اصلح اخطاء الآخرين بمحبة المسيح
يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً . ( يعقوب 4 : 6 )
كثيرون يتحمسون لعلاج اخطاء الآخرين وقد لا ينقصهم صدق الدافع أو حماس الرغبة ، ومع هذا يكون علاجهم لاخوتهم خارج مشيئة الله ، لماذا ؟ لأنهم يعالجون الخطأ بخطأ آخر ، يعالجون اخطاء اخوتهم بطريقة جارحة دون ان يلاحظوا انهم بعملهم هذا يسببون جرحا ً كبيرا ً لغيرهم ، واحيانا ً يوجهون الانتقادات للآخرين ويحكمون عليهم بطريقة ٍ مزعجة دون أثر للمحبة ، تلك المحبة التي تتأنى وترفق ، المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ ، المحبة التي تستر كثرة ً من الخطايا ( 1 كورنثوس 13 ) . يعلمنا الرسول بولس قائلا ً : " أَيُّهَا الإِخْوَةُ ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا ، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ " ( غلاطية 6 : 1 ) نعم هناك فرق ٌ بين علاج الخطأ بالجسد وبين علاجه ِ بالروح . العلاج بالروح المقدس دائما ً يمتلأ بالحب الحقيقي والاتضاع الصادق . إن كنت قد رأيت ما هو خطأ في اخيك ، لا تذهب اليه منتقدا ً تصرفه ولاذعا ً في تعييرك ، بل تعال بكل محبة قلب ٍ وصدق ٍ خالص . تعال كما علمك المعلم الاعظم بكل تواضع كي تقدر ان تغسل رجلي اخيك التي اتسخت باوحال هذا العالم الذي لا يعطي الى كل الذين يركضون خلفه الا التعب والمشقة .
ربي يسوع ، يا من باتضاع ٍ فائق ٍ انحنيت لتغسل اقدام عبيدك ، وانت الذي لم تفعل خطية ً واحدة . انت وحدك تقدر ان تغسل ارجلنا من الغبار العالق بنا من رحلتنا في زمن الغربة . ايها الرقيق كل الرقة ، اللطيف كل اللطف . ايها الراعي العذب الذي قصبة مرضوضة لم تقصف وفتيلة مدخنة لم تطفئ . تحتمل وتحتمل . تعالج اخطائنا في صبر ٍ عجيب . ما اعظم طول اناتك ، ما اعجب وداعتك . آه يا سيدي ، علمنا ان نتشبه بك ونحب اخوتنا كما احببتهم ، وحينما يخطئون نعاملهم كما تعاملنا دون ان نجرح مشاعرهم . يا رب علمنا ان نحب كما احببت انت .