رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الالتجاء إلى العرافين: 19 وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: «اطْلُبُوا إِلَى أَصْحَابِ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ الْمُشَقْشِقِينَ وَالْهَامِسِينَ». «أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلهَهُ؟ أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟» 20 إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ! 21 فَيَعْبُرُونَ فِيهَا مُضَايَقِينَ وَجَائِعِينَ. وَيَكُونُ حِينَمَا يَجُوعُونَ أَنَّهُمْ يَحْنَقُونَ وَيَسُبُّونَ مَلِكَهُمْ وَإِلهَهُمْ وَيَلْتَفِتُونَ إِلَى فَوْقُ. 22 وَيَنْظُرُونَ إِلَى الأَرْضِ وَإِذَا شِدَّةٌ وَظُلْمَةٌ، قَتَامُ الضِّيقِ، وَإِلَى الظَّلاَمِ هُمْ مَطْرُودُونَ. شعر الشعب كأن الله قد حجب وجهه عنهم لهذا بدأوا يطالبون المسئولين -ربما من بينهم بعض تلاميذ إشعياء- أن يلجأوا إلى أصحاب التوابع والعرافين لطلب المشورة والتعرف على الأمور المستقبلة. يدعوهم النبي "المشقشقين والهامسين" [19]، لأنهم يتكلمون بصوت خافت كما من عالم آخر ليتقنوا تمثيل دورهم. ماذا يعني الالتجاء إلى العرافة؟ فقدان الإنسان كل ملجأ أو عون له، ذلك كما حدث مع شاول الملك. شعر أنه في عزلة عن الله، وعن أنبيائه، حتى الشعب تراجع عنه فلجأ إلى الموتى يسألهم خلال صاحبة العرافة. كان يليق ببني يهوذا -قادة وشعبًا- أن يلجأوا إلى الله ويستشيروا أنبياءه ويسمعوا كلمة الله التي تُنير وسط الظلام [20]، فينالوا مشورة صالحة ومعرفة لإرادة الله وعونًا ونعمة، أما أن يلجأوا إلى العرافة بكل صورها وإلى سؤال الموتى، فهذا يعني أنهم رفعوا أعينهم إلى فوق فوجدوا السماء غاضبة [21] وتطلعوا إلى الأرض فإذا بالظلام الدامس حالّ بها. في اختصار سقط بنو يهوذا في خطيتين خطيرتين هما: الالتجاء إلى التحالف البشري عوض الاتكال على الله، والرجوع إلى العرافة والموتى عوض التمتع بكلمة الله الحية الواهبة استنارة وقوة. هذه الصورة المؤلمة تعلن عن حقيقة هامة: الحاجة إلى مخلص إلهي! |
|