حاجة الإنسان للخلاص كانت منذ بدء التاريخ، حين تمرد آدم وحواء على وصايا الله "هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها " (تكوين 11:3)، منذ ذلك الحين بدأت نعمة المسيح تتحرك بإتجاه الإنسان الغارق في خطاياه وفي همومه ومشالكه، وفي ضياعه الكبير، لكي تنتشله مجددا من بين براثيم ابليس إلى احضان الآب المحب، ولم تفرّق بين أحد، والآن أيضا نعمة المسيح التي تجلّت على الصليب لا تفرّق بين شعب وآخر، بل قوّة هذه النعمة المميزة بأنها مبنية فقط على بر المسيح الكامل والمنبثق من فوق لأنه فوق الجميع "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمّه الله كفاّرة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله، لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون بارا ويبرّر من هو من الإيمان بيسوع" (رومية 24:3).