منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 09 - 2024, 09:00 AM   رقم المشاركة : ( 173741 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






يسُوعَ يتحدَّى تلاميذَهُ بأن يُطَبِّقُوا محبَّتَهُم للأشخاصِ المُتَألِّمين، أمثال المَرأَة السامِريَّة التي كانت مُستَعِدَّةً لتنالَ المياهَ الحيَّة: "أما تقُولُونَ إنَّهُ يكُونُ أربَعَةُ أشهُرٍ ثُمَّ يأتي الحصاد.
ها أنا أقُولُ لكُم إرفعُوا أَعيُنَكُم وانظُرُوا الحُقُولَ إنَّها قدِ إبيَضَّت للحصاد." (4: 35) هُناكَ أشخاصٌ في شتَّى أنحاءِ العالم حاضِرونَ لِقُبُولِ شِفاءِ الخلاص – إنَّهُم مثلُ الحقُول اليانِعة، الحاضِرة للحصاد. ويسُوعُ يضعُ أمامَنا التحدِّي بأن نعمَلَ في هذه الحُقُول، لنُوصِلَ خَلاصَهُ وشِفاءَهُ الرُّوحِي إلى هؤلاء الناس أمثال المرأة التي كانت عندَ البِئر، والرجُل الذي كانَ عندَ بالبِركة.
فهل تعتَرِفُ بالقيمةِ التي أولاها يسُوعُ للأشخاصِ المُتألِّمِينَ الذي يتطلَّعُونَ إلى ما وراء آبارِهم وبِرَكِهم، مُنتَظِرينَ الشفاء الذي وحدَهُ المسيحُ يقدِرُ أن يُحقِّقَهُ في حياتِهم.
 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:02 AM   رقم المشاركة : ( 173742 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فهم الأسفار المُقدَّسة

لقد سبقَ وتعلَّمنا أنَّ يسُوعَ أعطَى قيمَةً كُبرى للأسفارِ المُقدَّسة. عندما أشارَ إلى هذه الأسفار المقدَّسة، كانَ يقصُدُ بها العهدَ القَديم، لأنَّ العهدَ الجديد لم يكُنْ مكتُوباً بعد. فكانت كلماتُهُ الأُولى، "مكتُوبُ،" وكانَ سُؤالُهُ المُفضَّل، "ألم تقرَأُوا ما جاءَ في الكُتُب؟"

تأكَّد من أن تُلاحِظَ، خِلالَ قراءَتِكَ للأناجيل، أنَّ يسُوعَ أعطى قيمَةً مُمَيَّزَة لفهمِ كلمةِ الله. في عظتِهِ على الجَبَل، قدَّرَ أسفارَ العهدِ القَديم عندما علَّمَ أنَّهُ لم يكُنْ يُغَيِّر حرفاً ولا نُقطَةً من العهدِ القَديم، ولكنَّهُ كانَ يُكَمِّلُ رُوحَ ومَعنَى الأسفارَ المُقدَّسة. إن هدَفَهُ عندما تكلَّمَ بهذه الكلمات كانَ أنَّ هؤُلاء الذي إنضَمُّوا إليهِ على رأس الجَبل، أن يفهَمُوا الأسفارَ المقدَّسة (متَّى 5: 17- 20).

عندما كانَ يسُوعُ في حوارٍ عَدَائِيّ معَ رِجالِ الدِّين، كما يذكُرُ يُوحنَّا ذلكَ الحوار، إحدَى أُولَى القَضايا التي أثارَها يسُوعُ كانت فهم الكُتُب المُقدَّسة (يُوحنَّا 5: 39، 40). لقد مدَحَ يسُوعُ الفَرِّيسيِّين لكَونِهم خُبَراءَ في الكتابِ المقدَّس. فقالَ لهُم ما معناهُ، "أنتُم تُفتِّشُونَ وتفحَصُونَ وتُفصِّلُونَ الأسفارَ المُقدَّسة، ولكنَّكُم لا تفهَمُونَها. فكُلُّ الأسفار المُقدٍَّسة تشهَدُ لي، وأنتُم لا تأتُونَ إليَّ لتكُونَ لكُم حيَاةٌ أبَديَّةٌ."

كانَ يسُوعُ يُخبِرُ هؤُلاء الفَرِّيسيِّين (وأنتَ وأنا)، أنَّ الكِتابَ المقدَّس ليسَ كتاباً عن أصلِ الكَون، أو عن تاريخِ الحضارة. بل هُوَ كِتابٌ عن الخلاص. وتُقدِّمُ الأسفارُ المقدِّسَةُ الإطارَ التَّارِيخيَّ الذي فيهِ جاءَ المُخلِّصُ والخلاصُ إلى هذا العالم. نتعلَّمُ من هذا اللِّقاء أنَّ يسُوعَ قالَ أنَّ هؤُلاء العُلماء في الكتابِ المقدَّس لن يفهَمُوا أبداً الأسفارَ المقدَّسة، إلا إذا فَهِمُوا أنَّ هذه الأسفار تتكلَّمُ بأكمَلِها عنهُ هُوَ. بحَسَبِ يسُوع، الأسفارُ المُقدَّسَةُ هي كلماتُ اللهِ المُقدَّسَةُ، المُختَصَّةُ بتاريخِ الفِداء والفادِي الذي من خِلالِهِ تحقَّقَ الفِداءُ. فالعهدُ القديمُ يشهَدُ للمَسيح وكيفَ جاءَ لِيُخَلِّصَ الناس من الخَطيَّة وليُصالِحَهُم معَ الله.

سمَّى الكاتِبُ الإنكليزيُّ التَّقِيُّ، Oswald Chambers، العددَ 39 من الإصحاحِ الخامِس من إنجيلِ يُوحنَّا، سمَّاهُ العدد المِفتاحِيّ في الكِتابِ المقدَّس، لأنَّهُ يفتَحُ أذهانَنا لنفهَمَ الكتابَ المقدَّس بأكمَلِه. هذه الحقيقَة التي تشارَكَ بها يسُوعُ معَ القادَةِ الدِّينيِّين تُظهِرُ التوجُّهَ نفسَهُ الذي عبَّرَ عنهُ في الموعِظَة على الجَبَل – أن يفهَمَ الناسُ كلمةَ الله.

كانت كلماتُ يسُوع الأخيرة تتحدَّثُ عن القيمة التي أولاها لأسفارِ كلمةِ الله. فبعدَ قيامتِهِ، وقبلَ صُعُودِهِ، أخبرَ الرُّسُلَ وأولئكَ الذين تحلَّقُوا حولَهُ بالقَول:

"ثُمَّ إبتَدَأَ من مُوسَى ومِنْ جَميعِ الأنبِياء يُفسِّرُ لهُما الأُمُورَ المُختَصَّةَ بهِ في جَميعِ الكُتُب. ...هذا هُوَ الكلامُ الذي كلَّمتُكُم بهِ وأنا بعدُ معَكُم أنَّهُ لا بُدَّ أن يَتِمَّ جَميعُ ما هُوَ مكتُوبٌ عَنِّي في نامُوسِ مُوسَى والأنبِياءِ والمزامِير. حينئذٍ فتحَ ذِهنَهُم ليَفهَمُوا الكُتُب. وقالَ لهُم هكذا هُوَ مكتُوبٌ وهكذا كانَ ينبَغي أنَّ المَسيحَ يتألَّمَ ويَقُومَ من الأموات في اليَومِ الثالِث. وأن يُكرَزَ باسمِهِ بالتَّوبَةِ ومغفِرَةِ الخطايا لِجَمِيعِ الأُمَم مُبتَدَأً من أُورشَليم." (لُوقا 24: 25- 27؛ 44- 47).

بدَأَ يسُوعُ خدمتَهُ مُعَبِّراً عن رَغبَتِهِ بأن تُفهَمَ الأسفارُ المُقدَّسة، وختمَ خِدمتَهُ مُعبِّراً عن هذهِ النِّيَّة نفسِها. تعاليمُهُ وحواراتُهُ معَ أُولئكَ الذين عارَضُوهُ، وأُولئكَ الذين كانُوا أكثَر أتباعِهِ تكريساً، أظهَرت رَغبَتَهُ الشَّديدَة بقِيادَةِ الناس إلى فهمِ الأسفارِ المُقدَّسَة. لقد بدَأَ خدمتَهُ بالقَول، "مكتُوبٌ،" وكذلكَ بسؤالِهِ الناس، "ألَم تقرَأُوا ما جاءَ في الكُتُب؟" ختمَ يسُوعُ خدمتَهُ بتحدِّي رُسُلِهِ وتلاميذِهِ بأن يفهَمُوا المِفتاحَ الذي يُمكِنُ أن يفتَحَ أذهانَهُم ليفهَمُوا الكُتُب: أنَّ كُلَّ ما كتبَهُ مُوسَى في نامُوسِ الله، وكُلَّ ما جاءَ في المزاميرِ والأنبِياء، يتكلَّمُ عنهُ هُوَ.

ألا تُؤكِّدُ معرِفَتُنا أنَّهُ من البِدايَةِ حتَّى النِّهايَة، تمحوَرَ زَخَمُ حياتِهِ وخدمتِهِ على قيمة الأسفار المُقدَّسة التي تمَّ فهمُها وتطبيقُها في حياةِ الناس، ألا تُؤكَّدُ هذه المعرِفةُ القيمةَ التي وضعها يسُوعُ على أسفارِ كلمةِ الله؟

بالطبع، أصبَحَ التحدِّي المَوضُوعُ أمامَنا السُّؤالَ التَّالِي: هل نعتَرِفُ بالقيمةِ التي وضعها يسُوعُ على أسفارِ كلمةِ الله – بِعَهدَيها القَديم والجَديد – في حياتِنا الشخصيَّة؟ وهل نُؤمِنُ أنَّ هذه الأسفار تشهَدُ لفِداءِ كُلِّ الرِّجال من خِلالِ إبنِ الله، يسُوع المسيح؟ وهل نُؤمِنُ أنَّها تُجيبُ على الأسئِلة التي لدينا عن كيفَ نحيا حياتَنا بشكلٍ جِيِّد؟ وهل نحنُ قادِرُونَ على التجاوُبِ معَ كُلِّ العواصِف والظُّروف التي نجتازُها في حيَاتِنا، بِروحِ كلماتِ يسُوع الأُولى: "إنَّهُ مكتُوبٌ؟"
 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:07 AM   رقم المشاركة : ( 173743 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يسُوعُ يُحِبُّني



هل سبقَ وتَساءَلتَ كيفَ كانَ يُمكِنُ أن يكُونَ النَّظَرُ إلى وَجهِ يسُوع المَسيح، وأن تُقيمَ مُحادَثَةً معَهُ؟ إنَّ هذا سيكُونُ إختِباراً مُغَيِّراً للحيَاة، لعدَّةِ أسبابٍ، ولعلَّ أكثرَ هذه الأسباب ديناميكيَّةً هُوَ المحبَّة التي تكُونُ قد رأيتَها في مُحيَّاهُ. أُولئكَ الذينَ سارُوا وتكلَّمُوا معَ يسُوع كانُوا مُقتَنِعينَ بمحبَّتِهِ لهُم، وتأكُّدُهم من محبَّتِهِ تبرَهَنَ في الأناجيلِ الأربَعة.

في الإصحاحِ الحادِي عشَر من إنجيلِ يُوحنَّا، نرى لِقاءً بينَ يسُوع، وبينَ الأُختَين المَدعُوَّتَين مريم ومَرثا، ذلكَ اللِّقاء الذي كانَ يَشُعُّ بمحبَّةِ يسُوع لهُما ولأخيهِما لِعازار. كانَ لِعازَار مريضاً، فأرسَلَتِ الأُختانُ المُضطَّرِبَتانِ رٍسالَةً إلى يسُوعَ تقولانِ فيها: "يا رَبّ، الذي تُحبُّهُ مَريضٌ." (3) إنَّ كلمة "مريض" التي إستخدمتاها في رِسالتِهما ليسُوع كانت تُشيرُ إلى أنَّ أخاهُما كانَ يحتَضِرُ.

يُوصَفُ لِعازارُ كشخصٍ أحبَّهُ يسُوع، ونُخبَرُ أنَّ يسُوعَ بَقِيَ حيثُ كانَ، لأنَّهُ أحبَّ لِعازار وأختَيه. بإمكانِنا أن نتصوَّرَ كما كانَ هؤُلاء الثلاثة مُتَيقِّنِينَ من محبَّةِ يسُوع لهم. وفيما بعد، بعدَ أن ماتَ لِعازار، وجاءَ يسُوعُ إلى قبرِهِ، نقرَأُ التالي: "بَكَى يسُوع." (35) نفهَمُ من اللُّغةِ الأصليَّة أنَّ جسدَ يسُوعَ إرتَجفَ، عندما أجهَشَ يسُوعُ بالبُكاءِ بسببِ حُزنِهِ، وأُولئكَ الذينَ رأَوهُ يبكي قالُوا، "أنظُرُوا كيفَ كانَ يُحِبُّهُ!" (36) كانَ واضِحاً أنَّ يسُوعَ أحَبَّ لِعازار ليسَ فقط لمريم ولمرثا، بل أيضاً لأُولئكَ اليَهُود الذين جاؤُوا ليَبكُوا معَ مريم ومرثا.

في الإصحاحِ العاشِر من إنجيلِ مرقُس، نقرَأُ عن رَجُلٍ نُسمِّيهِ "الحاكِمُ الغَنيُّ الشاَّب." إقتَرَبَ هذا الرَّجُل من يسُوع ليعرِفَ ماذا ينبَغي عليهِ أن يعمَلَ لينالَ الحياةَ الأبديَّة. يقُولُ إنجيلُ مرقُس: "فنظَرَ إليهِ يسُوعُ وأَحَبَّهُ." (21) تُشيرُ اللُّغَةُ الأصليَّةُ إلى أنَّ هذه النظرة كانَت ثاقِبَةً، شارَكت محبَّةً عميقَةً راسِخَةً معَ هذا الشَّاب. هذا الشابُّ الغَني لم يعمَل ما قالَ لهُ يسُوعُ أن يعمَلَهُ إذا أرادَ أن ينالَ الحياةَ الابديَّة. يعتَقِدُ البَعضُ أنَّ هذا الرَّجُل الشَّاب كانَ كاتِب إنجيل مَرقُس، لأنَّ مرقُس هُوَ الوحيد بينَ كُتَّابِ الأناجيل الذي يذكُرُ هذه التفاصيل المُثيرة للدَّهشَة عن نظرة يسُوع المُفعَمَة بالمحبَّة لهذا الشابّ الغَني، قبلَ أن يمضِيَ بعيداً عن فُرصَةِ نوالِ الحياةِ الأبديَّة. هُناكَ أمرٌ نستطيعُ قولَهُ بالتأكيد عن هذا الرَّجُلِ الشَّاب، وهُوَ أنَّهُ عرَفَ أنَّ يسُوعَ أحبَّهُ عندما نظرَ إليهِ عن كَثَب.

لقد أحَبَّ يسُوعُ جميعَ أُولئكَ الذين إلتَقَى بهم خِلالَ حياتِه، حتَّى العشَّارينَ والخُطاة. نعرِفُ هذا من الطريقَة التي إختارَها لصرفِ وقتِهِ، مُتناوِلاً الطعام على موائِدِهم، وماشِياً معَهُم وسطَ المُدُن. لقد رَغِبَ بأن يقضِيَ وقتَهُ معَهُم وأن يُشارِكَهُم بالحياةِ الأبديَّةِ التي كانت مُتَوفِّرَةً، ليسَ فقط للمَحظُوظينَ رُوحيَّاً، بل أيضاً للخُطاةِ نظِيرَهُم. أُولئكَ الذين تمتَّعُوا بمحبَّتِهِ، تجاوَبُوا بعُرفانِ جَميلٍ ورهبة، مثل تِلكَ المرأة التي جلَست عندَ قَدَمَيهِ ومسحتَهُما بطيبِ نارِدين خالِص كَثير الثَّمن، وبِشعرِ رأسِها (لُوقا 7: 36- 38).

لقد شعرَ تلاميذُ يسُوع أيضاً بمحبَّتِهِ. فإنجيلُ يُوحنَّا يشهَدُ لمحبَّةِ المسيح. دعا يُوحنَّا نفسَهُ، "التلميذ الذي كانَ يسُوع يُحِبُّهُ" في عدَّةِ مُناسَباتٍ في ذلكَ الإنجيل (13: 23؛ 19: 26؛ 20: 2؛ 21: 7، 20) وكانَ يُوحَنَّا واعِياً تماماً لكونِ يسُوع يُحِبُّهُ. وبعدَ مُرُورِ ستِّينَ سنةً على سَيرِهِ معَ يسُوع كواحِدٍ من الرُّسُل، خصَّصَ يُوحنَّا السفرَ الأخيرَ من الكِتابِ المقدّس، أي سفر الرُّؤيا، ليسُوع المسيح بالكلماتِ التالية: "للذي أحبَّنا وقد غسَّلَنا من خطايانا بدَمِهِ، وجعَلَنا مُلُوكاً وكَهَنَةً للهِ أبيهِ، لهُ المجدُ والسُّلطانُ إلى أبدِ الآبِدين، آمين." (رُؤيا 1: 5- 6) قالَ يسُوعُ لشُركاءِ يُوحنَّا بأنَّهُم إذا تَبِعُوهُ، سيجعَلُهُم صَيَّادِي ناس. وبعدَ سِتِّينَ سنَةً قالَ يُوحنَّا، "جعلَنا مُلوكاً وكَهَنةً." ولكن ما يتذكَّرَهُ يُوحنَّا بِشكلٍ أساسِي هُوَ، "أحبَّنا!"

لقد أحَبَّ يسُوعُ جميعَ الذي إلتقاهُم في ثلاث سني خدمتِهِ العَلَنيَّة – الخُطاة والعشَّارين، الأغنياء والفُقراء، رُسُلَهُ وتَلاميذَهُ – وجَميعُ هَؤُلاء عرفُوا أنَّهُ أحبَّهُم. فهل أنتَ عالِمٌ بالحقيقَةِ المجيدَةِ أنَّهُ يكُنُّ لكَ نفسَ هذه النَّوعِيَّة من المحبَّة؟ منذُ عدَّةِ سنواتٍ طُلِبَ من لاهُوتِيٍّ شَهير أن يُقدِّمَ أعمقَ حقيقَةٍ سَبَقَ لهُ أن سمِعَها. بعدَ تفكِيرٍ عَميق، أجابَ، "يسُوعُ أحبَّني؛ هذا أعرِفُهُ بِحَقّ. لأنَّ الكِتابَ المقَدَّسَ يُخبِرُني بهِ." هل تعتَرِفُ بالقِيمةِ التي أولاها يسُوعُ للمحبَّة؟ وهل يعرِفُ الناسُ الذي تلتقي بهم في حياتِكَ أنَّهُم يُحَبُّونَ بمحبَّةٍ تأتي، من خِلالِكَ وليسَ منك؟

لقد تغيَّرَت حياتِي إلى الأبد عندما بدَأتُ أطلُبُ من يسُوع الحَيّ المُقام بأن يضعَني في موقِعٍ مُتَوسِّطٍ بينَ محبَّتِهِ، وبينَ آلامِ الناس المُتألِّمين، الذين ألتَقي بهم في حياتِي اليوميَّة. أُشجِّعُكَ أن تطلُبَ الأمرَ نفسَهُ من المسيح المُحِبّ. وعندما تفعَلُ هذا، سوفَ تكتَشِفُ أينَ هُوَ المسيح، وأينَ تُريدُ أن تقضِيَ بَقِيَّةَ حياتِكَ.


 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:08 AM   رقم المشاركة : ( 173744 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لقد أحَبَّ يسُوعُ جميعَ أُولئكَ الذين إلتَقَى بهم خِلالَ حياتِه حتَّى العشَّارينَ والخُطاة.
نعرِفُ هذا من الطريقَة التي إختارَها لصرفِ وقتِهِ، مُتناوِلاً الطعام على موائِدِهم، وماشِياً معَهُم وسطَ المُدُن.
لقد رَغِبَ بأن يقضِيَ وقتَهُ معَهُم وأن يُشارِكَهُم بالحياةِ الأبديَّةِ التي كانت مُتَوفِّرَةً، ليسَ فقط للمَحظُوظينَ رُوحيَّاً، بل أيضاً للخُطاةِ نظِيرَهُم.
أُولئكَ الذين تمتَّعُوا بمحبَّتِهِ، تجاوَبُوا بعُرفانِ جَميلٍ ورهبة، مثل تِلكَ المرأة التي جلَست عندَ قَدَمَيهِ ومسحتَهُما بطيبِ نارِدين خالِص كَثير الثَّمن، وبِشعرِ رأسِها (لُوقا 7: 36- 38).
 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:09 AM   رقم المشاركة : ( 173745 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






شعرَ تلاميذُ يسُوع بمحبَّتِهِ
فإنجيلُ يُوحنَّا يشهَدُ لمحبَّةِ المسيح. دعا يُوحنَّا نفسَهُ، "التلميذ الذي كانَ يسُوع يُحِبُّهُ" في عدَّةِ مُناسَباتٍ في ذلكَ الإنجيل (13: 23؛ 19: 26؛ 20: 2؛ 21: 7، 20) وكانَ يُوحَنَّا واعِياً تماماً لكونِ يسُوع يُحِبُّهُ.
وبعدَ مُرُورِ ستِّينَ سنةً على سَيرِهِ معَ يسُوع كواحِدٍ من الرُّسُل، خصَّصَ يُوحنَّا السفرَ الأخيرَ من الكِتابِ المقدّس، أي سفر الرُّؤيا، ليسُوع المسيح بالكلماتِ التالية: "للذي أحبَّنا وقد غسَّلَنا من خطايانا بدَمِهِ، وجعَلَنا مُلُوكاً وكَهَنَةً للهِ أبيهِ، لهُ المجدُ والسُّلطانُ إلى أبدِ الآبِدين، آمين." (رُؤيا 1: 5- 6)
قالَ يسُوعُ لشُركاءِ يُوحنَّا بأنَّهُم إذا تَبِعُوهُ، سيجعَلُهُم صَيَّادِي ناس. وبعدَ سِتِّينَ سنَةً قالَ يُوحنَّا، "جعلَنا مُلوكاً وكَهَنةً." ولكن ما يتذكَّرَهُ يُوحنَّا بِشكلٍ أساسِي هُوَ، "أحبَّنا!"
 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:11 AM   رقم المشاركة : ( 173746 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






أحَبَّ يسُوعُ جميعَ الذي إلتقاهُم في ثلاث سني خدمتِهِ العَلَنيَّة – الخُطاة والعشَّارين، الأغنياء والفُقراء، رُسُلَهُ وتَلاميذَهُ – وجَميعُ هَؤُلاء عرفُوا أنَّهُ أحبَّهُم.
فهل أنتَ عالِمٌ بالحقيقَةِ المجيدَةِ أنَّهُ يكُنُّ لكَ نفسَ هذه النَّوعِيَّة من المحبَّة؟ منذُ عدَّةِ سنواتٍ طُلِبَ من لاهُوتِيٍّ شَهير أن يُقدِّمَ أعمقَ حقيقَةٍ سَبَقَ لهُ أن سمِعَها.
بعدَ تفكِيرٍ عَميق، أجابَ، "يسُوعُ أحبَّني؛ هذا أعرِفُهُ بِحَقّ. لأنَّ الكِتابَ المقَدَّسَ يُخبِرُني بهِ." هل تعتَرِفُ بالقِيمةِ التي أولاها يسُوعُ للمحبَّة؟ وهل يعرِفُ الناسُ الذي تلتقي بهم في حياتِكَ أنَّهُم يُحَبُّونَ بمحبَّةٍ تأتي، من خِلالِكَ وليسَ منك؟

لقد تغيَّرَت حياتِي إلى الأبد عندما بدَأتُ أطلُبُ من يسُوع الحَيّ المُقام بأن يضعَني في موقِعٍ مُتَوسِّطٍ بينَ محبَّتِهِ، وبينَ آلامِ الناس المُتألِّمين، الذين ألتَقي بهم في حياتِي اليوميَّة. أُشجِّعُكَ أن تطلُبَ الأمرَ نفسَهُ من المسيح المُحِبّ. وعندما تفعَلُ هذا، سوفَ تكتَشِفُ أينَ هُوَ المسيح، وأينَ تُريدُ أن تقضِيَ بَقِيَّةَ حياتِكَ.
 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:12 AM   رقم المشاركة : ( 173747 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الخرُوفُ الضَّائِع

بِحَسَبِ الأناجيل الأربَعة، عرَّفَ يسُوعُ قِيمَةً عندما وافَقَ معَ إشعياء أنَّنا كُلَّنا كَغَنَمٍ ضَلَلنا، وأنَّ اللهَ هُوَ مثلُ راعٍ عظيم ومُحِبّ يُحِبُّ أن يطلُبَ ويُرجِعَ خرافَهُ الضَّالَّة: "أيُّ إنسانٍ منكُم لهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وأَضَاعَ واحِداً منها ألا يترُكُ التِّسعَةَ والتِّسعِينَ في البَرِّيَّة ويذهَبَ لأجلِ الضَّالّ حتَّى يَجِدَهُ. وإذا وجدَهُ يضَعُهُ على مَنكِبَيهِ فَرِحاً. ويأتي بهِ إلى بِيتِهِ ويدعُو الأصِدقاءَ والجِيران قائِلاً لهُم افرَحُوا معِي لأنِّي وجدتُ خَرُوفي الضَّال. أقُولُ لكُم إنَّهُ هكذا يكُونُ فَرَحٌ في السماء بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتُوبُ أكثَر من تِسعَةٍ وتِسعِينَ بارَّاً لا يحتاجُونَ إلى تَوبَة." (لُوقا 15: 4- 7)

جاءَ يسُوعُ إلى العالم لكَي يُخلِّصَ الهالِكين (لُوقا 19: 10). وجاءَ ليمنَحَ الشِّفاءَ الرُّوحِيَّ للمرضَى، والمُتألِّمين، والذين يحتاجُونَ إلى طَبيب. ولكن، كما رَأَينا في عِدَّةِ مُناسَباتٍ أُخرى، كانَ رجالُ الدِّين ذوي البِرّ الذَّاتِي مُنزَعِجينَ من الخُطاة الذين أحبَّهُم يسُوع. فانتَقَدُوا يسُوعَ لأنَّهُ قضى وقتاً معَ هؤُلاء الخُطاة. ولقد صُدِمَ رجالُ الدِّينَ خاصَّةً عندما دَعاهُم يسُوعُ ليُشارِكُوهُ عطفَهُ على الضَّالِّينَ والمُتألِّمين.

يبدُو أنَّهم كانُوا غير قادِرينَ على رُؤيَةِ العُميان، المأسُورين، والمُنكَسِري القُلوب الذين وصفَهُم إشعياءُ في نُبُوَّتِهِ العظيمة التي تبنَّاها يسُوع كَبَيانٍ لهُ. عندما رأَوا هؤُلاء الخُطاة الذين كانُوا غالِباً ما يُحيطُونَ بيسُوع، كُلّ ما إستطاعُوا رُؤيَتَهُ كانَ نجاسَة الخُطاة والعشَّارِين. وتحدَّى يسُوعُ الفَرِّيسيِّين والكَتَبَة بأن يرَوا هؤُلاء الأشخاص كما رآهُمُ الله.

إحدَى الطُرُق التي بِها شارَكَ يسُوعُ رُؤياهُ معَ القادَةِ الدِّينيِّين، كانت أن يقُولَ أنَّ اللهَ رأى هؤُلاء الخُطاة كخِرافٍ ضالَّة. ففي النَّهايَة، كتبَ أميرُ الأنبِياءِ إشعياء أنَّ كُلَّ واحِدٍ منَّا هُوَ خروفٌ ضالٌّ، إلى أن يجِدَنا الرَّاعي العَظيم (إشعياء 53: 6).

إن كُنتَ تشعُرُ بأنَّكَ عاجِزٌ مثل الخروف الضَّال، إعلَمْ أنَّ قيمتَكَ كبيرَةٌ جدَّاً بِنَظَرِ الله، وأنَّ يسُوعَ المسيح جاءَ إلى هذا العالم من أجلِ أشخاصٍ نظِيرَكَ. جاءَ ليَمُوتَ من أجلِكَ. فلو كانَ يسُوعُ مارَّاً في قَريَتِكَ اليوم، لإختارَ لرُبَّما أن يقضِيَ طِوالَ النَّهارِ معَكَ، مثلما قضى نهاراً بطُولِهِ معَ خاطِئٍ إسمُهُ "زَكَّا." (لُوقا 19: 1- 10) إنَّهُ يَقِفُ على بابِ حياتِكَ اليوم، يقرَعُ بصبرٍ، لأنَّهُ يُريدُكَ أن تفتَحَ بابَ حياتِكَ، وأن تَتَجاوَبَ معَ محبَّتِهِ وغُفرانِهِ، وأن تعتَرِفَ بهِ كراعٍ لكَ (رُؤيا 3: 20).

وعندما ستُصبِحُ واحداً من تِلكَ الخراف الضَّالَّة التي جاءَ الرَّاعي الصالِح ليَطلُبَها، هل ستعتَرِفُ بالقِيمَةِ التي أولاها يسُوعُ للخاطِئِ الآخر الذي جاءَ يسُوعُ ليَطلُبَهُ ويُخَلِّصَهُ؟ وكما أعلَنَ يسُوعُ من هُوَ اللهُ ونِظام قِيَم الله، علَّمَ أنَّ اللهَ يُولِي قيمَةً كُبرى للضَّالِّين. فالمسيحُ الحَيُّ المُقامُ يُريدُنا أن نعتَرِفَ بِقِيَمِهِ وأن ننضَمَّ إليهِ في مُهِمَّتِهِ العظيمة بمنحِ الخلاصِ للضَّالِّينَ والمُتألِّمينَ في هذا العالم.


 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:15 AM   رقم المشاركة : ( 173748 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






جاءَ يسُوعُ إلى العالم لكَي يُخلِّصَ الهالِكين (لُوقا 19: 10).
وجاءَ ليمنَحَ الشِّفاءَ الرُّوحِيَّ للمرضَى، والمُتألِّمين،
والذين يحتاجُونَ إلى طَبيب. ولكن، كما رَأَينا في عِدَّةِ مُناسَباتٍ
أُخرى، كانَ رجالُ الدِّين ذوي البِرّ الذَّاتِي مُنزَعِجينَ من الخُطاة
الذين أحبَّهُم يسُوع. فانتَقَدُوا يسُوعَ لأنَّهُ قضى وقتاً معَ هؤُلاء الخُطاة.
ولقد صُدِمَ رجالُ الدِّينَ خاصَّةً عندما دَعاهُم يسُوعُ
ليُشارِكُوهُ عطفَهُ على الضَّالِّينَ والمُتألِّمين.
 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:16 AM   رقم المشاركة : ( 173749 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






إن كُنتَ تشعُرُ بأنَّكَ عاجِزٌ مثل الخروف الضَّال،
إعلَمْ أنَّ قيمتَكَ كبيرَةٌ جدَّاً بِنَظَرِ الله،
وأنَّ يسُوعَ المسيح جاءَ إلى هذا العالم من أجلِ أشخاصٍ نظِيرَكَ.
جاءَ ليَمُوتَ من أجلِكَ. فلو كانَ يسُوعُ مارَّاً في قَريَتِكَ اليوم،
لإختارَ لرُبَّما أن يقضِيَ طِوالَ النَّهارِ معَكَ، مثلما قضى نهاراً
بطُولِهِ معَ خاطِئٍ إسمُهُ "زَكَّا." (لُوقا 19: 1- 10)
إنَّهُ يَقِفُ على بابِ حياتِكَ اليوم، يقرَعُ بصبرٍ، لأنَّهُ يُريدُكَ أن تفتَحَ بابَ حياتِكَ،
وأن تَتَجاوَبَ معَ محبَّتِهِ وغُفرانِهِ، وأن تعتَرِفَ بهِ كراعٍ لكَ (رُؤيا 3: 20).
 
قديم 22 - 09 - 2024, 09:19 AM   رقم المشاركة : ( 173750 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,422

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبناءٌ ضالُّون


بعدَ أن علَّمَ يسُوعُ الحلقَةَ الخارِجيَّة عن قِيمَةِ الدراهِمِ المفقُودَة، تابَعَ ليُقدِّمَ مَثَلَ الإبن الضَّال: "وقالَ. إنسانٌ كانَ لهُ إبنان. فقالَ أصغَرُهُما لأبيهِ يا أبي أعطِنِي القِسمَ الذي يُصيبُني من المال. فقسَمَ لهُما مَعيشتَهُ. وبعدَ أيَّامٍ لَيسَت بكَثِيرَة جمعَ الإبنُ الأصغَرُ كُلَّ شَيءٍ وسافَرَ إلى كُورَةٍ بَعيدَةٍ وهُناكَ بَذَّرَ مالَهُ بِعَيشٍ مُسرِف.

"فلَمَّا أنفَقَ كُلِّ شَيءٍ حدَثَ جُوعٌ شَديدٌ في تِلكَ الكُورَة فابتَدَأَ يحتاجُ. فمَضَى والتَصَقَ بِواحِدٍ من أهلِ تِلكَ الكُورَة فأرسَلَهُ إلى حُقُولِهِ لِيَرعَى خنازير. وكانَ يشتَهي أن يملأَ بطنَهُ من الخُرنُوب الذي كانت الخنازيرُ تأكُلُهُ. فلم يُعطِهِ أحَدٌ.

"فرجَعَ إلى نفسِهِ وقالَ كم من أجِيرٍ لأبي يفضُلُ عنهُ الخُبز وأنا أهلِكُ جُوعاً. أقُومُ وأذهَبُ إلى أبي وأقُولُ لهُ يا أبي أخطأتُ إلى السماءِ وقُدَّامَكَ. ولَستُ مُستَحِقَّاً أن أُدعَى لكَ إبناً. إجعَلْنِي كأحدِ أجراك. فقامَ وجاءَ إلى أبيه.

"وإذ كانَ لم يزَلْ بعيداً رآهُ أبُوهُ فتَحَنَّنَ وركَضَ وَوَقَعَ على عُنُقِهِ وقَبَّلَهُ. فقالَ لهُ الإبنُ يا أبي أخطَأتُ إلى السَّماءِ وقُدَّامَكَ ولستُ مُستَحِقَّاً بعدُ أن أُدعَى لكَ إبناً. فقالَ الأبُ لِعَبيدِهِ أخرِجُوا الحُلَّةَ الأُولى وأَلبِسُوهُ واجعَلُوا خاَتَماً في يَدِهِ وحذاءً في رِجلَيه. وقَدِّمُوا العِجلَ المُسمَّنَ واذبَحُوهُ فنَأكُلَ ونفرَحَ. لأنَّ إبني هذا كانَ مَيِّتاً فعاش وكانَ ضالاً فوُجِد. فابتَدَأُوا يفرَحُون." (لُوقا 15: 11- 24)

سبقَ ورأينا أنَّ هذا التعليم جاءَ في إطارِ مُحادَثَةٍ عفوِيَّةٍ بَينَ يسُوع والخُطاة والفَرِّيسيِّين. فبينما كانَ الفَرِّيسيُّون مُضطَّرِبينَ بسبب تعامُل يسُوع معَ الخُطاة، أجابَ يسُوعُ على غضبِهِم بتحدٍّ وضعَهُ أمامَهُم. وكأنَّ يسُوع كانَ يقُولُ لَهُم، "كُلّ ما تَرَونَهُ هُنا هُوَ خُطاةٌ وعشَّارُون، ولكنَّ اللهَ يَرى أبناءَ ضالِّين. بعضُ هؤلاء الخُطاة هُم أبناءُ الله، الذي إستَخدَمُوا إرادَتَهُم الحُرَّة بتبذيرِ عُمرِهم في العالم. ولكنَّ اللهَ إستَخدَمَ عواقِبَ هذه الخيارات الجاهِلَة، لكَي يُرجِعَ هؤُلاء الأبناء إلى بيتِ أبيهم. وهذا ما يَهُمُّ في السماء – والملائكةُ كُلُّها ستفرَحُ. فلماذا أنتُم لا تفرَحُون؟

كانَ الأبُ في هذا المثَل مُتَسامِحاً لدَرَجَةِ أنَّهُ سمَحَ لإبنِهِ بأن يُمارِسَ إرادَتَهُ الحُرَّة، وهذه هي الطريقة التي يتجاوَبُ بها اللهُ معَنا. فهُوَ يسمَحُ لنا بأن نتَّخِذَ خياراتِنا الجاهِلَة، حتَّى ولو كانت هذه الخَياراتُ مُتعارِضَةً معَ إرادَتِه. وهُوَ يسمَحُ بعواقِبِ خياراتِنا الجاهِلَة التي تُرجِعُنا إلى نُفُوسِنا، وتجعَلُنا نُغَيِّرُ إتَّجاهَنا، ونُقرِّرُ العودَةَ إلى مَشيئَةِ الآبِ لِحياتِنا.

إن كُنتَ كالإبنِ الضَّالّ، وإن كُنتَ في الكُورَةِ البَعيدة، تُبَدِّدُ حياتَكَ بعَيشٍ مُسرِف، لتُصبِحَ نتيجَةُ حياتِكَ الآثِمة مثل "مائِدَة عواقِب وَخيمة،" طعاماً مصنُوعاً من الأعشابِ المُرَّة، عندها عليكَ أن تُدرِكَ أنَّ أباكَ السماوِيّ يُحِبُّكَ. حتَّى ولو كانَ مُتَساهِلاً لدرجةِ أنَّهُ سمَحَ لكَ بأن تتَّخِذَ هذه الخَيارات الخاطِئة، ولكنَّهُ يتألَّمُ عندما يراكَ تُبَدِّدُ سنِي حياتك. ولكنَّ الأخبارَ السارَّة هي أنَّهُ مُستَعِدٌّ أن يأتِيَ إليكَ راكِضاً لكي يستَقبِلَكَ بدفءٍ عندما ترجِعُ إلى نفسِكَ، وتبدأُ بالسيرِ رُجُوعاً إلى بيتِ الآب. وعندما يراكَ لا تزالُ بعيداً، سوفَ يركُضُ إليكَ ويغمُرُكَ بِذِرَاعَيهِ.

هل تعتَرِف بالقيمةِ التي يُوليها المسيحُ للأبناءِ الضَّالِّين؟ وإن لم تكُنْ إبناً ضالاً، ولم تختَبِرْ أبداً هذا النَّوع من الحياة، هل لَدَيكَ محبَّة المسيح في قَلبِكَ للأشخاصِ الضَّالِّين؟ وهَل تفرَحُ عندما يرجِعُ هؤلاء الضَّالُّون؟ إنَّ رِجالَ الدِّين لم يعتَرِفُوا بمَحَبَّةِ المسيح لأبناءِ اللهِ الضَّالِّين. إنَّهُم لم يتراجَعُوا فقط عن الإحتِفالِ بعودَةِ الضَّالِّين. بل كانُوا مُستَائِينَ من الإحتِفال. ولم يستطيعُوا أن يَرَوا في هؤُلاء إلا عشَّارينَ وخُطاةً في حلقَةِ يسوع الداخِليَّة.

إن كُنَّا نعرِفُ ونلمُسُ محبَّةَ المسيح، الذي يحيا في قُلوبِنا اليوم، سنكتَشِفُ أنَّهُ يتحدَّانا بأن نستَقبِلَ ونقبَلَ الأبناءَ الضَّالِّين عندما يرجِعُونَ إلى بَيتِ الآب. فدعُونا، كما يفعلُ الملائكَةُ في السماء، أن نفرَحَ عندما يتُوبُ أبناءُ اللهِ الضَّالِّين ويرجِعُونَ. ومثل الآب نفسه، دعُونا نغمُرُهُم، ونطرَحُ جانِباً إنكارَهُم بأنَّهُم يستَحِقُّون أن ينتَمُوا إلى عائِلَةِ الله، وأن نُلبِسَهُم الخاتَمَ والثَّوب، وأن نقومَ بإعدادِ إحتِفالٍ عظيم! لأنَّ أبناءَ وبنات اللهِ كانُوا ضَّالِّينَ فَوُجِدوا، وكانَوا أمواتاً فعاشُوا.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024