|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نقل جبل المقطم قصد الرب الإله في طريقة خلاصه للبشرية ألا يترك نفسه بدون شاهد في الشرق الأوسط. إختار أن يكون هذا الشاهد في مصر حيث تعيش أكبر أقليه مسيحية في الشرق الأوسط اليوم: "فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا" (إِشَعْيَاءَ 19: 19)؛ " يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ" (إِشَعْيَاءَ 19: 25 أ). كل ألف سنة، يصدر السيد المسيح تصريحه وقوله في مصر ليؤكد هذه النبوءة. يبدو أنه يعلن جهارا أن شاهده في مصر سيبقى الألف سنة التالية، أو حتى مجيئه الثاني إذا حدث قبل ذلك. تميزت أول ألف سنة بعد الميلاد بسلسلة من الإضطادات الرومانية والبيظنتية والإسلامية للكنيسة القبطية في مصر. حدثت هذه المعجزة في نهاية الألف سنة الأولى للمسيحية في القرن العاشر الميلادي في عهد الخليفة الفاطمي المُعز لدين الله (952-975) والبطريرك القبطي أبرآم السرياني (البطريرك الثاني والستين—975-978). كان المسئول على جباية الخراج رجل يدعى يعقوب بن كلس الذي تحوّل من اليهودية إلى الإسلام حتى يحصل على منصب عالي في الحكومة. كان يعقوب يمقت المسيحية والمسيحيين. قد حاول أن يثبت أن المسيحية ديانة كاذبة وباطلة. لذلك طلب من الخليفة أن يجادل ممثلي الكنيسة القبطية في حضرته. أفحمه ودحض حججه الأسقف القبطي ساويرس ابن المقفع وتغلب عليه في المجادلة. غضب يعقوب لهذه النتيجة وخرج من المجادلة مُصرا أن يفعل كل ما في وسعه ليمحو المسيحية من مصر. ليحقق هذا الهدف، ذكر للخليفة المسلم أن السيد المسيح قد علم تلاميذه قائلا: "فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ" (مَتَّى 17: 20). أشار على الخليفة أن يطلب من المسيحيين المصريين أن يثبتوا صحة ديانتهم بتحريك جبل المقطم العظيم المطل على القاهرة. إستدعى الخليفة البطريرك القبطي أبرآم السرياني وأعطاه ثلاثة إختيارات: إما أن يحرك الجبل، أو يتحول كل الشعب القبطي إلى الإسلام، أو يتم الإستيلاء على جميع ممتلكات الشعب القيطي ونفيهم. طلب البطريرك من الخليفة أن يمهله ثلاثة أيام ليتدبر الأمر. أمر البطريرك كل مسيحي مصر بالصلاة والصوم لمدة ثلاثة أيام حتى يتدخل الرب الإله وينقذ كنيسته وشعبه من الدمار. أما هو فانطلق إلى كنيسة السيدة العذراء مريم المعروفة بالمعلقة بمصر القديمة (مازالت قائمة حتى الآن) حيث إنعكف على الصوم والصلاة حتى شاهد في رؤية السيدة العذراء في صباح اليوم الثالث. أعطته إرشادات مفصلة ليتصل برجل سيفعل الرب معجزة تحريك الجبل على يديه. أطاع الإرشادات فوجد الرجل المطلوب. كان رجلا دبّاغا فقيرا في ملابس رثة بعين واحدة يدعى سمعان الخراز. خلع عينه الأخرى عندما حاولت إمرأة أن تغريه إذ قد فهم تعليم السيد المسيح في هذا الشأن بطريقة حرفية (مَتَّى 5: 29). وقد إعتاد كل صباح باكر أن يملأ قربته بالماء ويقوم بتوزيعه على المقعدين من الكهول والمرضى الذين لا يستطيعون الحصول على الماء لأنفسهم. أخبر سمعان البطريرك بما ينبغي عمله. أخبر البطريرك الخليفة أن الرب سيحرك الجبل. أخذ الخليفة عظماءه وجنوده إلى الجبل، كما ذهب البطريرك وأساقفته وسمعان الخراز وكهنة ومجموعة كبيرة من الشعب القبطي إلى سفح الجبل. بعد تقديم القداس الإلهي، سجد البطريرك والشعب ثم وقفوا قائلين "كيرياليصون" (يا رب ارحم) فحدثت زلزلة وضوضاء إذ بدأت صخور قاعدة الجبل تتشقق وتحرك الجبل وارتفع عند قيامهم من سجودهم حتى ظهرت الشمس من تحته. وكان الجبل ينخفض ويرتفع متابعا حركتهم كلما سجدوا ووقفوا بعد سجودهم حتى أكملوا ثلاثة مرات. ففزع الخليفة وحاشيته وجنوده فأسرع إلى البطريرك يلتمس منه أن يكف لأنه الآن يعلم أن الإيمان المسيحي إيمان صادق وأن المسيح حي. نتيجة لهذه المعجزة العظيمة بقيت المسيحية في مصر ولم تندثر وتحسّنت أحوال المسيحيين في مصر في عهد الخليفة المُعز. تم بناء كنائس جديدة وإصلاح كنائس مخرّبة. فضّل المعز المسيحيين لدرجة أنه أمر بهدم مسجد بُنِيَ مواجها كنيسة الأنبا شنودة في مصر القديمة. توجد أدلة تاريخية هامة تشير إلى أن الخليفة المعز آمن بالمسيحية وتعمّد وتنازل عن عرشه لإبنه العزيز بالله وقضى أواخر سني حياته في دير في الصحراء. تزوج إبنه العزيز إمرأة مسيحية؛ فضل المسيحيين في مناصب الحكومة الرفيعة؛ سمح ببناء كنائس جديدة وبإصلاح الكنائس القديمة؛ وخفف حمل الضرائب الثقيل عن كاهل المسيحيين. |
|