رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما يفعله إبليس هو قلب الحقائق، فهو يروِّج أن الله ضد الحب والرومانسية، وأنه – أي إبليس- هو الراعي الرسمي لكل المُحبين، ولذا فإذا أردت أن تستمتع بقصة حُب ابعد عن الله. وهذا هو الكذب بعينه، لأن الحُب قبل أن يكون احتياجًا إنسانيُا مُلحًا، فهو أصلاً طبيعة الله «وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ» (١يوحنا٤: ٨)، وقد وضع الله الخالق نماذج طبيعية من محبته، بدءًا من الأب الذي يسدد احتياجات أسرته ويوفر لهم الأمان، والأم التي تتحنن على صغارها وتعزيهم، والصديق الذي يشارك ويدعم ويسند، وصولاً إلى حتى الحيوانات التي تترفق بُحب على صغارها. وبما أن إبليس هو عدو الله (متى١٣: ٣٩)، فهو لا يعرف الحب؛ لأنه على النقيض من الله مصدر الحب، بل هو «قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ» (يوحنا٨: ٤٤)، ولم يُمارس لغات الحب الخمسة، لكنه يُمارس لغات البُغضة الثلاث فهو «يَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ» (يوحنا١٠: ١٠)، ولهذا لا عجب أن يرتكب بعض البشر أبشع الجرائم (اغتصاب وقتل وسرقة وابتزاز وغيرها)، تحت ستار الحُب “الإبليسي” طبعًا. ولا يكتفي إبليس بتشويه مصدر الحب، لكنه يشوهِّ مفهومه في أذهان الكثيرين -وخصوصًا الشباب - فجعله مجرد حالة هيام دون أي التزام، ومجرد شعور دون أي وعي، واستخدم في ذلك وسيلتين عصريتين؛ الأولى هي تسليط الضوء على قصص حُب المشاهير، سواء في الماضي أو الحاضر، وتصديرها على أنها نموذج الحُب الحقيقي، ويخفي ما بداخلها من صنوف الخيانة والغدر والأنانية، والتي تنتهي غالبًا بالفشل. والثانية هي السوشيال ميديا، عبر مُجاهرة البعض المستمرة بالحب لأحبائهم “عمَّال على بطال”، وفي رأيي أنها وسيلة دفاعية لإخفاء المشاكل الحقيقية في العلاقات، لأن المشاعر العميقة غالبًا تَخجَل من الصعود للعَلَن. |
|