لقد إضطهد نيرون المسيحيين بكل قواه. فأحرق المئات بل الألوف، رجالا ونساء وأطفالا، جاعلا منهم مصابيح تضيء بساتين قصره في كل ليلة، إذ كان يعلّق المسيحيين المؤمنين على أعمدة وهم أحياء، ثم يشعلوهم بالنار، فتنير أجسادهم مداخل حدائق قصره الواسعة.
لقد كان الرومان في ذلك الزمان من عبدة الأوثان، فكانوا يعبدون ملوكهم ويعتبرونهم آلهة، مع سائر العبادات الأخرى، فسعوا جهدهم ليستميلوا المسيحيين الى تلك العبادة، فأبى المؤمنون تقديم العبادة لهم، فساقوهم للموت والتعذيب، فكان الأباطرة الرومان يشيدون المباريات والالعاب في ملاعبهم، فيجلسون في المنصّات ويحتشد المشاهدون، ثم يأتون بالمؤمنين الى وسط الساحة، فيطلقون الوحوش المفترسة عليهم ليروا كيف كانت تلك الوحوش تمزّق أجساد المسيحيين، وسط صياح الجماهير الهادرة.
وهكذا كان المسيحيين يؤدون حياتهم شهادة ليسوع.
فكان كلما إشتدّ الإضطهاد إشتد الإيمان أكثر. وبدلا من أن تنقرض المسيحية توسّعت، وتحولت معابد الأوثان في كثير من الجهات إلى كنائس مسيحية، لان افكار الرب ليست كافكارنا ولا طرقه كطرقنا. واعتنق الوثنيون المسيحية فلم تُرَق تلك الدماء عبثا بل كان هؤلاء الأبطال في وسط تلك الملاعب الرومانية المكتظة بالجماهير يؤدون حياتهم شهادة لإيمانهم.
كان هذا منذ حوالي ألفيّ عام، لكن في هذا العام بالذات، حدث شيء مماثل. ففي هذه السنة إجتمعت دول العالم الكبرى لتتبارى في بطولة كأس العالم لكرة القدم. حيث يقال بإن أكثر من مليار ونصف شخص كان يشاهد تلك المبارات على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم.
كانت تلك المبارات الأخيرة لبطولة العالم بين فريق المانيا والبرازيل، فأمام مئات الملايين، ومئات الصحافيين، ولدى فوز فريق البرازيل في بطولة العالم، هناك وفي وسط الملعب... ركع الفريق البرازيلي كله ليصلّي ويشكر الله... والجماهير الحاضرة تصفق...
لكن كان هناك 3 لاعبين من الفريق البرازيلي الذين لم يكتفوا بذلك، بل ركعوا من جديد سوية وبكل حرارة وجدّية كانوا يصلّون ويشكرون الرب يسوع... ثم حملهم إيمانهم بالرب يسوع المسيح له كل المجد، على إرتداء T-Shirts بيضاء فوق أقمصة الفريق البرازيلي كتب عليها هذه الكلمات... أنا أحب يسوع، وأنا خاصة يسوع... وأخذوا يطوفون في الملعب ويعلنون امام الجميع إيمانهم بالرب يسوع...
لم يخجل هؤلاء الأبطال بإيمانهم.... لم يخجل هؤلاء الشباب بأن يخبروا الملأ بإنهم خاصة الرب يسوع... نعم أمام مئات الملايين.... كما لم يخجل المؤمنون الأولين في أن يقدموا حياتهم شهادة لسيدهم هكذا هؤلاء... كم نحن بحاجة أخي وأختي أن نعلن أمام الجميع بإننا ليسوع...
قال الرب يسوع : فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف انا ايضا به قدام ابي الذي في السموات.