![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() عانى اليهود من السبي فحسبوا أنفسهم كزوجة هجرها رجلها أو أرض صارت قفرًا وها هو الرب يردهم ليصيروا أبناء عاملين في أرضهم (بلدهم). لكن ربما خشي البعض من التعرض للسبي مرة أخرى، لهذا يؤكد الرب حراسته لشعبه الراجع إليه. إن كان عدو الخير قد أسرنا في أرضه، وحرمنا من أرض الموعد، ومن التمتع بالمقدسات السماوية، الآن بالصليب صرنا عروسًا للرب، ورجعنا كما إلى الفردوس كبيت خاص بنا أو كمدينة مقدسة نسكن فيها مع إلهنا الذي يُقيم حراسة مشددة يَقِظة عند أسوارنا تُراقب العدو ليل نهار بلا توقف [6]. من هم هؤلاء الحراس الذين يقيمهم الرب على كنيسته إلاَّ خدامه الأمناء اليقظين، خاصة بروح الصلاة الدائمة مع العمل الرعوي المملوء حبًا. هذا ما نلمسه في خدمة الرسول بولس القائل: "لذلك اسهروا متذكرين إني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد" (أع 20: 31). وأيضًا في خدمة صموئيل النبي القائل: "وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم" (1 صم 12: 23). هكذا تلتحم الصلاة الدائمة مع الحب والتعليم المستمر بكونها جميعًا عمل حراسة لمدينة الرب. في حياة الإنسان المسيحي الحق صاحب المعرفة الروحية العملية -الغنوسي- يلزم إقامة حراسة مستمرة داخلية، عبرّ عنها القديس اكليمندس الإسكندري بقوله: [يليق بالغنوسي أن يتأمل في الله قدر المستطاع]. ما أروع العبارة: "يا ذاكري الرب لا تسكتوا، ولا تدعوه يسكت" [6-7]. هكذا يدعونا الرب أن نذكره على الدوام ولا نسكت فيستجيب هو أيضًا ولا يسكت؛ نذكره فيذكرنا، فإنه مشتاق أن يُدخلنا معه في معاملات قوية ومستمرة، طالبًا أن يُثبتا كأورشليمه المجيدة، ويجعل منا "تسبيحة في الأرض" [7]. كل من يتطلع إلينا أو يتلامس معنا يتمتع بأيقونة السماء، الفرح الداخلي الحق. يهبنا الله أن نتمتع بثمر روحه القدوس من قمح وخمر ولا يغتصبه العدو منا. ما هو القمح إلاَّ التمتع بالشركة مع المسيح السنبلة الفريدة؟! وما هو الخمر إلاَّ عطية الروح القدس واهب الفرح؟! كأن سهرنا في الرب يحفظ شركتنا مع الله في المسيح يسوع قمحنا السماوي بواسطة روحه القدوس الخمر الفريد. |
![]() |
|