منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 07 - 2024, 08:22 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

دعوة الأمم لمقاتلة بابل




دعوة الأمم لمقاتلة بابل:

2 أَقِيمُوا رَايَةً عَلَى جَبَل أَقْرَعَ. ارْفَعُوا صَوْتًا إِلَيْهِمْ. أَشِيرُوا بِالْيَدِ لِيَدْخُلُوا أَبْوَابَ الْعُتَاةِ. 3 أَنَا أَوْصَيْتُ مُقَدَّسِيَّ، وَدَعَوْتُ أَبْطَالِي لأَجْلِ غَضَبِي، مُفْتَخِرِي عَظَمَتِي. 4 صَوْتُ جُمْهُورٍ عَلَى الْجِبَالِ شِبْهَ قَوْمٍ كَثِيرِينَ. صَوْتُ ضَجِيجِ مَمَالِكِ أُمَمٍ مُجْتَمِعَةٍ. رَبُّ الْجُنُودِ يَعْرُضُ جَيْشَ الْحَرْبِ. 5 يَأْتُونَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ، الرَّبُّ وَأَدَوَاتُ سَخَطِهِ لِيُخْرِبَ كُلَّ الأَرْضِ.

لم تكن بابل قد ظهرت عظمتها بعد، لكن النبي يراها قادمة، عاصمتها مدينة عتاة، لهذا يبدأ نبوته عنها بتحريض الرب للأمم كي تتجمهر ضد بابل وتقتحم أبوابها وتذل كبرياءها، قائلًا:
"أقيموا راية على جبل أقرع" [2]. هكذا يصدر الله أمرًا بمحاربة بابل فيدعو الأمم أن تقيم راية الحرب على جبل خالٍ من كل شجر أو نباتات حتى يمكن لكل الجيش أن يراها. كانت العادة في القديم أن يجمع بعض الجنود حطبًا ويوقدونه ليلًا على الجبل علامة بدء الحرب؛ لذا فإن وجودهم على جبل خالٍ من الأشجار يُساعد سرعة انتباه الجيش لبدء الحرب.
"ارفعوا صوتًا إليهم" [2]، أي اضربوا بالأبواق لأجل تحميس الجيوش.
"أشيروا باليد ليدخلوا أبواب العتاة (الأشراف)" [2]، أي يلوحون بالأيدي لتشجيع الهمم من أجل اقتحام مدينة الأحرار الأشراف في شجاعة وإقدام.
ما هي بابل إلاَّ النفس المتعجرفة التي يلزمنا أن نقتحمها لا برايات الحرب ولا بأصوات الأبواق ولا بالتلويح بأيادٍ بشرية وإنما برفع راية الحب التي لمسيحنا المصلوب لتقول: "علمه فوقي محبة" (نش 2: 4). لنضرب ببوق الإنجيل المفرح للنفوس، ولنمد يد الحب العملي لنسند النفس الضعيفة التي أذلها الكبرياء... هكذا نقتحم النفس بروح الرب العامل فينا فنجتذبها لحساب ملكوته السماوي خلال الحرب الروحية الفعّالة بالنعمة الإلهية وليس بالعمل البشري.
الحديث هنا أعظم من أن يكون خاصًا بدعوة فارس ومادي لاقتحام الإمبراطورية العظيمة بابل، إنما هو دعوة تمس خلاص النفس الأبدي. لهذا يكمل قائلًا: "أنا أوصيت مقدسي ودعوت أبطالي لأجل غضبي مفتخري عظمتي، صوت جمهور على الجبال شبه قوم كثيرين، صوت ضجيج ممالك أمم مجتمعة. رب الجنود يعرضُ جيش الحرب. يأتون من أرض بعيدة من أقصى السموات الرب وأدوات سخطه ليُخرب الأرض" [3-5].
يلاحظ في هذا النص:
أولًا: من هم هؤلاء المقدسين والأبطال المنتسبون لله الذين يُستخدمون في هذه المعركة؟ يرى البعض أنهم القيادات العسكرية لفارس ومادي، فقد دعيت لمعركة مقدسة، ليسوا لأنهم في حياتهم أو إيمانهم قديسون وإنما لأن الله دعاهم دون أن يدروا لتحقيق أهدافه المقدسة، ووهبهم قوة للعمل واستخدمهم لتحقيق أمور ليست في أفكارهم. لقد حُسبوا أبطال الله بالرغم من عدم إيمانهم به، كما دُعِيَ كورش الوثني مسيح الرب الذي أمسك الله بيمينه ليدوس أمامه أممًا إلخ... (إش 45: 1).
هكذا هو صلاح الله العجيب، إذ يحّول طاقات وأعمال حتى الأشرار لحساب نمو ملكوته وبنيان النفوس.
إن كان الله قد دعا مقتحمي بابل الوثنيين مقدسيه وأبطاله، فماذا يكون حال أولاده "الجنود الروحيين" الذين بحق هي قديسوا الرب إذ هم مفرزون للعمل الروحي القدسي، الذين يُحاربون ضد إبليس وكل أعماله الشريرة من أجل تقديس أعماقهم وتقديس الغير بكسبهم بالحب الإلهي؛ كما يدعوهم "أبطاله" لأنهم يحملون قوته ويعملون بروحه القدوس؛ وأيضًا يحسبهم "مفتخري عظمته" إذ يحققون مجد اسم الله العظيم.
يرى الآباء القديسون أن المعمودية هي دخول إلى الجندية الروحية حيث يُختم طالب العماد بختم الروح ويُحسب جنديًا روحيًا لحساب مملكة الرب.
* يأتي كل واحد منكم ويقدم نفسه أمام الله في حضرة جيوش الملائكة غير المحصية، فيضع الروح القدس علامة على نفوسكم. بهذا تُسجل أنفسكم في جيش الملك العظيم.
القديس كيرلس الأورشليمي
* كما يُطبع الختم على الجند، هكذا يُطبع الروح القدس على المؤمنين.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* من يتقبل حميم التجديد يشبه جنديًا صغيرًا أُعطى له مكان بين المصارعين لكنه لم يبرهن بعد على استحقاقه للجندية.
القديس غريغوريوس النيصي
ثانيًا:ما هو صوت الجمهور القائم على الجبال شبه قوم كثيرين، "صوت ضجيج ممالك أمم مجتمعة، رب الجنود يعرض جيش الحرب" (إش 43: 4)، إلاَّ صوت الكنيسة المجتمعة معًا بروح الحب والوحدة على الجبال المقدسة تتمتع بالحياة العلوية، تسكن على قمم الوصايا المباركة لا عند السفح، تجتمع من ممالك أمم كثيرة كجيش بألوية (نش 6: 10)... إنها كنائس متعددة لها ثقافات متباينة لكنها خلال الإيمان الواحد والفكر الواحد تعيش كجيش روحي سماوي... هذه هي سمة الكنيسة الحقيقية: كنيسة سماوية! لذا يقول الرسول بولس: "نحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2 كو 3: 18).
* كم من كثيرين هاجموا الكنيسة فهلك الذين هاجموها، أما هي فحلقت في السماء.
* الكنيسة هي رجاؤك، خلاصك، وملجأك. إنها أعلى من السماء وأوسع من المسكونة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"يأتون من الأرض بعيدة من أقصى السموات الرب وأدوات سخطه ليُخرب كل الأرض" [5]. تجتمع الكنيسة من أرض بعيدة، إذ كان أغلب أعضائها وثنيين مرتبطين بالعالم، غرباء عن بيت الله، لكنهم صاروا سماء الرب ومقدسه، يخربون الأفكار الزمنية أو محبة الأرضيات ليحملوا الآخرين إلى خبرة الحياة السماوية. وكأن تخريب الأرض يعني تحطيم انغلاق القلب على الزمنيات لينفتح على السماء. وكما يقول القديس إكليمندس الاسكندريإن الأرض تصير بالنسبة للمؤمن (الغنوسي) سماءً.
هذا من الجانب الرمزي، أما من الجانب الحرفي فقد دعا الله الأمم من فارس ومادي وغيرهما ليستخدمهم لتخريب كل أرض بابل العظيمة.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ليست بابل هي الوحيدة التي قاومت الرب، بل جميع الأمم والشعوب
مواليد نوح وظهور الأمم والشعوب (برج بابل)
دعوة لجميع الأمم الوثنية إلى الملكوت
دعوة الأمم الوثنية الى الايمان والخلاص
دعوة الأمل


الساعة الآن 06:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024