بداية العالم الحاضر الشرير، وهذه في صفته الشريرة التي تتزايد شيئاً فشيئاً حتى ينضج لوقوع القضاء عليه. إنه العالم الذي أدخل الله فيه مبدأ الحكومات ولكن الإنسان خربه وأفسده عندما عملوا بالاستقلال عن الله وعظموا أنفسهم وفي النهاية ارتدوا عن الله وسقطوا في الوثنية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة إبراهيم المُظفرة |
حياة إبراهيم الجوهري |
حياة إبراهيم |
حياة إبراهيم |
الإيمان في حياة إبراهيم |