إن كانت صهيون قد عاشت كأمة أسيرة ذليلة في أرض الغربة، الآن تعود إلى وطنها كملكة يشتاق الكل أن يرفعها على الأكتاف ويخضع لها الملوك ويسجدون أمامها يلحسون غبار رجليها.
هذا هو عمل الله في حياة النفس التي سبق فأذلتها الخطية، إذ يقيمها الرب ملكة، تجلس عن يمين الملك، يشتاق الكل أن يخدمها.
"هكذا قال السيد الرب: ها إني أرفع إلى الأمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي" [22]. ما هو رفع اليد إلاَّ مجيء السيد المسيح إلى العالم ليبسط يديه على الصليب فيضم إليه الأمم كقوله: "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع" (يو 12: 32). وأما الراية التي يُقيمها فهي "عَلَم الحب" (نش 2: 4)، أي إعلان الفداء على الصليب.
بهذا العمل الخلاصي تتمجد كنيسة المسيح، إذ يُقال لها: "يأتون بأولادك في الأحضان، وبناتك على الأكتاف يُحمَلن، ويكون الملوك حاضنيكِ، وسيداتهم مرضعاتك، بالوجوه يسجدون لكِ ويلحسون غبار رجليك، فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزى منتظروه" [22-23].
لقد تحقق ذلك، فقد صار الملوك والملكات مؤمنين عاملين في كنيسة الرب مثل قسطنطين الكبير وهيلانة، يخدمون الكنيسة كملكة روحية فوق الكل.