ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشيخ فيلوثيوس زرفاكوس عند انتهاء خدمته العسكريّة، كشف قسطنطين للقديس نكتاريوس، الذي كان حينها مدير إكليريكية روزاريو في أثينا، عن رغبته بأن يُصبح راهباً في الجبل المقدّس. لكنّ القديس نصحه، بدلاً من ذلك، بالذهاب إلى دير لونغوفاردا Longovarda في باروس Paros. لكنّه بالرغم من ذلك أعطاه بركته عندما رأى تصميمه على الذهاب إلى الجبل المقدس، ذلك الجبل الذي لا يستطيع الفتى المُتحمّس والطموح أن يُقاوم الشهرة التي كان يتمتّع بها. في أيار سنة 1907، استقلّ قسطنطين باخرة إلى تسالونيكي حيث من المُفترض أن يكمل طريقه إلى الجبل المقدّس. كان مسروراً بالتوقّف (في تسالونيكي) ما يمنحه فرصة للسجود لبقايا القدّيس العظيم في الشهداء ديمتريوس، الذي كان يجلّه منذ الطفولة. لكن عندما قام بتحضيراته لإكمال رحلته، حرمه الأتراك من ذلك – إذ كانوا يخلون المدينة في ذلك الوقت – وأوقفوه لظنّهم أنّه جاسوس. فتمّ اقتياده إلى البرج الأبيض السيء السمعة، إلاّ إنّ الباشا أسرع بنفسه وأصدر أمره بإخلاء سبيله وبأن يستقلّ باخرة يونانيّة كانت على وشك الإبحار إلى اليونان. لاحقاً، علم قسطنطين، المذهول من تدخل الباشا، بأن القدّيس ديمتريوس ظهر للباشا في ذلك الصباح وأمره بالذهاب سريعاً إلى الشارع الفلاني وإطلاق سراح شاب كان قد أُوقف وأُدين ظلماً، وبإرساله على الباخرة ميكالي التي ستعود به إلى اليونان. نزل قسطنطين من الباخرة في فولوس حيث قابل أُناساً طيّبين حاولوا مساعدته على تأمين إذن بالدخول إلى الجبل المقدّس، إلاّ أنّه أدرك أنّها ليست إرادة الله وذلك بعد أن قامت العراقيل عند كلّ محاولة. كتب لاحقاً: “لقد تعلّمت درساً قيّماً، يجب أن أكون مُطيعاً بالكليّة لأبي الروحي، بدون معارضة، وأن أختشى، لا عن مشيئتي بل مشيئة أبي الروحي كما فعل الربّ يسوع المسيح عندما أتى إلى العالم لا ليُتمّم مشيئته بل مشيئة الآب الذي أرسله”. بعد بضعة أيّام، أبحر إلى مرفأ سبيروس في جزيرة باروس، ومن هناك شقّ طريقه سيراً على الأقدام إلى دير لونغوفاردا. لقد تحقّق، أخيراً، توقه إلى دير يمكث فيه: “عندما شاهدتُ النظام، التقوى، الطاعة، المحبّة، التعاطف والإنسجام بين الإخوة، شعرتُ بفرخ عارم حتى أنّني ظننت نفسي في الفردوس”. تمَّ قبوله كمبتدئ، وبعد سبعة أشهر، في كانون الأول سنة 1907، أُعطي الإسكيم الصغير وسُمي فيلوثيوس “مُحبّ الله”. في سنة 1910، أخذ الأب فيلوثيوس، وقد أصبح شماساً، البركة لتحقيق حلم صباه وذهب إلى الجبل المقدّس حيث أراد في الماضي ان يُصبح راهباً. لقد كتب بحماس إلى صديق حول هذا الحجّ، واصفاً الفرح والرهبة اللذين اختبرهما عندما أصبح في “بستان العذراء” وتمكنه من تكريم الكنوز الروحيّة العديدة: بقايا القدّيسين والأيقونات العجائبيّة في الأديرة المتعدّدة والأساقيط (جمع إسقيط) التي زارها. لقد ذكر بحزن، في سيرته الشخصيّة: “لقد وجدتُ، فقط، قليلاً من الأشخاص القدّيسين يُعدّون على الأصابع. لم أرَ أيّا من أصحاب المواهب أو صانعي العجائب كما كان يوجد في السابق”. في رحلة عودته، عرج إلى تسالونيكي من أجل السجود لبقايا القدّيس ديمتريوس. ومرّة أخرى تمَّ اعتقاله من قبل الأتراك شكّاً منهم بأنّه جاسوس. فوُضِعَ في زنزانة يحوطها ثلاث طبقات من الشريط الشائك، فوجد فيها شاباً محتجزاً مثله. لم يطُل مكوثه هناك حتى حصلت فوضى كبيرة على المرفأ جعلت الحرّاس يهرعوا إلى هناك. فقد اشتعلت النيران في خزان وقود إحدى بواخر الركاب. قام الشاب، سريعاً، بإخراج قاطعة أسلاك (كماشة) من جيبه وقطع بعض الاسلاك، ثمَّ قاد الأب فيلوثيوس خارج السجن إلى باخرة يونانيّة راسية خارج المرفأ. بعد أن قام بترتيب أغراضه، التفت الأب فيلوثيوس ليشكر الشاب لكن هذا الأخير كان قد توارى. لم يعرف من كان إلاّ بعد سنوات: كان يُقيم الذبيحة الإلهيّة في كنيسة القدّيس ديمتريوس فنظر إلى أعلى ورأى أن أيقونة القدّيس تشبه كثيراً الشاب مُحرّره. بدلاً من العودة إلى لونغوفاردا، استغلّ الأب فيلوثيوس الفرصة ليزور اباه الروحي، القدّيس نكتاريوس الذي صار حينها يعيش في ديره الرهباني في آيينا. وجد رئيس الكهنة مُرتدياً جبّة رَثّة وهو يحفر بالمعول في الباحة. ظنّاً منه بأنّه أحد العمّال، طلب الأب فيلوثيوس من القدّيس نكتاريوس أن يذهب إلى المطران لإبلاغه بأنّ إبنا روحيّاً له، شماساً، ينتظر خارجاً ليراه. لم يكشف القدّيس عن هويّته مباشرة بل قاد الزائر إلى غرفة الإستقبال: “إنتظر هنا وسأذهب لأطلب منه المجيء”. بعد عدّة دقائق عاد: “لقد صُدمت وتفاجأت” يتذكّر الأب فيلوثيوس: “لقد وجدتُ أن الرجل الذي ظننته عاملاً… وخاطبته بخشونة وبطريقة الأمر، كان المطران نفسه! حتى أنّي لم آخذ بعين الإعتبار أنّها كانت ساعة الإستراحة بعد الظهر، إذ ينام الجميع…! لقد ركعت والدموع في عينيّ متوسّلاً إليه أن يسامحني على تكبّري وسوء تصرّفي”. قام، حينها، الأب فيلوثيوس بالتوسّل إلى القدّيس ليعلّمه كيف يتغلّب على الكبرياء الممقوتة من الله، وهكذا بدأ القدّيس نكتاريوس بالشرح مفسّراً كيف أنّه، وحسب الآباء القدّيسين، كلّ خطيئة تُغلب بفضيلتها المقابلة: “…يتمّ التغلّب على الحسد بالمحبّة، الكبرياء بالتواضع، البخل بالفقر، الجشع وقساوة القلب بالإحسان والتعطّف، التراخي بالاجتهاد، الشراهة والاستعباد للبطن بالصوم والإمساك، الكلام الباطل بالصمت، الانتقاد والنميمة بلوم النفس والصلاة…”. لقد شدّد القديس على أنّنا لا نقوم بهذا بفضل جهدنا الشخصي وقوّتنا. يجب أن نتوسّل إلى الله ليقوم بذلك. غادر الأب فيلوثيوس أباه الروحي، وهو مملوء بالغنى الروحي والعزم، إلى لونغوفادا في أيلول سنة 1910. في 22 نيسان سنة 1912، يوم أحد السامريّة، رُسم الأب فيلوثيوس كاهناً على يد الميتروبوليت جبرائيل الذي من تريفيليا من أعمال أولمبيا. لقد وصف تلك المناسبة في رسالة بعثها إلى أبيه الروحي الجزيل الوقار في دير كاراكاللو: “عندما شارف التكريس على أن يبدأ، وقف المطران في الباب الملوكي مُتحسّساً خطورة مهمّته، وبدأ يتكلّم عن الكهنوت. كان متأثّراً ولم يقُل إلاّ بضع كلمات بليغة مفعمة بالمعاني. عندما انتهى، طلب من جماعة المُصلّين بصوت خفيف: {ليسجد كلّ واحد من الحاضرين وليُناشد الربّ بإيمان أن يُرسل الروح القدس على الذي سوف يُسام ليكون نافعاً ومُفيداً لنفسه ولإخوته وللمجتمع”. سرعان ما ركع الجميع – الرجال، النساء والأطفال – وصلّوا بانسحاق. العديد من أصدقائي وإخوتي الروحيين المُنحدرين من عائلات نبيلة ومعروفة، الذين قد عرفتهم عندما خدمت في أثينا كضابط صغير، والذين أُقاسمهم محبّة روحيّة قويّة، كانوا حاضرين. كانوا يرفعون الصلوات لتحلّ نعمة الروح القدس عليّ، كانت الدموع تنهمر من أعينهم وهم راكعين حتى نهاية خدمة الرسامة. شعرتُ بانسحاق كبير حتى أني عجزت عن إمساك دموعي. لقد أحسستُ بقلبي يَضرُب بشدّة، ممّا جعل الدموع في عينيّ طوال ذاك النهار.” في حالة شخص آخر ذي نضج روحي اقلّ، فإنّ مثل هذا الشعور المجيد ممكن أن يؤدّي إلى عُجب روحي وكبرياء، خاصّةً إذا ما كان الشخص لا يزال فتياً. إلاّ أنّ الأب فيلوثيوس كانت محروساً بحساسيّة حادّة تجاه إقترافه الخطيئة. في الرسالة نفسها يقول: “حتى وبعد تلقّي نِعَمٍ عديدة من الأب فإنني انا، الخاطئ غير المستحقّ، لا أزال أعيش في التواني وأتمرّغ كالخنزير في الخطيئة، غير مُدرك كيف يجب أن أتصرّف تجاه الله وتجاه إخوتي وقد تسربلتُ بدرجة من الكهنوت السامية. إنني أخاف ان أُدان كما حصل للخادم الشرير الذي خبّأ وزنته. إنني أتضرّع مُلتمساً إلى حضرتك من قدسك أن تذكرني في صلواتك أنا الفاسد الدنس الخاطئ، وكذلك عندما تُقدّم الذبيحة غير الدمويّة حتى أنال الرحمة من لدن الرب”. في السنة اللاحقة رُقّيَ الأب فيلوثيوس إلى رتبة أرشمندريت. فباشر بالوعظ وتقبّل اعترافات الناس في القرى والبلدات في باروس وجزر الجوار. وبمرور السنوات حملته رحلاته الرعائيّة والتبشيريّة إلى أبعد من ذلك حتى أصبح المعرّف الأول في كلّ اليونان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنبا موسى.. مبارك ذلك اللص الذي انتقل من رتبة اللصوصية إلى رتبة القداسة |
تصميم| القديس فيلوثيؤس |
القديس فيلوثيوس العجائبي |
القديس فيلوثيؤس |
اين ناولني الشهيد فيلوثيؤس |