يشير كلام يسوع "أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي" إلى ما ندعوها الإفخارستيا أو القربان المقدس. تُشركنا الإفخارستيا "أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي" في "يسوع القائم" والحَي. إذ يتحوّل هذا الجَسَد القائم فينا إلى بذار حَياة إلهية. وتحوُّل جوهر الخُبزِ والخَمر إلى جَسَد ودَم المسيح هو ثمرة هبة ذاته للبشر، هبة حُبِّ أقوى من الموت، لأنَّ الإفخارستيا هي طعام للحَياة الأَبدِيَّ. وهذه الحَياة تتطلَّب الاتِّحاد بالمسيح والتَّغذي بجَسَده ودَمه الأقدسين كما يتغذى يسوع من علاقته بالآب ويحيا به (يوحنا 6: 57). ويُعلق القديس كيرلس الكبير: "يليق بالأبدي أن يعطي ما هو أبدي، لا أن يعطي تمتعًا بطعامٍ وقتي بالكاد يقدر أن يدوم للحظاتٍ قليلة. ويليق بالذي نَزَلَ آنذاك أن يجعل المُشتركين في تناوله أسمى من المَوت والاضمحلال". تحتاج حياتنا إلى الغِذَاء إلا أن الغِذَاء غير كاف لتجنب الموت. أمَّا الحَياة الخاصة بيسوع فهي لا تعرف الموت.