منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 07 - 2024, 11:43 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,110

في نهاية حياة نيقوديموس الآثوسي






نيقوديموس الآثوسي


في نهاية حياة نيقوديموس الآثوسي، ومع اقتراب موعد رحيله، خارت قواه، ودبّ إليه المرض ناشباً برائنه فيه، وضرب الشيب رأسه، وخف سمعه، وضعف عزمه رغم أنه لم يكن قد تجاوز الستين من العمر. ولم تمض فترة من الزمن حتى شُلّت يمناه، فأدرك أن النهاية باتت وشيكة، وأن الرحيل قريب. والروحانيون لا يهابون الموت هذا الضيف العزيز فهو جسرهم إلى الله، وهم منذ بداية حياتهم في الروح، يحيون في انتظار الموت، وأدبهم النسكي ممهور بذكر الموت (Memory of death) فليس من حياة روحية بدون قاعدة الموت؛ فالموت عندهم أساس الحياة. وهكذا طلب نيقوديم مقابلة الأب الروحي، فكان له ما أراد. ولما امتثل ذاك في حضرة هذا الشيخ الجليل الممدد على فراش الموت، انبرى نيقوديم يبوح له بكل مكنونات قلبه، على نحو يندر بين البشر. وفي الثالث عشر من تموز، ساءت حاله وتراجعت صحته، وخفت صوته وغار النور في عينيه، وضربته رجفة تجلّت في كل جسمه. في تلك اللحظة الرهيبة وقف واحد من الموجودين في المنسك وقال: هل أنت في هدوء يا أبتِ؟ وكان جواب الأب القديس: كيف لا أكون في الهدوء (Hesy chia) وقد جعلت المسيح في مركز حياتي، وكل حياتي، وغاية وجودي؟ هذه كانت آخر كلمات نطق بها هذا الفم الطاهر. وفي صبيحة الرابع عشر من تموز، غادر هذه الفانية إلى العالم العلوي، بعد حياة في الجسد عاشها يغب من فيض النعمة الإلهية. فتمت الصلاة على جثمانه وفض عادة الدير وتقاليده. ثم دفن في منسك سكورتي، باحتفال رهباني ليتورجي مهيب. وما تزال هامته إلى اليوم في المكان الذي دفن فيه. رقد بالرب في 14 تموز سنة 1807.

للقديس نيقوديم شهرة طبّقت الآفاق في حدود آثوس وخارجه. فلا يكاد اسمه يطرح في أوساط اللاهوتيين والرهبان إلا ويقوم من يتكلم على لاهوت نيقوديم وسيرته وقداسته. ونقل بعضها إلى الروسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والايطالية بما فيها الرومانية والتركية أيضاً. وقامت البطريركية المسكونية سنة 1955 باعلان قداسته بعيد قرن ونيف على رقاده. ما يزال هذا القديس إلى اليوم في ضمير المؤمنين، لا سيما أحباء اللاهوت والروحانية الأرثوذكسية. كانت حياته مرآة تعكس الجمالات الفردوسية وتشهد بالمذاقة أن عذابات الأرض لا تقاس بأفراح السماء. إنه وجه معاصر لفحته النعمة الإلهية، فسطع التراب فيه وتجلى.

تُعيد له الكنيسة في 14 تموز.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتابات نيقوديموس الآثوسي
القديس نيقوديموس الآثوسي
نيقوديموس الآثوسي
والدة الإله الفائقة القداسة عند القديس نيقوديموس الآثوسي 1
استعادة النعمة المحتجبة _ نيقوديموس الآثوسي


الساعة الآن 01:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024