رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَعْيَتْ فِيَّ رُوحِي. تَحَيَّرَ فِي دَاخِلِي قَلْبِي. تَذَكَّرْتُ أَيَّامَ الْقِدَمِ. لَهِجْتُ بِكُلِّ أَعْمَالِكَ. بِصَنَائِعِ يَدَيْكَ أَتَأَمَّلُ. بَسَطْتُ إِلَيْكَ يَدَيَّ، نَفْسِي نَحْوَكَ كَأَرْضٍ يَابِسَةٍ. سِلاَهْ. أعيت: تعبت. شعر داود بثقل التجربة عليه؛ حتى تحير في إيجاد مخرج للخلاص، وهنا رجع إلى نفسه، وتذكر أعمال الله معه، وأعماله مع شعبه الذي خلصه من عبودية مصر، وأخرجه وعاله في البرية، وأدخله أرض كنعان التي تفيض لبنًا وعسلًا، فشكر الله وطلب إليه أن ينقذه، بل أعلن له احتياجه الشديد، وقال إن نفسه صارت مثل أرض يابسة محتاجة للماء الإلهي ليرويها؛ كل هذا قاله وهو باسط يديه في الصلاة. ظهرت هنا أهمية معرفة أعمال الله، وتذكرها في كل حين، وخاصة في الضيقة، فهي التي أعادت إلى داود سلامه، وثبتت إيمانه، وأعطته صلاة حارة أنقذته من أعدائه. بسط اليدين لا يعنى فقط الصلاة، بل أيضًا إظهار احتياجه لله ليروى عطشه، وكذلك يعنى إخلاء المشيئة، بالإضافة إلى التوبة وإعلان العجز الكامل عن إيجاد حل. هذه الآيات تنطبق على المسيح الذي تعبت روحه كإنسان، وتحير قلبه من كثرة الضغوط والآلام، فكيف يصير الذي بلا خطية خطية لأجلنا، وعبر عن آلام الصليب المقبلة عليه، وهو في بستان جثسيماني بقوله إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس، وبسط يديه في صلاة حارة، ونفسه في ضيق كأرض ناشفة، ولكنه احتمل كل هذا لأجل فدائنا. تنتهي هذه الفقرة بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتأمل في أعمال الله والصلاة إليه؛ لينقذنا ويشبعنا ويقوينا. |
|