منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 173931 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






حلول المسيح في قلوب المؤمنين والمؤمنات وبواسطة الروح القدس له غاية معيّنة ألا وهي أن يعرفوا محبة المسيح التي تفوق المعرفة! المحبة هي أساس ودافع الحياة, أي تلك المحبة النابعة من معرفة واختبار محبة المسيح لنا نحن البشر تلك المحبة التي تفوق المعرفة.
فمهما حاولنا وجاهدنا لن نستطيع سبر غور المحبة اللانهائية التي بها أحبنا يسوع المسيح. لقد أحبنا المخلّص نحن بني البشر الذين أخطأنا ضد الله وكسرنا وصاياه وتعدّينا على شرائعه وأحكامه.
فمع أننا كنا نستحق غضب الله وعقابه الأبدي, عاملنا الله معاملة تفوق تصوّراتنا عندما أرسل ابنه الوحيد إلى عالمنا ليموت عنّا مكفّراً عن جميع خطايانا وآثامنا ومعاصينا. يناشدنا الرسول بولس بأن نتأمل ملياً في محبة المسيح لنا لكي نمتلئ إلى ملء الله. وهذه العبارة تشبه ما ورد سابقاً عن حلول المسيح في قلوب وأفئدة المؤمنين والمؤمنات.
لا يعني هذا الامتلاء إلى ملء الله ما علّمه بعض الفلاسفة والمجتهدين أي ذوبان الشخصية البشرية في الذات الإلهية.
هكذا آراء بعيدة كل البعد عن تعاليم الكتاب المقدس التي تشدّد على وجود فارق جوهري وحدّ لا يخترق بين الذات الإلهية والذات البشرية المخلوقة.
فما يعنيه الرسول هو أن تتحقق في حياة المؤمن تلك العلاقة الحيوية الإيمانية بين الله والذين اختبروا خلاصه الجبّار الذي تمّ في المسيح يسوع والذي ينادي به في خبر الإنجيل.
 
قديم اليوم, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 173932 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




السلوك في الإيمان

لقد عرفت البشرية منذ فجر التاريخ مثلاً عالياً تدين بها. وليس هناك من حضارة خلت منها وإن اختلفت في تفاصيلها بين أمة وأخرى أو شعب وأخر. ومجرّد ذكر مثل أعلى يدل على أنه يعلو فوق مفهوم الفرد لما يجب أن يسيّر أمور حياته. وعلى الغالب تنشأ المثل العليا بعد تجارب حياتية عديدة لجماعة من الناس ضمّهم التاريخ والجغرافيا وغير ذلك من الروابط الاجتماعية.

ومع وجود المثل العليا في حياة بني البشر إلا أنه من المسلّم به أنّ العديدين من الناس لا يعيشون بمقتضى هذه المثل. ما أكبر البون الشاسع الذي يفصل بين ما يدين به الناس وسلوكهم اليومي! هذا أمر مؤسف للغاية ولكنه لدليل على وجود خلل أو علّة في جسد البشرية جمعاء والذي يمنع الإنسان عن تكييف حياته بمقتضى مثله العليا. ونظراً لهذه الظاهرة التي تلاحظ في حياة البشرية نجد أن الرسول بولس كان يعالج دوماً في رسائله إلى جماعات الإيمان المنتشرة في سائر أنحاء العالم المتوسطي أموراً عملية. وهكذا ناشد الرسول أهل الإيمان في مدينة أفسس والتي كانت تعدّ وسطاً تجارياً هاماً في القرن الأول الميلادي ومركزاً لعبادة الآلهة أرطاميس قائلاً:

فأحثّكم إذن, أنا الأسير في الرب, أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم بها, بكل تواضع ووداعة وأناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة, مجتهدين أن تحفظوا وحدة الروح برباط السلام.

كان الرسول بولس قد علّم المؤمنين والمؤمنات في أفسس عن أمور عقائدية هامة, كدعوة الله لهم بناء على اختيارهم في المسيح يسوع قبل أجيال التاريخ والفداء المجاني الذي قام به المسيح لصالحنا نحن الخطاة الأثمة. وشدّد على مركزيّة الإيمان للحصول على الخلاص المجاني الذي تمّ لصالح البشرية على الصليب. ووصل الرسول إلى قمّة تعاليمه عندما قال:

وتعرفوا محبة المسيح التي تفوق المعرفة, لكي تمتلئوا إلى ملء الله. وهذا الامتلاء لا يعني ذوبان الشخصية البشرية ضمن الذات الإلهية كما علّم البعض, بل يتم هذا الأمر بالإيمان. يبقى الله الإله الواحد السرمدي ويظلّ الإنسان مخلوقاً, لكيانه ولطاقاته حدود معيّنة.

لكنه لا يكفي للمؤمن بأن يقول عن نفسه: أنا متشبّث بجميع هذه التعاليم السامية التي نادى بها الرسول بولس. هذا أمر هام وجيّد وحسن أن يتعلّق الإنسان بمعتقداته. لكنه ملتزم أيضاً لترجمة هذه المعتقدات إلى حياة منسجمة كل الانسجام مع ما يدين به. وبعبارة أخرى يطلب منا بولس بأن يكون سلوكنا اليومي سلوكاً إيمانياً.

وكان بولس قد كرّس حياته بأسرها لخدمة المسيح وعمل الرسول على حمل بشارة الإنجيل إلى سائر العالم المتوسطي ولم يسمح للاضطهادات بأن تعيق مسيرته الإيمانية. وعندما كان يملي هذه الرسالة إلى جماعة الإيمان في أفسس, كان قد فقد حريته, وصار سجيناً للسلطات الرومانية. وهذا ما دفعه إلى القول بأنه كان أسيراً للمسيح. فمع أن ممثل الإمبراطورية الرومانية هو الذي كان قد أمر بسجنه إلا أن الرسول نظر إلى حالته من منظور خدمته للمسيح وقال: أنا أسير في الرب. فلو لم يعمل بولس في حقل الإنجيل لما كان قد تعرّض للاضطهاد أو السجن!

كان بولس يعيش على أساس إيمانه وهذا ما دفعه لمناشدة أهل الإيمان بأن يسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعوا بها, أي أن يعيشوا بطريقة تظهر فيها حيوية إيمانهم. وأتى الرسول على ذكر بعض ثمار ذلك السلوك المنطبق على الإنجيل الخلاصي فقال:

بكل تواضع ووداعة وأناة, محتملين بعضكم بعضاً في المحبّة.

هذه الصفات التي كان على المؤمنين والمؤمنات أن يتحلّوا بها لم تكن صفات مقبولة لدى معاصري الرسول في بلاد المتوسط. نظر الرومان إلى التواضع والوداعة والأناة, نظروا إليها شذراً وكأنها دلّت على ضعف أساسي في تكوين الأخلاق. لم يقبل الرسول عادات وأخلاقيات محيطة الوثني المتفسّخ, بل ثابر على تأكيد أهمية وضرورة العيش بمقتضى منطق الإيمان, قائلاً:

مجتهدين أن تحفظوا وحدة الروح برباط السلام.

أي أنه فيما إذا طبّق المؤمنون معتقدهم في حياتهم اليومية يكونون عاملين على تثبيت أواصر الوحدة أي الوحدة الإيمانية النابعة من روح الله القدوس ضمن رباط السلام الحقيقي.

ومع أن الرسول كان قد أنهى القسم العقائدي من رسالته إلى أهل الإيمان في أفسس إلا أنه لم يكن ليبني أي تعليم عملي بدون أن يرجع أساسه إلى الإيمان. وهكذا أتى على ذكر تعليم جوهري قائلاً:

فإن الجسد واحد والروح واحد كما أنكم قد دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد. وإن الرب واحد, والإيمان واحد, والمعمودية واحدة, والإله والآب واحد للجميع, وهو فوق الجميع وبالجميع وفي الجميع.

لم يكن السلوك الإيماني الذي كان الرسول يشدّد على أهميته سلوكاً فردياً محضاً, بل كان سلوكاً إيمانياً يعاش ضمن جماعة الإيمان. الأعضاء عديدون ومتنوّعون ولكن الجسد (أي جماعة الإيمان) واحد. والروح (أي روح الله القدوس) الموجد للكنيسة هو واحد, والرجاء المسيحي هو واحد, والمعمودية التي يتم بواسطتها الدخول في عضوية جماعة الإيمان واحدة. وانتقل الرسول من الكلام عمّا يختبره المؤمنون إلى الكلام عن واهب جميع الخيرات والبركات والنعم الروحية مشدّداً على وحدانية الله: والإله والآب واحد.

يجدر إذن بجميع المؤمنين والمؤمنات, بل يتأملوا ملياً في أساس إيمانهم الواحد ليعيشوا حياة متجانسة مع هذا الإيمان ولكي لا تنمو فجوة كبيرة فاصلة بين المعتقد والسلوك. هذا أمر هام للغاية نظراً لاختلاف الهبات والعطايا التي يمنحها الله للذين آمنوا بالمخلّص المسيح. الإيمان واحد لكن الهبات مختلفة ومتباينة إذ لا يهب الله جميع عبّاده وخائفيه نفس أو ذات الهبات. ولذلك استطرد الرسول قائلاً ومعلّماً:

ولكن قد أعطيت النعمة لكل واحد منا على مقدار هبة المسيح. لذلك يقول الكتاب: إذ صعد إلى العلى, سبى سبياً وأعطى الناس عطايا.

وهو قد أعطى البعض أن يكونوا رسلاً, والبعض أنبياء والبعض مبشّرين, والبعض رعاة ومعلّمين, لأجل إعداد القدّيسين إلى الخدمة, لبنيان جسد المسيح, إلى أن ننتهي جميعاً إلى وحدة الإيمان ومعرفة ابن الله, إلى إنسان كامل, إلى مقدار قامة ملء المسيح. كي لا نكون فيما بعد أطفالاً تتقاذفنا الأمواج ونحمل بكل ريح تعليم, بخداع الناس, بمكرهم إلى مكيدة الضلال. بل نصدق في المحبة فننمو في كل شيء نحو ذلك الذي هو الرأس, أي المسيح, الذي منه كل الجسد, وهو متّسق ومرتبط معاً بتأييد كل مفصل على حسب العمل المناسب لكل جزء, ينشئ لنفسه نمواً لبنيانه في المحبّة.

الإيمان واحد والمعتقد واحد ومصدره واحد أي الله, ولكن الهبات أو النعم التي يغدقها المسيح يسوع على أفراد جماعة الإيمان, هي مختلفة. لا يجوز لهذا الأمر (أي اختلاف المواهب) بأن يكون سبباً للمنازعات أو الانقسامات ضمن الجسد أي الكنيسة. فعندما صعد المسيح يسوع إلى السماء أعطى عطايا مختلفة لخير وبنيان أعضاء جسده أي جماعة الإيمان.

مثلاً وهب البعض من أتباعه بأن يكونوا مؤسسي جماعات الإيمان في مختلف أنحاء العالم. وأسند للبعض منهم بأن يكونوا أقنية للوحي الإلهي وهكذا صار ما كتبوه جزءاً لا يتجزأ من الكتاب المقدس كرسائل بولس الرسول مثلاً. وأعطى المسيح الظافر لآخرين بأن يكونوا أنبياء. وهذه الكلمة تشير, في حقبة العهد الجديد أي في الأيام التي تلت مجيء المسيح إلى العالم, تشير كلمة أنبياء إلى أولئك الذين أعطاهم الله وحياً خاصاً لخير ورفاهية الكنيسة قبل أن ينتهي جمع وترتيب أسفار الإنجيل أي العهد الجديد. وأعطى البعض بأن يكونوا مبشّرين أي أن يتجوّلوا في أنحاء مختلفة من العالم للمناداة بخبر الإنجيل ولدعوة المؤمنين والمؤمنات للانضمام إلى عضوية الكنيسة, بينما وهب آخرين بأن يكونوا رعاة ومعلّمين, أي أن يهتموا بتعليم المؤمنين وبرعايتهم روحياً وأخلاقياً في مكان معيّن وضمن جماعة الإيمان. هبات مختلفة ومتنوعة ولكن غايتها كانت إعداد وتهيئ القدّيسين, أي المؤمنين, لحياة الخدمة والنمو في جسد المسيح. وهكذا يصبح ما يدينون به عقلياً وقلبياً قسماً من واقع الحياة التي يعيشونها في هذه الدنيا, واضعين نصب أعينهم الإقتداء بالمسيح المخلّص والنمو في معرفته معرفة اختبارية وحيويّة. وعندما يقوم المؤمنون بتتميم هذا التعليم الرسولي في معترك الحياة يكتسبون مناعة روحية تبعد عنهم إمكانية الانقياد وراء المعلّمين الكذبة الذين كانوا قد اندسوا بين جماعات الإيمان في سائر العالم المتوسطي محاولين بأن يبعدوهم عن ربّهم وفاديهم يسوع المسيح.

وخلاصة الأمر, يجب أن يظهر الإيمان في سلوك متجانس مع الإيمان, والسلوك المقبول لدى الله يجب أن يكن مبنياً على الإيمان.


 
قديم اليوم, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 173933 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بكل تواضع ووداعة وأناة, محتملين بعضكم بعضاً في المحبّة.

هذه الصفات التي كان على المؤمنين والمؤمنات أن يتحلّوا بها لم تكن صفات مقبولة لدى معاصري الرسول في بلاد المتوسط. نظر الرومان إلى التواضع والوداعة والأناة, نظروا إليها شذراً وكأنها دلّت على ضعف أساسي في تكوين الأخلاق. لم يقبل الرسول عادات وأخلاقيات محيطة الوثني المتفسّخ, بل ثابر على تأكيد أهمية وضرورة العيش بمقتضى منطق الإيمان, قائلاً:

مجتهدين أن تحفظوا وحدة الروح برباط السلام.

أي أنه فيما إذا طبّق المؤمنون معتقدهم في حياتهم اليومية يكونون عاملين على تثبيت أواصر الوحدة أي الوحدة الإيمانية النابعة من روح الله القدوس ضمن رباط السلام الحقيقي.

ومع أن الرسول كان قد أنهى القسم العقائدي من رسالته إلى أهل الإيمان في أفسس إلا أنه لم يكن ليبني أي تعليم عملي بدون أن يرجع أساسه إلى الإيمان. وهكذا أتى على ذكر تعليم جوهري قائلاً:

فإن الجسد واحد والروح واحد كما أنكم قد دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد. وإن الرب واحد, والإيمان واحد, والمعمودية واحدة, والإله والآب واحد للجميع, وهو فوق الجميع وبالجميع وفي الجميع.
 
قديم اليوم, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 173934 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قد أعطيت النعمة لكل واحد منا على مقدار هبة المسيح. لذلك يقول الكتاب: إذ صعد إلى العلى, سبى سبياً وأعطى الناس عطايا.

وهو قد أعطى البعض أن يكونوا رسلاً, والبعض أنبياء والبعض مبشّرين, والبعض رعاة ومعلّمين, لأجل إعداد القدّيسين إلى الخدمة, لبنيان جسد المسيح, إلى أن ننتهي جميعاً إلى وحدة الإيمان ومعرفة ابن الله, إلى إنسان كامل, إلى مقدار قامة ملء المسيح. كي لا نكون فيما بعد أطفالاً تتقاذفنا الأمواج ونحمل بكل ريح تعليم, بخداع الناس, بمكرهم إلى مكيدة الضلال. بل نصدق في المحبة فننمو في كل شيء نحو ذلك الذي هو الرأس, أي المسيح, الذي منه كل الجسد, وهو متّسق ومرتبط معاً بتأييد كل مفصل على حسب العمل المناسب لكل جزء, ينشئ لنفسه نمواً لبنيانه في المحبّة.

الإيمان واحد والمعتقد واحد ومصدره واحد أي الله, ولكن الهبات أو النعم التي يغدقها المسيح يسوع على أفراد جماعة الإيمان, هي مختلفة. لا يجوز لهذا الأمر (أي اختلاف المواهب) بأن يكون سبباً للمنازعات أو الانقسامات ضمن الجسد أي الكنيسة. فعندما صعد المسيح يسوع إلى السماء أعطى عطايا مختلفة لخير وبنيان أعضاء جسده أي جماعة الإيمان.

مثلاً وهب البعض من أتباعه بأن يكونوا مؤسسي جماعات الإيمان في مختلف أنحاء العالم. وأسند للبعض منهم بأن يكونوا أقنية للوحي الإلهي وهكذا صار ما كتبوه جزءاً لا يتجزأ من الكتاب المقدس كرسائل بولس الرسول مثلاً. وأعطى المسيح الظافر لآخرين بأن يكونوا أنبياء. وهذه الكلمة تشير, في حقبة العهد الجديد أي في الأيام التي تلت مجيء المسيح إلى العالم, تشير كلمة أنبياء إلى أولئك الذين أعطاهم الله وحياً خاصاً لخير ورفاهية الكنيسة قبل أن ينتهي جمع وترتيب أسفار الإنجيل أي العهد الجديد. وأعطى البعض بأن يكونوا مبشّرين أي أن يتجوّلوا في أنحاء مختلفة من العالم للمناداة بخبر الإنجيل ولدعوة المؤمنين والمؤمنات للانضمام إلى عضوية الكنيسة, بينما وهب آخرين بأن يكونوا رعاة ومعلّمين, أي أن يهتموا بتعليم المؤمنين وبرعايتهم روحياً وأخلاقياً في مكان معيّن وضمن جماعة الإيمان. هبات مختلفة ومتنوعة ولكن غايتها كانت إعداد وتهيئ القدّيسين, أي المؤمنين, لحياة الخدمة والنمو في جسد المسيح. وهكذا يصبح ما يدينون به عقلياً وقلبياً قسماً من واقع الحياة التي يعيشونها في هذه الدنيا, واضعين نصب أعينهم الإقتداء بالمسيح المخلّص والنمو في معرفته معرفة اختبارية وحيويّة. وعندما يقوم المؤمنون بتتميم هذا التعليم الرسولي في معترك الحياة يكتسبون مناعة روحية تبعد عنهم إمكانية الانقياد وراء المعلّمين الكذبة الذين كانوا قد اندسوا بين جماعات الإيمان في سائر العالم المتوسطي محاولين بأن يبعدوهم عن ربّهم وفاديهم يسوع المسيح.

وخلاصة الأمر, يجب أن يظهر الإيمان في سلوك متجانس مع الإيمان, والسلوك المقبول لدى الله يجب أن يكن مبنياً على الإيمان.
 
قديم اليوم, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 173935 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الإنسان الجديد



حياتنا المعاصرة مليئة بالمشاكل والمعضلات. وبينما كنا نحلم أن المستقبل كان سيحمل في طياته أياماً جديدة وسعيدة إلا أن جميع أحلامنا قد تلاشت وذهبت أدراج الرياح. الحياة صعبة ومريرة وما أكثر الذين واللواتي يتسائلون في فجر كل يوم: لماذا ولدت على هذه الأرض؟

ما فائدة العيش في عالم مكتظ بالشرور والآثام والفواجع التي أضحت ذات أبعاد هائلة؟

وما إن نسترسل في هكذا تساؤلات حتى نتدرّج إلى القول: أين الله من كل هذه الأمور المفجعة؟ ولماذا يسمح القدير بأن يمتلئ عالمه بأمور محزنة للغاية؟ ألا يقدر الله بأن ينعم علينا بالسلام وبأن يغيّر قلوب الناس فيجعلها أكثر محبة وإشفاقاً مما هي عليه الآن؟

الجواب هو أن الله لم يترك عالمه ليتخبّط في دياجير الشر والظلام. فلقد بادر تعالى منذ فجر التاريخ ومنذ سقوط الإنسان الأول في حمأة الشر والمعصية, بادر الله إلى معونة الإنسان بإعطائه وعداً صريحاً عن مجيء مرسل الله الخاص أي المسيح المخلّص الذي كان سيجابه الشر والشيطان ويدحرهما لصالح جميع المؤمنين به.

وفي الوقت المعيّن من الله وفد المسيح عالمنا وولد من عذراء تدعى مريم في بلدة بيت لحم بفلسطين. عاش المسيح في الأرض المقدسة وعلّم الجموع وشفى المرضى وأقام الموتى مظهراً بذلك طبيعة رسالته السماوية والإنقاذية. وانتهت حياته على الأرض عندما مات على صليب خشبي نصب له خارج أسوار مدينة القدس. لكن المسيح لم يبق تحت سلطان الموت بل قام في اليوم الثالث من بين الأموات وظهر لأتباعه الأوفياء ودعا البعض منهم للذهاب إلى سائر أنحاء المعمورة للمناداة بخبر الله المفرح: أي بالإنجيل الخلاصي.

وكان أحد رسل المسيح بولس الذي اؤتمن على الدعوة المسيحية في سائر أنحاء العالم المتوسّطيّ. وبعد أن نادى بالإنجيل في بلاد عديدة تكللّت جهوده بالنجاح فتأسست كنائس مسيحية في مدن عديدة. وكان من عاداته أن يوجّه رسائل خاصة إلى جماعات الإيمان هذه لتفسير الإنجيل وتطبيقه في معترك الحياة اليومية. ومن هذه الرسائل التي كتبها بولس كانت رسالته إلى جماعة الإيمان في أفسس. كانت هذه المدينة من أكبر مدن آسيا الصغرى في القرن الأول الميلادي. يحثّ الرسول سائر المؤمنين والمؤمنات بأن يترجموا خلاصهم إلى حياة متجانسة ومتلائمة مع الإيمان بالمخلّص يسوع المسيح.

كتب الرسول قائلاً: فأقول هذا وأناشدكم في الرب أن لا تسلكوا فيما بعد كما يسلك الأمم أيضاً ببطل أذهانكم. إذ قد أظلم فكرهم وتغرّبوا عن حياة الله من أجل الجهل الذي فيهم بسبب قساوة قلوبهم.

كانت كلمات الرسول هذه مهمة للغاية لأن الخالصين في مدينة أفسس ظلوا يعيشون ضمن مجتمعهم الوثني. لم يطلب الرسول منهم بأن يعتزلوا الحياة الاجتماعية ولا أن يتنسّكوا. لكنه كان من واجبهم بألا يسلكوا كما كان يسلك الأمم وهذه العبارة كانت تشير إلى عابدي الأوثان. كان معتقد الخالصين متمركزاً في المسيح يسوع ولذلك كانوا يعرفون في سائر أنحاء العالم المتوسّطي بمسيحيين. وحثّهم الرسول بألا يعيشوا على طراز أهل الأمم. ليس المؤمن كالمتعبّد للأصنام الذي أظلم فكره والذي يعيش حياة متغرّبة عن حياة الله والذي صار قلبه قاسياً وغير قادر على العيش كما يتطلب منه كمخلوق عاقل. واستطرد الرسول متكلّماً عن التفسّخ الأخلاقي الذي كان متفشّياً في حياة عابدي الأوثان في أفسس:

وقد فقدوا الحس وأسلموا نفوسهم للدعارة لارتكاب كل نجاسة في نهم.

ولا تقتصر هذه الكلمات على وصف هؤلاء الذين عاشوا قبل نحو ألفي سنة من أيامنا فحسب, بل أن الكثيرين من الناس الذين وقعوا فريسة الإلحاد المعاصر والذين لم يعودوا يعترفون بمطاليب شريعة الله يظهرون فقدانهم للحس الإنساني وهم يتفنّنون في ارتكاب الخطايا الجنسية بنهم وشراسة. حضارة الأيام الأخيرة من القرن العشرين صارت منغمسة في الدعارة وارتكاب المحرّمات وكأن الله لم يعد موجوداً وكان الإنسان لا يحصد ما يزرعه من شرور وآثام!

وبعكس الطراز الحياتي الذي يحياه عبّاد الأوثان, كان من واجب المؤمنين والمؤمنات بالمسيح المخلّص أن يعيشوا حياة جديدة مظهرين في كل يوم بل وفي كل ساعة من حياتهم الإنسان الجديد الذي جاء إلى حيّز الوجود عندما اختبروا الخلاص والانعتاق من الخطية. قال الرسول بهذا الصدد:

وأما أنتم, كما أن الحق هو في يسوع, فلم تتعلّموا المسيح هكذا إن كنتم قد سمعتموه وتعلّمتم فيه, أي أن تنـزعوا عنكم المتّصل بتصرّفكم السابق, الإنسان العتيق الفاسد بشهوات الغرور, وأن تتجدّدوا بروح ذهنكم وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق على مثال الله في البرّ وقداسة الحقّ.

ليس الإيمان الخلاصي, حسب تعليم الرسول بولس مجرّد معتقد ذهني يقر به الإنسان. الإيمان هو الاتكال التام على المسيح المخلّص واختبار خلاص واقعي ليس هو أقل من لبس إنسان جديد أو متجدّد, مخلوق على مثال الله في البرّ وقداسة الحق.

ولم يكتف بولس بالكلام عن موضوعنا هذا بصورة مبدئية بل انتقل إلى التفاصيل التي تظهر لنا أهمية العيش بكل تجانس مع المشيئة الإلهية. وقد لخّصت لنا في وصايا الله العشر التي أعطاها لعبده وكليمه موسى على جبل سيناء. وقد انتقى الرسول من بعض هذه الوصايا وأشار إلى أهمية الابتعاد عن كسرها في علاقات المؤمنين والمؤمنات ضمن جسد الكنيسة وكذلك في المجتمع البشري الأوسع فقال:

فانـزعوا عنكم إذن الكذب, وتكلّموا كل واحد مع قريبه بالصدق, لأننا أعضاء بعضنا لبعض. اغضبوا ولا تخطئوا! لا تغرب الشمس على غيظكم ولا تعطوا إبليس مكاناً. لا يسرق السارق فيما بعدو بل بالحري ليكدّ عاملاً بيديه ما هو صالح ليكون له ما يعطي من هو في حاجة. لا تخرج من أفواهكم كلمة شريرة بل ما هو صالح للبنيان حسب الحاجة كي يعطي السامعين نعمة.

نتعلّم من هذه الكلمات الرسولية بأن المؤمن هو بحاجة ماسة إلى هذه الكلمات التي تحثّ كل خالص وخالصة بألا يهملا تطبيق الإيمان في معترك الحياة اليومية. ومع أن الكمال في هذه الدنيا مستحيل إلا أن هذا لا يعني أن المؤمن بالمسيح المخلّص يعود إلى حياته القديمة. ليس الإيمان بمجرّد موضوع عقلّي بحت. الإيمان الذي لا تظهر ثماره الجيدة في حياة متلائمة مع المعتقد الصحيح, هكذا إيمان هو زائف لا قيمة له.

وهكذا يجدر بالمؤمن أن يبتعد عن الكذب ولا يتكلم إلا بالصدق لأن منبع الكذب هو الشيطان, فلما الإقتداء بعدو الله والإنسان؟ وإذا اضطر المؤمن بأن يغضب نظراً لما يشاهده من أمور متناقضة مع شرائع الله, لا يجوز له أن يسترسل في حالة الغضب. فمن سمح للغضب بأن يسيطر عليه يقع في نهاية المطاف في فخ إبليس.

وكذلك يجدر بمن كان رسولاً ويعمد للسرقة لكسب حاجاته اليومية بأن يرعوي عن غيّه ويعلم بأن الله يسرّ بمن يكسب معيشته بعمل يديه. على كل إنسان أن يكدّ ويتعب في عمله ليكون قادراً على مساعدة الفقراء والمحتاجين والمتضررين والمهجّرين.

وهناك أيضاً الخطايا التي تصدر عن فم الإنسان. من كان مؤمناً بالمسيح لا يسمح لأيّ كلام شرير بأن يخرج من فمه بل يستعمل هبة الكلام لتسبيح الله وتمجيده ولبنيان أقرانه بني البشر في الإيمان القويم.

ولم يكتف بولس بالكلام عن تكييف الحياة بمقتضى وصايا الله التي تنظّم الحياة الاجتماعية بل لفت نظر المؤمنين والمؤمنات إلى أنهم وقد آمنوا بالمسيح يسوع صاروا يعيشون في علاقة حميمة مع روح الله القدوس. فمسيرتهم الحياتية تعني السير يومياً في شركة مقدّسة مع روح الله القدوس الذي يضمن سلامتهم الزمنية إلى ذلك اليوم العظيم, يوم عودة المسيح إلى العالم واختبار اكتمال الخلاص في حياتهم. قال الرسول عن هذا الموضوع:

ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي ختمتم به ليوم الفداء.

يحيا المؤمن في شركة مقدّسة مع روح الله القدّوس وهذا يعني أنه حالما يخطو خارج النطاق الذي رسمه له روح الله فإنه لا يكون قد أخطأ ضد شريعة الله فقط بل يكون قد أحزن الروح القدس. هناك إذن علاقة شخصية حيوية بين المؤمن وروح الله. وبناء على هذا الأمر الواقع اختتم الرسول بولس هذا القسم من رسالته قائلاً:

لينـزع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصخب وتجديف مع كل خبث, وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض, شفوقين, متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح.

خلاصة القول: من آمن بالمسيح صار إنساناً جديداً وأضحى عائشاً في حضرة الله في جميع أمور وأحوال حياته. الفرق شاسع بين حياته السابقة التي كانت معاشة في الظلام وحياته الجديدة التي هي نور الله وتحت قيادة روحه القدوس, آمين.


 
قديم اليوم, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 173936 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا تحزنوا روح الله القدوس الذي ختمتم به ليوم الفداء.

يحيا المؤمن في شركة مقدّسة مع روح الله القدّوس وهذا يعني أنه حالما يخطو خارج النطاق الذي رسمه له روح الله فإنه لا يكون قد أخطأ ضد شريعة الله فقط بل يكون قد أحزن الروح القدس. هناك إذن علاقة شخصية حيوية بين المؤمن وروح الله. وبناء على هذا الأمر الواقع اختتم الرسول بولس هذا القسم من رسالته قائلاً:

لينـزع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصخب وتجديف مع كل خبث, وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض, شفوقين, متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح.

خلاصة القول: من آمن بالمسيح صار إنساناً جديداً وأضحى عائشاً في حضرة الله في جميع أمور وأحوال حياته. الفرق شاسع بين حياته السابقة التي كانت معاشة في الظلام وحياته الجديدة التي هي نور الله وتحت قيادة روحه القدوس, آمين.
 
قديم اليوم, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 173937 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






كتب الأبوكريفا



كتب الأبوكريفا، أي الكتب المشكوك في صحتها، أو في صحة نسبتها إلى من تُعزى إليهم من المؤمنين.

هذه الكتب هي طوبيا، ويهوديت، والحكمة، وابن سيراخ، وتسبحة الثلاثة فتيان، وقصة سوسنا، وكتابا المكابيين الأول والثاني. ومع أن هذه الأسفار كانت ضمن الترجمة السبعينية للعهد القديم، إلا أن علماء اليهود لم يضعوها ضمن الكتب القانونية.

وبما أن اليهود هم حفظة الكتب الإلهية، ومنهم أخذ الجميع، فكلامهم في مثل هذه القضية هو المعوّل عليه. وقد نبذوا هذه الكتب لاعتقادهم أنها غير موحى بها، للأسباب الآتية:

(1) إن لغتها ليست العبرية التي هي لغة أنبياء بني إسرائيل ولغة الكتبالمنزلة، وقد تأكدوا أن بعض اليهود كتب هذه الكتب باللغة اليونانية.

(2) لم تظهر هذه الكتب إلا بعد زمن انقطاع الأنبياء، فأجمع أئمة اليهود على أن آخر أنبيائهم هو ملاخي. وورد في كتاب الحكمة أنه من كتابة سيدنا سليمان. ولكن هذا غير صحيح، لأن الكاتب يستشهد ببعض أقوال النبي إشعياء وإرميا وهما بعد سليمان بمدة طويلة ويصف اليهود بأنهم أذلاء، مع أنهم كانوا في عصر سليمان في غاية العز والمجد.

(3) لم يذكر أي كتاب منها أنها وحي، بل اعتذر في كتاب حكمة ابن سيراخ عن النسيان والخطأ. ولو كانت وحياً لما طلب فيها من المطالع غض الطرف عما بها من الزلل.

(4) لم يعتبر اليهود هذه الكتب من كتبهم المنزلة، ولم يستشهد بها المسيح المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كولوسي 2: 3). ولا أحد من الحواريين، ولم يأتِ لها فيلو ولا يوسيفوس بذكر. مع أن المؤرخ يوسيفوس ذكر في تاريخه أسماء كتب اليهود المنزلة، وأوضح تعلّق اليهود بها، وأنه يهُون على كل يهودي أن يفديها بروحه.

(5) سار الأباء المسيحيون الأولون (ما عدا القليلون منهم) على نهج علماء اليهود في نظرتهم إلى هذه الأسفار. ومع أنهم اقتبسوا بعض الأقوال الواردة فيها إلا أنهم لم يضعوها في نفس منزلة الكتب القانونية. وعندما قررت مجامع الكنيسة الأولى الكتب التي تدخل ضمن الكتب القانونية اعتبرت هذه الكتب إضافية أو محذوفة أو غير قانونية.

وعلى هذا فلم يذكرها مليتو أسقف ساردس (الذي كان في القرن الثاني المسيحي) من الكتب المقدسة، وكذلك لم يذكرها أوريجانوس الذي نبغ في القرن الثاني، ولا أثناسيوس ولا هيلاريوس ولا كيرلس أسقف أورشليم، ولا أبيفانيوس، ولا إيرونيموس، ولا روفينوس، ولا غيرهم من أئمة الدين الأعلام الذين نبغوا في القرن الرابع. وكذلك لم يذكرها المجلس الديني الذي التأم في لاودكية في القرن الرابع، مع أنه حرر جدولًا بأسماء الكتب المقدسة الواجب التمسك بها. والكاثوليك يرجعون إلى قراره.

ولكن بما أن هذه الكتب كانت موجودة ضمن أسفار العهد القديم في الترجمات السبعينية واللاتينية، فقد أقرّ مجمع ترنت في القرن السادس عشر اعتبارها قانونية، فوضعت ضمن التوراة الكاثوليكية.

(6) إنها منافية لروح الوحي الإلهي، فقد ذُكر في حكمة ابن سيراخ تناسخ الأرواح، والتبرير بالأعمال، وجواز الانتحار والتشجيع عليه، وجواز الكذب و كمثال لذلك يهوديت 9: 10 و13 . وكمثال نجد أن الصلاة لأجل الموتى كما في 2 مكابيين 12: 45 و46 تناقض ما جاء في لوقا 16: 25 و26 وعبرانيين 9: 27.
 
قديم اليوم, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 173938 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






كتب الأبوكريفا قال المعترض الغير مؤمن
إن الكاثوليك يعتقدون بتلك الكتب






وقال المعترض الغير مؤمن: إن الكاثوليك يعتقدون بتلك الكتب .

وللرد نقول بنعمة الله : بما أن الأمة اليهودية هي التي أؤتمنت على الكتب الإلهية، كانت هي الحكم الفصل، وحكمها هو الذي يُعوّل عليه. وقد أجمع أئمتها في العصور القديمة والمتأخرة على أنه لم يظهر بينهم نبي كتب هذه الكتب، فإنه من المؤكد أن أحد اليونان اليهود وضعها. ولو كانت معروفة عند اليهود لوُجد لها أثر في كتاب التلمود.

وقال المعترض الغير مؤمن: التأم مجلس للعلماء المسيحيين للنظر في الكتب المشكوك فيها .

وللرد نقول بنعمة الله : يؤخذ من كلامه أنه لا خلاف في الكتب الموحى بها، وهو الصواب، لأنها مؤيَّدة بالروح القدس وبالآيات الباهرة. فالأنبياء الكرام وتلاميذ المسيح أيّدوا رسالتهم وتعاليمهم بالمعجزات التي أسكتت من تصدّى لهم، فتأكد الجميع حتى المعارضون أن أقوالهم هي وحي إلهي، فقبلوا كتبهم بالاحترام الديني والتبجيل، وتمسكوا بها واتخذوها دستوراً، ولم يحصل أدنى خلاف بين أعضاء المجلس النيقاوي على صحة الكتب المقدسة لأنها في غنى عن ذلك.

أما الكتب الموضوعة فتحتاج لمساندة المجالس، لأنها خالية من المعجزات.

 
قديم اليوم, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 173939 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






السند المتصل للكتاب المقدس
قال المعترض الغير مؤمن:



لا يوجد سند متصل لكتاب من كتب العهد القديم أو الجديد، وأنه لابد لكون الكتاب سماوياً واجب التسليم أن يثبت أولًا بدليل تام أن هذا الكتاب كتب بواسطة النبي الفلاني، ووصل إلينا بالسند المتصل، بلا تغيير ولا تبديل. وأن الظن والوهم لا يكفي في إثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص .

وللرد نقول بنعمة الله : نورد الأدلة التي تؤيد صحة سند هذه الكتب إلى الأنبياء المنسوبة إليهم:

(1) لما أوحى الله بالتوراة لكليمه موسى، أفرز سبط لاوي من الاثني عشر سبطاً للمحافظة عليها وإقامة سُننها وفرائضها وأحكامها، واختص هذا السبط بامتيازات خصوصية ليتفرغ للعبادة. بل إن إقامة اليهود للفرائض المدوّنة في شريعتهم، ومراعاتهم لأحكامها في المعاملات، واستشهادهم بها في المناظرات والمباحثات، وتعبدهم بقراءتها في أيام مواسمهم وأعيادهم كل سنة، ومراعاتهم لأحكامها في الأمراض والعاهات وما يجوز من الزواج وما لا يجوز، إلى الآن، وتسليم السلف قوانينها للخلف، هي كلها من أقوى الأدلة على حفظهم إياها، بل هو أقوى سند متصل على أن هذه الكتب أُوحي بها لأولئك الأنبياء المنسوبة إليهم، وأنهم عملوا المعجزات الباهرة لتأييد دعواهم.

ولا ينكر أحد أن صولون سنَّ قوانين لسكان أثينا كانت مرعيةً عندهم، وأن ليكارجوس سنَّ قوانين لسكان إسبرطة كانوا يقيمون حدودها وسننها، ولم يشك أحد في نسبة القوانين التي وضعها كل منهما إليهما. فكم بالحري الكتب المقدسة التي اتخذها بنو إسرائيل دستوراً في عبادتهم ومعاملاتهم؟ فلا ينكر أحد نسبتها إلى موسى ولا إلى الأنبياء. وزد على ذلك أنه لا يجسر سبط بتمامه، مؤلّف من مئات الألوف على تغيير نسبتها أو تبديلها. وأنبياء اليهود الذين أتوا بعد موسى استشهدوا بها في أقوالهم، وحضّوا الأمة على التمسك بفرائضها وسننها.


(2) تداول كتب موسى والأنبياء من أعظم الأدلة على صحة نسبتها إلى الأنبياء المنسوبة إليهم. وقد كانت الغاية من الوحي بها هي نشرها بينهم. والدليل على ذلك أن المؤرخ يوسيفوس قال إن موسى النبي أمر بتوزيع نسخة على كل سبط من أسباط بني إسرائيل. وانتشارها بين اليهود يثبت عدم تغييرها أو تبديلها، أو تحريف نسبتها إلى غير ما هي له، لأنه إذا تجرأ سبط من أسباط بني إسرائيل على ذلك قامت عليه بقية الأسباط. وهل يُعقل أن الأمة اليهودية تغيّر أو تحرّف الكتب المقدسة التي تخولها امتيازات وبركات تسبّب تمتعها بالنعيم الدائم؟

(3) ظهرت الكتب المقدسة بين اليهود مقترنة بأسماء الأنبياء الذين كتبوها. والشيء الوحيد الذي يمكن أن يخل بنسبتها هو أن كاتبها يذكر حوادث لم تحصل. والكتب المقدسة منزهة عن ذلك، فموسى قال إنه غلب سحرة المصريين وشق البحر الأحمر، وإن الله أنزل المنّ والسلوى. والقرآن ذاته نسب هذه الحوادث إليه.

(4) الأدلة المؤيدة لنسبة الكتب المقدسة إلى أصحابها هي أقوى من الأدلة لنسبة القرآن أو الأحاديث أو معلقات العرب إلى أصحابها. وكانت للمسيحيين الأولين فرصة مناسبة للانتقاد والبحث أكثر مما لغيرهم.

(5) عدم اعتراض أحد من علماء الوثنيين على نسبة هذه الكتب إلى أصحابها هو برهان على صحتها.

(6) مما يدل على صحة نسبتها: أسلوب كل نبي، فمثلًا أسلوب موسى غير أسلوب غيره من الأنبياء. وهكذا أسلوب معلقات العرب هو غير أسلوب قصائد الشعراء المخضرمين والمتأخرين، وكذلك طرق المراسلات. فاختلاف أساليب الأنبياء هو من الأدلة على صحة نسبتها إلى كل واحد.
 
قديم اليوم, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 173940 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,954

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة












قال المعترض الغير مؤمن
ينقطع تواتر هذه التوراة قبل زمان يوشيا ابن آمون




الصفحة 2 من 2: قال المعترض الغير مؤمن: ينقطع تواتر هذه التوراة قبل زمان يوشيا ابن آمون

قال المعترض الغير مؤمن: ينقطع تواتر هذه التوراة قبل زمان يوشيا ابن آمون، والنسخة التي وُجدت بعد 18 سنة من حكمه لا اعتماد عليها، بل ضاعت في حادثة بختنصر .

وللرد نقول بنعمة الله :

(1) كانت التوراة متواترة بين الأسباط كما تقدم، وأمر موسى اللاويين حملة تابوت عهد الرب بوضع الكتاب في جانب التابوت شهادة عليهم (تثنية 31: 25 و26). ولما أُعيد بناء هيكل سليمان وُضع الكتاب فيه مع جميع كتب الأنبياء. ولما أتى بختنصر وخرَّب الهيكل، لم يمس كهنتهم بشيء، لأنه لم يكن يطلب استئصال ديانتهم. نعم إنه أخذ ذخائر الهيكل والأواني المقدسة، وكان ذلك طمعاً في المال. أما الكتاب المقدس فلم يلتفت إليه (2ملوك 25 و2أخبار 36 وارميا 52). ومع ذلك فلما سباهم إلى بابل أخذ اليهود معهم نسخاً من الكتب المقدسة، كما يُستدل من استشهاد النبي دانيال بالشريعة (دانيال 9: 11 و14) وقد ذكر أيضاً نبوات إرميا (دانيال 9: 2).

(2) ورد في عزرا 6: 18 أنه لما تم بناء الهيكل في السنة السادسة من حكم داريوس أُعيدت عبادة اليهود حسب ما هو مكتوب في كتاب موسى، فلو لم تكن عندهم نسخ من كتب موسى لتعذَّر عليهم عبادة الله حسب ما هو مدون في الشريعة. ومما يدل على أنه كان عندهم نسخ من الكتاب المقدس بعد السبي إلى بابل، أن اليهود الذين كانوا في السبي طلبوا من عزرا أن يأتي بسفر شريعة موسى، فأتى بها وقرأ فيها من الصباح إلى نصف النهار أمام الرجال والنساء (نحميا : 1_6). فلو لم تكن موجودة لما تيسّر أن يقرأ فيها من الصباح إلى الظهر. وفي عهد يهوشافاط ملك يهوذا سنة 912 ق.م أمر هذا الملك الصالح بالاهتمام الزائد بحفظ السنن والفرائض المدوّنة في الشريعة.

(3) لما مات الملك سليمان انقسمت المملكة إلى قسمين، استقلّت عشرة أسباط عن سبطي يهوذا وبنيامين، ومع ذلك فقد حافظت الأسباط العشرة على التوراة، وتُسمَّى نسختهم بالتوارة السامرية، وهي محفوظة إلى عصرنا هذا. وهناك نسخة أخرى من التوراة عند سبطي يهوذا وبنيامين. فلو ضاعت أو تغيرت (كما ادّعى المعترض) لوُجد فيها اختلاف. فعدم وجود اختلاف بينهما، رغم شدة العداوة بين الفريقين، هو من أعظم الأدلة على بقائها على أصلها.

(4) في سنة 286 ق م أمر بطليموس ملك مصر بترجمة التوراة إلى اللغة اليونانية، وكلَّف اثنين وسبعين من علماء اليهود فترجموها، لأن اليهود كانوا قد انتشروا في أنحاء الدنيا. وهذا يجعل تغييرها وتبديلها بعد انتشارها وترجمتها مستحيلًا.

(5) جمع عزرا النبي كل الأسفار المقدسة في مجلد واحد بمساعدة أعضاء مجلس اليهود، وكان من أعضائه الأنبياء حجي وزكريا وملاخي، فجمع هؤلاء الأنبياء الكرام الكتب المقدسة (ما عدا سفر عزرا ونحميا وملاخي). وهذه الثلاثة ضمّها إلى الكتاب المقدس شمعون الورع الذي كان آخر أعضاء المجمع اليهودي.

قال المعترض الغير مؤمن: إن أنطيوخوس أبيفانيس أزال الكتاب المقدس لما خرَّب الهيكل .

وللرد نقول بنعمة الله : أجمع المحققون على بطلان ذلك، فالتاريخ ناطق بأن يهوذا المكابي هزم جيوش ذلك العاتي، وأعاد الديانة اليهودية إلى رونقها وبهائها، وبنى الهيكل، وأعاد التابوت ووضع الكتب المقدسة فيه.

هذا هو تاريخ الكتب المقدسة، من وقت على الأنبياء إلى مجيء المسيح. أما تاريخها من عصر المسيح إلى المدارس التلمودية فهو أن اليهود تشتتوا، وكانت اللغة المتداولة وقتئذ يونانية، فاستعملوا النسخة السبعينية في أنحاء المملكة اليونانية. ولما أتى المسيح له المجد إلى عالمنا هذا، كان يحثهم على مطالعتها وتأمل معانيها. ومع أنه كان يوبخهم على غلاظة عقولهم، إلا أنه لم يتَّهمهم بتبديل كتبهم، بل كان يوبخهم على تمسكهم بالقشور، والاقتصار على الأشياء الخارجية، وعدم المبالاة بالأمور الجوهرية، فقال لهم: فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي (يوحنا 5: 39). وقال أيضاً: تضلون إذ لا تعرفون الكتب (متى 22: 29) وكثيراً ما استشهد بها في أقواله: لا يمكن أن يُنقَض المكتوب (متى 26: 54) والرسول بولس قال إنها وحي إلهي (2تيموثاوس 3: 16) وإنها أقوال الله (رومية 3: 2) وكلمة الله (رومية 9: 6). وكان اليهود والمسيحيون يطالعونها بالتدقيق. فلو كانت مغيَّرة أو مبدَّلة أو محرَّفة لما كان المسيح له المجد يحث على مطالعتها، ولما استشهد بها الحواريون أنصار الله في خطاباتهم وكتاباتهم.

تاريخ التوراة إلى الطبع:

أما تاريخ التوراة من عصر المدارس التلمودية إلى عصر الطباعة، فهو أنه لما خرَّب الرومان أورشليم، وتبدد شمل اليهود، وجَّه بعض الذين تشتَّتوا في الشرق أنظارهم إلى دراسة الأدب، وفتحوا مدارس لمطالعة الكتب المقدسة، كانت من أفضلها مدرسة طبرية في فلسطين، (وقال جيروم إنها كانت موجودة في القرن الخامس) فتفرّغوا للتمكن من الكتب المقدسة، وبالغوا في حفظها حتى توصّلوا إلى معرفة عدد حروفها. فقالوا ورد حرف الألف في التوراة العبرية نحو 42377 ، والبت (وهي الباء) نحو 38218 ، والجمل (وهي الجيم) 29537 ، والدالث 32530 ، واليود 66420 ، والكاف 48253 ، واللامد 41517 الخ. وهذا ليس بغريب على هذه الأمة التي تتعبد بتلاوة التوراة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024