رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنّ كلمات يسوع الّتي أعلنها في خطابه عن خبز الحياة، بالتأكيد ذات نبرة تتميز بالقساوة. ليس من السهل قبول كلمة تكشف حقيقتنا لكي نعيش حقًا كرجال ونساء ذات إيمان وهويّة وتدعونا لتحمل المسئوليّة. من الضروري إستيعاب حياة أولئك الّذين لمّ يتمكنوا من تحمل مسئولية وجودهم بشكل منفصل عن الله أي كـملكية لذواتهم بل مدعويّن للتعرف على أنّ حياتهم هي بمثابة نعمة من الله يعيشوها بحسب إتحادهم به. مع ذلك، فإنّ طابع يسوع الخاص يرتكز في عدم محاولته لتُلطيف وتجميل كلماته بالزيّف. إنّه ليس مُغريًا بأنّ يُظهر لتلاميذه طّريق تبعيته كحياة جميلة وممتلئة بالورود. بلّ، منذ البدء، كشف بوضوح بأنّ طّريقه ليست هو الطّريق الّذي يؤدي إلى حياة سهلة. بناء على هذا الوضوح من قِبل يسوع، يأتي تميّيز بطرس لنبرة يسوع، الّذي يعلن إيمانه بحسب حقيقة ووضوح طّريق يسوع قائلاً: «يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟ ونَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله» (يو 6: 68- 69). بالرغم مما نعرفه عن بطرس من حماس وتهور إلّا إنّه يقرأ هويّة يسوع ويصغي بعمق لكلماته ويعطي إجابته الواضحة. وأنت ما هي إجابتك في عالم اليّوم الّذي يتلاشى فيه الحقيقي ويتمركز صاحب الكلمات الزائفة والمُغريّة؟ الخلّاصة بناء على نصي العهديّن ورسالتي يشوع (يش 24: 1- 18) ثم يسوع (يو 6: 60- 69)، نحن أيضًا مدعويّن اليّوم، في هذا المقال، أنّ نسمع نبرة كلمات يسوع، بالرغم من قساوتها فهي حقيقيّة وواضحة، إذّ يوجه تسأوله ليّ ولك اليّوم قائلاً: «أَفلا تُريدونَ أَن تَذهبَوا أَنتُم أَيضاً؟». إنّه لا يخدعنا من خلال طُّرق أو كلمات تشير للإغواء بتقديم طُرق مختصرة لنا؛ بل يقدم لنا يسوع مرة أخرى في الخبز المكسور وفي الكأس الّتي تحمل عصير الكرم، الطّريق الحقيقي لأولئك الّذين يخترون بحريتهم أنّ نخلّص حياتهم من خلال تقاسمها مع للآخرين، بل يقدمونها كعطيّة بالكامل. وحدها الحياة التي تُعاش بهذه الطريقة لها نكهة الخلود. ولهذا السبب، يمكننا نحن أيضًا، على مثال بطرس، أن نجيب اليوم: «يا رّبّ، إلى من نذهب؟ أنت وحدك تملك كلمة الحياة الأبدية!». دُمتم في تمتع بوضوح وحقيقة الكلمة وليس منساقين وراء كلمات الإغراء الكثيرة اليّوم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كلمات ترنيمة أتبع يسوع كل الحياة |
نجد إنسانيتنا المتألمة الّتي أُرسل إليها يسوع |
هذه هي الوسيلة الوحيدة الّتي نمتلكها لنعيش حياة يسوع |
مركز الرب يسوع الطبى!!!! |
مركز يسوع الطبى |