منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 07 - 2024, 05:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,266,234

يقدم النبي صورة شعرية رائعة لهلاك السامرة ومجد البقية المخلصة



انهيار السامرة وتمجيد ليهوذا



يبدأ النبي بمجموعة نبوية جديدة (إش 28-33) تكشف عن سوء الحالة الاجتماعية وأيضًا السياسية. لقد ضمت ستة ويلات لأناس أشرار في آفرايم ويهوذا والأمم المجاورة، إذ احتقروا الله وكلمته واتكلوا على ذراع بشري غريب ورجعوا إلى العرافين يستشيرونهم.
يكشف هذا القسم عن عدل الله فمع محبته لشعبه بل ولكل البشرية لكنه في غير محاباة لا يطيق الخطية ولا يقبل الرجاسات في حياة الإنسان. لهذا ينزل بالويلات على إسرائيل أو آفرايم لأنها انهارت روحيًا بينما يُمجد مملكة يهوذا التي بقيت مقدسة زمانًا حتى تشبهت فيما بعد بأختها إسرائيل وسقطت في رجاسات أبشع.


ويل للسامرة:

1 وَيْلٌ لإِكْلِيلِ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ، وَلِلزَّهْرِ الذَّابِلِ، جَمَالِ بَهَائِهِ الَّذِي عَلَى رَأْسِ وَادِي سَمَائِنِ، الْمَضْرُوبِينَ بِالْخَمْرِ. 2 هُوَذَا شَدِيدٌ وَقَوِيٌّ لِلسَّيِّدِ كَانْهِيَالِ الْبَرَدِ، كَنَوْءٍ مُهْلِكٍ، كَسَيْلِ مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ جَارِفَةٍ، قَدْ أَلْقَاهُ إِلَى الأَرْضِ بِشِدَّةٍ. 3 بِالأَرْجُلِ يُدَاسُ إِكْلِيلُ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ. 4 وَيَكُونُ الزَّهْرُ الذَّابِلُ، جَمَالُ بَهَائِهِ الَّذِي عَلَى رَأْسِ وَادِي السَّمَائِنِ كَبَاكُورَةِ التِّينِ قَبْلَ الصَّيْفِ، الَّتِي يَرَاهَا النَّاظِرُ فَيَبْلَعُهَا وَهِيَ فِي يَدِهِ. 5 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَبُّ الْجُنُودِ إِكْلِيلَ جَمَال وَتَاجَ بَهَاءٍ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ، 6 وَرُوحَ الْقَضَاءِ لِلْجَالِسِ لِلْقَضَاءِ، وَبَأْسًا لِلَّذِينَ يَرُدُّونَ الْحَرْبَ إِلَى الْبَابِ.

ينزل الله بالويل على السامرة أو إفرايم، سامحًا لآشور سنة 722 ق.م. أن يسطو على البلاد ويخرب المدن ويحمل أعدادًا ضخمة إلى السبي. كان ذلك تأديبًا لإسرائيل ودرسًا عمليًا ليهوذا، فقد استطاع سكان أورشليم عاصمة يهوذا أن يصعدوا على الأسطح ليروا السماء وقد احمرت بغضب الله ضد إسرائيل، فقد ارتفعت ألسنة النيران في كثير من بيوت السامرة وما حولها. ومع هذا لم تتعظ مملكة يهوذا إذ سلكت فيما بعد في ذات خطايا السامرة بل وأكثر منها كما جاء في مثل أهولة وأهوليبة الوارد في حزقيال 33 يروي هذا الأمر في شيء من التفصيل.
الأعداد [1-6] تصّور سقوط السامرة هذه التي بُنيت على تل مرتفع وقد أحاطت بها الحدائق الشهية من كل الجوانب حتى حُسبت من أجمل وأحب مدن فلسطين. الوادي تحتها يبلغ إلى ساحل يزرعيل غني بكرومه وحقوله المثمرة. لقد وهبهم الله فيض خيرات كثيرة وغنى لكنهم تركوا واهب العطايا وانحرفوا إلى الآلهة الوثنية التي تتعبد لها الأمم المحيطة؛ وارتبطت عبادتهم بالحياة المدللة المترفة مع رجاسات كثيرة لذلك أراد الله أن يؤدبهم. أثار قلب ملك آشور ليتطلع إلى السامرة الجميلة الغنية والمدن المحيطة بها فبعث جيشًا عظيمًا لاحتلالها. أما إسرائيل فاتكلت على ذراعها البشري ونسيت إلهها، وحسبت أنها قادرة على تحطيم العدو فتحطمت عاصمتها وكثير من مدنها وصارت مثلًا حيًا لكل من يتكل على الذراع البشري متجاهلًا عناية الله.
يقدم النبي صورة شعرية رائعة لهلاك السامرة ومجد البقية المخلصة:
أ. اعتاد أغنياء السامرة أن يقيموا ولائم دائمة يقدمون فيها الخمور والمسكر بلا حساب، فيسكرون ويلهون، وكانوا يضعون أكاليل زهور على رؤوسهم علامة المجد وللزينة.
يرى النبي مدينة السامرة كرأس مدن إسرائيل وقد أحاطت بها الحدائق أشبه برأس أحد هؤلاء الأغنياء الذي يأكل ويشرب ويلهو ويسكر ويمارس الرجاسات وعلى رأسه إكليل زهور. ينزل الله بالويل على هذه الأكاليل فتصير للخزي والعار لا للمجد والبهاء؛ يذبل منظرها وتستحق أن تنحدر مع الرأس التي تحملها إلى التراب لتُلقى في المزبلة وتُداس بالأقدام [2-3].
ب. إن السيد الرب يرسل جيش آشور كرجل واحد قدير (شديد) وقوي [2]... وكأن ما تم على أيدي جيش ملك آشور ليس مصادفة، ولا بتخطيط بشري أو إمكانيات إنسانية، إنما بسماح إلهي يهبهم القدرة والقوة ويعطيهم الوحدة لتحقيق خطة إلهية هي تأديب السامرة!
ج. يُشبه جيش آشور الذي يُحاصر السامرة ويذلها كمن ينزل برأس رجل غني تحمل أكليل زهور إلى التراب، بعاصفة ثلجية وسيول مياه جارفة. فالورد لا يحتمل الثلج فيموت، ولا يحتمل سيول المياه فينجرف إلى الأرض بشدة دون استقرار حتى يصير جزءًا لا يتجزأ من المزبلة [2].
د. يُشبه السامرة بشجرة تين تحمل باكورة قليلة تُقتطف في لحظات ولا يبقى فيها ثمر [4].
ه. إن كان الله يسمح بهذه المذلة نازعًا كل مجد وبهاء للتأديب، فأنه يتقدم بنفسه ليكون هو نفسه مجدًا وبهاءًا لمؤمنيه: "في ذلك اليوم يكون رب الجنود إكليل جمال وتاج بهاء لبقية شعبه، وروح القضاء للجالس للقضاء، وبأسًا للذين يردون الحرب إلى الباب" [5-6]. يصير الله هو جمالنا، وتاج بهائنا، وأيضًا عدالتنا المدافع عن المساكين والمظلومين، وقائد معركتنا يهبنا النصرة الروحية ضد قوات الظلمة.
مقابل الانهيار الذي حلّ بالسامرة التي تمثل جحود الإيمان يُقدم الله نفسه بهاء مجد وبرًا وعدالة ونصرة لبقية شعبه المخلصين إليه [5]؛ ويلاحظ هنا الآتي:
أولًا: يقول: "في ذلك اليوم" [5]؛ هو يوم الفداء أو الصلب الذي فيه حمل الرب عارنا على الصليب ليصير هو نفسه إكليلنا، قَبِل الموت عنا ليهبنا حياته وقيامته وبره، احتمل الضعف ليهبنا بضعفه قوة النصرة.
يتحدث القديس يوحنا الذهبي الفمعن الصليب كعلامة مجد وقوة... قائلًا:
[الصليب هو مجد. أنظر ماذا يقول الإنجيلي... "الروح القدس لم يكن قد أُعطى بعد لأن يسوع لم يكن قد مُجد بعد" (يو 7: 39).
الصليب هو الذي أزال العداوة بين الله والناس مقدمًا المصالحة،
جاعلًا الأرض سماء،
جامعًا الملائكة مع البشر،
محطمًا قلعة الموت،
مضعفًا سطوة الشيطان،
مطفئًا سلطان الخطية،
منقذًا العالم من الخطأ ومسترجعًا الحق،
طاردًا الشياطين،
مهدمًا معابد الأوثان ومحولًا مذابحهم ومبطلًا ذبائحهم،
زارعًا الفضيلة ومؤسسًا الكنيسة!
الصليب هو إرادة الآب، مجد الابن، وفرح الروح القدس. إنه موضوع فخر بولس إذ يقول: "حاشا ليّ أن افتخر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح" (غلا 6: 14).
الصليب أكثر لمعانًا من الشمس، وأبهَى ضياء من أشعِّتها، فعندما أظلمت الشمس أبرق الصليب. الشمس أظلمت لا لأنها انطفأت، بل لأن ضياء الصليب غلبها...
الصليب يكسر قيودنا، ويبطل سجن الموت.
إنه علامة حب الله (يو 3: 16)...
الصليب هو حصن حصين، وترس منيع، حامي للأغنياء، وينبوع للفقراء، مدافع عن الساقطين في الشباك، ودرع للذين هم في هجوم، ووسيلة لقهر الشهوات ونوال الفضائل، وآية عجيبة مدهشة!].
ثانيًا: ما هي بقية شعبه المختارة التي تتزين برب الجنود وتتبرر به وتغلب؟ يرى البعض أن الحديث هنا عن مملكة يهوذا التي بقيت زمانًا في حالٍ أفضل من آفرايم، ويرى آخرون أن هذه البقية هم الذين قبلوا الإيمان بالسيد المسيح المصلوب مثل الرسل والتلاميذ والمريمات ويوسف الرامي ونيقوديموس إلخ... وآخرون يرون أنها البقية التي تخلص في أيام الدجال حيث يسود العالم روح الارتداد ولكن من أجل المختارين يقصر الله الأيام (مت 24: 22)...
على أي الأحوال، هذه البقية تضم كل نفس تجري إلى المخلص رب الجنود لتختفي فيه وتستريح عند قدميه وتستظل بصليبه، أيا كان الوقت!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إرميا النبي | بسبب اليوم الآتي لهلاك كل الفلسطينيين
لون صورة رائعة للاطفال المميزين لـ يسوع يقيم الطفلة من الموت
لون صورة رائعة لداود النبي وهو يقتل جلياد
صورة رائعة لابراهيم النبى واسحق والملاك
حصريا صورة رائعة لحلم ايليا النبى


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024