البابا تواضروس
يكمن أهمية اللسان بأهمية النار في التأثير والحضور والبناء والهدم وبه نبارك الله وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله (يعقوب 3: 12).
ويخصص القديس يعقوب الرسول
أصحاحًا كاملاً عن اللسان
ويصفه بصفات عديدة مثل:
– عضو صغير يفتخر متعظمًا
– عالم الإثم
– يدنس الجسم كله
– يضرم (يشعل) دائرة الكون
– يضرم من جهنم
– هو شر لا يضبط
– مملوء سُمًا مميتًا – … إلخ.
ولكن يتربع على هذه الصفات كلها أنه “نار” فعلية تستطيع أن تشعل النفوس والقلوب والعقول وتحرق وتبيد وتدمر وهكذا يكون الاستخدام السيء للسان.
فاللسان البذيء يصدر الكذب والغش والرياء والاغتياب والنميمة، كما أنه أفعى (مز 140: 4)، وهو موسى مسنونة (مزمور 52: 2)، وسيف حاد (مز 57: 5)، وسهم قاتل (إرمياء 9: 7، 18: 18).
وصارت أكاذيب اللسان في كل العصور سهام شريرة توقد نارًا بين الأفراد والجماعات والشعوب والأمم.. حتى حذَّر منها السفر الأخير في الكتاب المقدس حين وصف الفئات الثمانية التي لا تدخل إلى حضرة الله: “وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي” (رؤيا 21: 8). ثم يؤكد في الأصحاح الأخير من نفس السفر على ذلك بقوله: “لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا” (رؤيا 22: 15).
وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العديدة على شبكة الإنترنت وانتشار أجهزة التليفون المحمول (الموبايل) والتي تعد بالمليارات في أيدي الصغار والكبار.. صار الكذب بكل صوره وأشكاله وأحداثه هو الطاغي في عالم اليوم بين الناس، ووجد “اللسان البشري” وسيلته البارعة في نقل ونشر الكذب على كل المستويات بدءً من الأخبار الدولية والمحلية وانتهاءً بعمليات النصب والسرقة بين الأفراد والعصابات.. ونسمع عن الأمن السيبراني الذي يهدف إلى حفظ البيانات بدلاً من تزويرها واستخدامها بصورة سلبية في شتى المجالات.