![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "مَن أَكل جَسَدي" فتشير إلى صيغة المُتكلم. فالانتقال من صيغة الغائب: "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ" (يوحنا 6: 53) إلى صيغة المتكلم "مَن أَكل جَسَدي" (يوحنا 6: 54) دليل على معادلة بين ابن الإنسان وبين يسوع. لذلك يشير جسد يسوع إلى عطيَّة حياته وعطيَّة الشَّركة مع الله التي يُحقِّقها في نفسه (يوحنا 6: 57). لذلك يدعونا يسوع للدُّخول في الشَّركة القويَّة والحميمة مع يسوع من خلال تبنِّي أسلوب حياة مُشابه لأسلوب حياته. أمَّا عبارة "مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي" في الأصل اليوناني ὁ τρώγων μου τὴν σάρκα καὶ πίνων μου (معناها الأكل الدَّائم والشُّرب بمعنى الشَّركة الدَّائمة) فتشير إلى الاشتراك في حياة يسوع وموته الذي ينتج عنه نيل الحَياة الأَبدِيَّة والقيامة في المستقبل. أمَّا عبارة "فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة" فتشير إلى حياة الآب السَّماوي، "فكَما أَنَّ الآبَ له الحَياةُ في ذاتِه فكذلِكَ أَعْطى الِابنَ أَن تَكونَ له الحَياةُ في ذاتِه" (يوحنا 5: 26) ويعطى الابن الحَياة الأَبدِيَّة للذين يأكلون جَسَده ويشربون دَمَه. فقد قال يسوع "أنا خُبزُ الحَياة" (يوحنا 6: 48). وحيث أنَّ يسوع "خبز الحَياة" يُعطي لمن يأكل جَسَده أن يحيا به، كما هو يحيا بالآب (6: 27-28). وقد أوصى يسوع بالأكل من هذا الخُبزِ "خُذوا كُلوا! إنَّ هذا الخُبزِ هو جَسَدي للحياة الأَبدِيَّة"(متّى 36:26). أمَّا عبارة "أُقيمُه اليَومِ الأَخير" فتشير إلى الوعد بالقيامة للمرَّة الرَّابعة في هذا النَّص (يوحنا 6: 39، 40، 44). والقيامة هي ملحق لعَطيِّة "حياة أبديَّه ". إنَّ نفس المؤمن لا تنال كمال الحَياة الأَبدِيَّة إلاّ متى قام الجَسَد وشارك الرُّوح في السَّعادة، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول "نحنُ الَّذينَ لَنا باكورةُ الرُّوحِ نَئِنُّ في البَاطِن مُنتظِرينَ التَّبَنِّي، أَيِ افتِداءَ أَجسادِنا" (رومة 8: 23)، فالقيامة هي حياة مع الله في الحَياة الحاضرة، ولكن القيامة لا تتحقَّق في كمالها إلاّ في اليوم الأخير. القيامة تبدأ الآن، وتكتمل في اليوم الأخير، كما قالت مرتا ليسوع "َعلَمُ أَنَّه سيَقومُ في القِيامَةِ في اليَومِ الأَخير (يوحنا 11: 24). والإفخارستيا هي خميرة القيامة للمؤمنين (يوحنا 6: 39-40). وكما أنَّ الخُبزِ المادي يسدُّ جوع الحَياة الجَسَدية، كذلك الخُبزِ الرُّوحي يسدُّ جوع الحَياة الرُّوحية. الخُبزِ النَّازل من السَّماء الذي أعطاه موسى (عدد 11: 7) يقوت ليوم ٍواحدٍ ولا يمنع الموت، أمَّا المسيح فهو يُقدِّم ذاته خبزًا روحيًا نازلًا من السَّماء، خُبزًا يقود إلى الحَياة الأَبدِيَّة. |
![]() |
|